الجميع يعلم ان التظاهرات والاعتصامات خرجت داعية الى إصلاحات ضد الفساد والمفسدين وقادها التيار الصدري ومجموعة من المدنيين . وبعد تمادي رؤساء الكتل والرئاسات الثلاث قبل يومين في التغاضي عن مطاليب الشعب ظهرت صحوة لدى عدد من النواب ليثوروا في البرلمان في حركة تصحيحية أسموها ( انتفاضة الحق). الجميع يراقب ما يحدث ويتسائلون اين كان هؤلاء في السنوات السابقة ، من أين جاءتهم صحوة الضمير هذه ؟ مع ذلك فالجميع مع من يقوم بالتغيير وتصحيح المسارات. النائب الشجاع احمد الجبوري الذي أشعل شعلة الحركة التصحيحية أثنى الجميع على فعلته هذه وباركها ، ولكن ان يظهر لنا يوم امس عدد من النواب المتهمين بالفساد والسرقات وكانوا سبباً في تدمير البلاد ليركبوا موجة الاعتصام داخل البرلمان ليحاولوا تبرئة أنفسهم وذمتهم عن كل ما ارتكبوه من خيانات وجرائم بحق الشعب فهو ما لا ينطلي على احد من أبناء الشعب العراقي. فمن يتقبل اليوم مشعان الجبوري المتهم والمعترف بجرائم الرشوة والفساد وتدريب وتوجيه الإرهابيين من على شاشات التلفزة لقتل العراقيين ؟ ومن يصدق توبة حنان الفتلاوية الطائفية صاحبة مقولة سبعة في سبعة والمتهمة بالفساد في استلام دور وعقارات وكومشنات والمعترفة بتقاسم الكيكة والحصول على امتيازات اكثر من استحقاقها ، اي انها متهمة بالرشوة وإلاثراء على حساب المال العام ، وهي حاملة لواء الطائفية خلال العشر سنوات الماضية وفي رقبتها دماء الآلاف من العراقيين ( سنة وشيعة) على ما ارتكبته من تاجيج طائفي مقيت . ومن يساير السنيد والصيادي وغيرهم من اتباع مختار العصر والمطبلين لعصره الدموي في كذبتهم الإصلاحية ؟ ومن يئتمن نواب دولة القانون جناح المالكي الذي اسسوا للفساد وتعاملوا معه ؟ أو سنة المالكي الذي باعوا اهاليهم ومبادئهم ليكونوا محتمين تحت خيمة حزبه التي تضم في اغلبها الفاسدين والسراق ؟ ومن يساند بقية النواب الفاسدين الذين لا رأي لهم ، بل انهم إمعات لقادة كتلهم الذين يحركونهم كقطع الشطرنج كيفما يشاؤون ؟ هؤلاء سوف يحاسبهم الشعب يوما ما ولن يفلتوا من العقابين الدنيوي والأخروي.مع ذلك فإن تنقية الحركة التصحيحية في البرلمان من هؤلاء شيء ضروري لا بد منه لكي لا تشوه هذه الحركة امام اعين الشعب الذي هو أصلاً لا يثق بجميع البرلمانيين فكيف يثق بالوجوه الكالحة الذين رفعت صورهم وضربت بالأحذية في التظاهرات والتي تركب موجة التصحيح الجديدة – ان استمرت- والتي بدأت بثورة ولا نأمل أن تكون فورة او زوبعة في فنجان وتنتهي كسابقاتها الكثر.المطلوب من الحركة الجديدة التي يقودها نواب شرفاء هو اقالة الرئاسيات الثلاث وإجراء التغيير الشامل لكافة الوجوه التي دمرت البلد وكما اعلنها السيد الصدر – شلع قلع- هو الحل الوحيد ، وإلا فإن كل ما يحدث هو ضحك على الذقون ومضيعة للوقت .