ربما يعد مقدم الحوارات التلفزيونية الزميل أحمد ملا طلال من أنجح مقدمي البرامج التلفزيونية ومن أكثرهم جاذبية ، وقدرة على أن يحظى بمتابعة كبيرة من جمهوره ، ومن ذوي الشأن السياسي على حد سواء، وقد تألق سلالم النجاح بسرعة مذهلة !!وأهم ما يميز الزميل أحمد ملا طلال هو انه عرف كيف يطرح الأسئلة على ضيوفه ،ومتى ، وكيف (يستدرج) ضيفه او ضيوفه لـ ( انتزاع ) إجابات شافية احيانا او هي محل اهتمام الرأي العام.. أما إسلوبه في اعداد الاسئلة فهو الاكثر ( تشويقا ) ، إذ يجيد ملا طلال (اختزال السؤال) ببضعة كلمات معبرة وموجزة وشافية للغرض،ولا (يقاطع) ضيفه كثيرا ، لكنه يعرف كيف يدخل الى قلبه وعقله ليستخرج منه مادة لـ ( الإثارة الاعلامية ) الناجحة، ويعرف كيف ( يلتقط ) السؤال ومتى يوجهه ومتى (يناور) في توجيه الأسئلة ومتى ( يفرض ) وقاره وهيبته على ضيوفه، وهم المرتاحون للطريقة التي يحاورهم فيها ، وهو مرتاح للطريقة التي يفرغون ما في جعبهم من (إثارات) صحفية أو سياسية، تكون (مادة دسمة) للمشاهد والمتلقي وحتى للسياسيين الآخرين الذين يتابعون طريقة التعبير عن الحدث المطلوب وعرض الحقائق، لكي يكون بمقدورهم الاستفادة منها في توجهاتهم السياسية او عند مشاركتهم في الحوارات التلفزيونية المقبلة، ويخرج الجميع (مستفيدا) في نهاية الحوار!!الزميل أحمد ملا طلال شخصية ( كارزمية ) ، دخلت عالم الحوارات التلفزيونية من أوسع أبوابها، بأناقته المعهودة وابتسامته الهادئة، ورزانة شخصيته وقدرته على إستمالة ضيوفه ، ورغبتهم بأن يظهروا هم ايضا بالمكانة اللائقة بهم، فهو لايضيف ( وزنا ) الى شخصيته فحسب، بل انه حتى من يتحاورون معهم يشعرون ان لحوارهم ( معنى ) وهم في برنامج من ( الوزن الثقيل ) لا من حيث ثقل وطأته على النفوس ولكن من حيث المادة الدسمة التي قدمها للمشاهد وخرج منها وهو (واثق الخطوة يمشي ملكا )!!عمل الزميل أحمد طلال في قنوات فضائية عديدة وبخاصة العراقية ومن ثم بقناة الرشيد الفضائية ،وآخرها بقناة دجلة الفضائية ضمن برنامجه ( من الآخر ) ، الذي يعد من أفضل البرامج الحوارية التلفزيونية واكثرها تألقا ونجاحا ، ولدى الزميل احمد طلال علاقات ( واسعة ) مع مختلف شخصيات الاطياف السياسية ، ويحاول إظهار (الحيادية) في الرؤى وطرح الافكار ويحافظ عليها قدر امكانه حتى وان إتهمه (البعض) بأنه غير ذلك ، بل انه ( يساعد ) حتى ضيوفه بأن يخفف عنهم (عبء الأسئلة) وكانه يريد ان يسأل عن ( الغائب ) وبخاصة ان كان الضيف من لون او طيف معين، لهذا (يحرص) على ان يكون هو في مكان (الضيف الغائب) ويطرح وجهات نظر الطرف الآخر بالرغم من انه ليس موجودا ضمن طاولة الحوار، لينتزع من محاوره اجابات تغني عن حضور الطرف الآخر، كي يظهر حرصه على ان يكون الحوار شاملا ومغطيا لكل جوانب الموضوع، ويجيب على تساؤلات الشارع العراقي من مختلف مشاربه واهوائه وأمزجته!!من أهم الخصال التي برع فيها الزميل أحمد ملا طلال انه عرف كيف يبدأ بتلك (المقدمة) أو ( الإطلالة ) التي تسبق الحوار لترسم صورة مشهد الموضوع المثار ، والذي لابد وان يكون في غاية ( الإثارة ) من خلال اعتماده طريقة تقديم، تعطي (فلاشات ) وتطرح ( تساؤلات ) عديدة تضع المتتبع لبرامجه انه أمام منهج تقديم (مشوق) و( بارع ) في لفت الانظار للموضوعات السياسية التي تشغل بال الرأي العام العراقي، وهو قد يرى في ( بعض) إجابات احمد طلال ما يمكن ان يرشده من اول وهلة الى الدخول في انتظار ماتسفر عنه الحوارات من ( إضاءات ) تعرف المشاهد النبيه بما يود الاطلاع عليه من آراء وردود فعل تعطي ( صورة ) ما عن (المشهد السياسي) المطروح ، حتى انه ( يخرج ) في نهاية المطاف بنتيجة مؤداها انه تكونت لديه صورة كاملة عن الموضوع المثار من خلال إجابات الضيوف، وما طرحه مقدم البرنامج على ضيوفه من ( تصورات ) وضعت حلولا واجابات ربما للكثير مما كان خافيا عن أنظار الكثيرين وبخاصة من المشاهدين الذين يودون معرفة تطورات الاوضاع وخلفياتها ونتائجها من خلال تلك ( التغطية الشاملة ) للحوار الايجابي والفاعل والبناء!!تحياتنا للزميل أحمد ملا طلال، وهو الشخصية المحببة في جميع حواراته ومع ضيوفه، وله ( حضور فاعل ) في الوسط التلفزيوني، قلما يصل الى مرتبته ، الا من كان لديه ( حظ وشأن ) عاليين ، ونحن إذ ندق على ( الخشب ) خشية عليه من (عيون الحساد)،كما يقال ، فان لدينا قناعة بأن هذا الرجل شق طريقه بسرعة أذهلت الكثيرين، لما امتلكه في عرش صاحبة الجلالة وسلطتها الرابعة من (نباهة) و(براعة) و(فطنة) و(بعد نظر) وقد مكنته (شخصيته الكارزمية) الساحرة من ان تجعله واحدا من صانعي الأضواء، بل هو نجم تلفزيوني مثير، بعد ان خط طريق النجاح عبر سلسلة طويلة من الحوارات الشيقة قادته الى ان يتسلق سلالم الشهرة والنجاح، بلا منازع!!