مسرحية تلو الاخرى تعرض على خشبة العراق والجمهور يهتف ويردد صدى الممثلين ,أصلاح ،أصلاح ،أصلاح , وأبطال المسرحية ( الممثلين) يدخلون ويخرجون يهتفون بأعلى أصواتهم نريد الاصلاح ..ويهتف الجمهور ورائهم (علي وياك علي ) (علي وياك علي ) تتوالى فصول المسرحية ويتفاعل الجمهور ويصفق بحرارة للبطل وهو يمتطي صهوة الاصلاح نعم هذا هو من سينقذنا أنه المنقذ إنه البطل يعتلي الممثل منصة الخطابة ويخطب في الجمهور أنما خرجت لطلب الاصلاح فيكم فأعينوني وأهتفوا باسمي سأنقذكم سأصل بكم الى بر الامان سأجعلكم تأكلون من فوق رؤوسكم ومن تحت ارجلكم وعلا التصفيق وملئ قاعة المسرح وعلا الهتاف علي وياك علي، علي وياك علي ورفع الممثل يده يلوح لهم ونظر شزراً الى باقي الممثلين في الكواليس الذين كانوا يضحكون على الجمهور وغمز بعينه اليهم وتعلوا وجهه أبتسامة خبيثة أما يده المرفوعة فبقيت تلوح للجمهور ولم يشاهد أحد انها كانت مرتبطة بخيط خفي يرتفع الى الاعلى ويحركه المخرج المسرحي المعروف في الوسط التمثيلي والمؤثرات الصورية وهو يستعين بأفضل الخبرات والتقنيات الفنية ليخرج العمل الفني وكأنه حقيقي حتى ان الجمهور رغم دخوله المسرح ودفعه لثمن التذاكر من جيبه يتفاعل مع الممثلين وينساق معهم ويصدق تمثيلهم وهذا ما يطلق عليه اهل الاختصاص بالمسرح الواقعي دخل الجمهور في غيبوبة مؤقتة تحت تأثير المسكر المتكون من شعارات تتناغم مع ما يريده ومداعبة لمشاعره واستغلال لنقاط الضعف التي تصيبه وبعدها يصدم الجمهور بأنتهاء أخر الفصول وتسدل الستارة أمام عينيه ثم يخرج على خشبة المسرح الممثلون أيديهم بأيدي بعض وهم يضحكون ملئ الاشداق وجيوبهم منتفخة ومتورمة اما الجمهور فلا بد امامه الا التصفيق الحار للممثلين فقد أجادوا أداء أدوارهم ولم يصدقوا أن رمزهم الذي كانوا يهتفون بأسمه علي وياك علي لم يكن سوى ممثل يقبض ثمن تمثيله ويبحث عن مصالحه وهو يتمتع انه استطاع ان يخدع الكثير من الجمهور وبملء ارادتهم لابل ان الكثير من الجمهور لا يستطيع أن يصدق أنه كان جزء من مسرحية لهذا فسيبقى يرفض قبول الحقيقة المرة في عقله الباطن ويستمر في غيبوبته مختاراً لها لأنه طوال حياته كان يبحث عن رمزاً يهتف له وها هو قد وجده فحتى لو كان مجرد ممثل يبقى يهتف له ليقنع نفسه ان هناك أمل في الاصلاح ، وعلي وياك علي ، ودمتم سالمين .