المرجعية الدينية الرشيدة بعد عام 2003، أدركت أن التعبئة الجماهيرية، وعشق الجهاد في سبيل الأرض، والعرض والمقدسات، هي الحل لوقف الغزو الداعشي، وأن الخطر القادم، من مصانع الحركات الوهابية المتطرفة، سيضع العراق في دوامة لا نهاية لها، من الخراب والفوضى، كما إستشعر العالم، تصاعد مكانة مرجعية النجف الأشرف، بعد نجاحها المسدد إلهياً، في توحيد الخطاب الوطني، والصف العراقي بكل مكوناته، وتفويت الفرصة على أجندات المتآمرين، بإحداث حرب طائفية، دموية جديدة.إخراج الدبابير من العش، وغزو دين جاهلي جديد لعقول السذج، في المحافظات الغربية، وإعلان دولة خرافة مزيفة، ووصول الدعم لهذه العصابات التكفيرية، تدربياً، وتسليحاً، وتمويلاً، وتنظيماً، فالعالم بأسره أمام خطر حقيقي، ليتسنى لأمريكا، رسم خارطة جديدة لسايكس بيكو حديثة، للقرن الواحد والعشرين، وهذا الإخراج الهوليودي المتطور، وصل الى حد إنتاج كائنات بشرية مجنونة، تمارس العشق الدموي، والقتل المجاني، لكل ما يريده أسيادها، والثمن حور عين، وجنات نعيم في مخيلتهم المريضة.الحشد الشعبي المبارك، والقيادة الربانية، لمجريات محاربة العصابات الإرهابية، كان على غير توقعات الأعداء، فحجة الصبر والنهوض، والتمسك بالحقوق والحريات، وتماسك المجتمع رغم المحن والصعاب، والإنتصارات الكبيرة الخالدة، لغيارى الحشد المقدس، وتحرير المدن العراقية المغتصبة، ومآثر قادة الحشد الجهادية، بأنهم سيكونون رهن أوامر المرجعية، ولن يستطيع أحد الوقوف بوجهه، للمشاركة بمعارك الشرف والعز، وهذا ما شكل صفعة قوية لأمريكا، التي حاولت وتحاول النيل من فصائل المقاومة الإسلامية، لكن ربك لبالمرصاد. أمريكا وأذنابها من صعاليك العرب، ومَنْ يحاكيها في سياسة الهيمنة الإستكبارية، والقيمومة في إدارة ملفات العرب، باتت في إحراج كبير، بسبب سياسة الكيل بمكيالين، في التعامل مع الملف العراقي، كونه يمتلك صمام أمان مرجعي حكيم، كما أن فتوى الجهاد الكفائي، أوقفت الحسابات الدولية الساعية، الى تمزيق العراق، وألا يكون الحكم شيعياً بإمتياز، لذا لجأت الى نشر الفوضى في المنطقة، محلياً، وعربياً، بغاراتها وتدخلاتها، على سوريا، واليمن، والبحرين، بوساطة أبطالها، ملوك الجريمة والتطرف.الإحراج الأمريكي، يكمن في عدم إستطاعتها تحقيق، مكسب عسكري، أو سياسي في العراق، بسبب القوة العقائدية والجهادية، لغيارى الحشد الشعبي، فأوقف غرورها، وفشلها بالسيطرة على دبابيرها النتنة، جعلها تنقل المعركة، الى ساحة أوسع إقليمياً ودولياً، لكن التحالف الرباعي، (روسيا، وإيران، والعراق، وسوريا)، كان فاصلاً رادعاً لمخططاتها، على أن ما تقوم به الدمى الخليجية، من تدمير للأنظمة العربية، يقع بباب الإحراج نفسه، لأن الحصان الأمريكي سيموت، إذا قطع ذنبه العربي المتآمر! ثورة المكاسب الكبيرة المتحققة، على أرض الميدان ضد الدواعش، وتحرير المدن واحدة تلو الأخرى، لا يحسب للحكومة، بل للمرجعية الرشيدة، التي أكدت على أن المعركة، تعني البقاء والمصير، لذا وجب إدامة زخمها وتعزيزها، وتظافر كل الجهود، ليكون للعراق الشجاعة والجرأة، في إختيار حياة أخرى، بعيداً عن العنف، والدمار، والفساد، والفشل، ونكتب بأحرف من نور، مستقبلاً مشرقاً لنا ولأجيالنا القادمة، فكنوز بلدي كبيرة، لكنها في الحقيقة، بحاجة الى أيادٍ مخلصة كثيرة!