المتابع والملاحظ لمقالات وتعليقات وردود الدكتور مهند جاسم الحسيني يجدما لم يجده عند المحللين والكتاب والأدباء وعباقرة التأريخ ومنظريالمستقبل ، أقول هذا الكلام وأنا أجد في كل مقالة للحسيني العمق والمتانةوقراءة الأحداث بصورة موضوعية لم تطرأ على بال أحد ، ربما أفرط في توصيفيولكن من يطلع سيجد ذلك بين السطور وفي كل كلمة يقولها هذا الكاتب ، ربماأغبطه إلى حد الجنون ولكن في لحظة النشوة أقول :- لله الحمد أن يوجد فيالعراق ومن الكفاءات والأكاديميين من له باع في المهنية وقوة الكلمة وجذبالقارئ للكلام السديد .في مقالته الأخيرة والموسومة (مقتدى الصدرِ .. بينَ زعامـــةِ التيارِوتبعيـةِ الدولارِ ) لم أجد في كلام الرجل ما قد يخطر على المتتبعلخزعبلات وتناقضات مقتدى ، فمن كان يدري كيف يحافظ مقتدى على سلطانهالواهي وجبروته على رعاعه في تحويل بوصلة العمالة من الجانب الإيراني إلىالجانب السعودي إذ يقول الحسيني ” إنَّ تحركاتِ زعيمِ التيارِ الصدريمقتدى الصدر جائتْ كالطعنةِ في الظهرِ الإيراني, بل تحركٌ لَم تحسبْ لهُإيرانُ حساباً, وهذا الجهلُ والنقصُ بالحسابِ لهُ نابعُ مِن غبائهَاالمطبقِ, بلمقابلِ يكاشفُ لنا مقدارَ الخِسَةِ والنذالةِ التي يتميزُبهما زعيمُ التيارِ الصدري, وقدرتُهُ على تبديلِ الزبونِ الذي يدفعُ لهُويُريحَهُ أكثرَ …فبعدَ أن بذلتْ إيرانُ ملايينَ الدولاراتِ جراءَ إحتضانهِ وإحتضانِوتدريبِ أتباعهِ, بل وإعدادِهَا إياهم لمقاتلةِ الإحتلالِ الأميركي فيالأراضي العراقيةِ لدفعِ خطرِ التمددِ الأميركي نحو الأراضي الإيرانيةِفي حالةِ إستقرارِ العراقِ أمنياً بأيديهَا وبأيدي عملائِهَا, مع توفيرِالدعمِ المالي واللوجستي لضمانِ ولائِهِم لها …ولكن لم يكن زعيمُ التيارِ الصدري عالماً بالسياسةِ الإيرانيةِ التيتتعاملُ بها مع عملائِهَا وأربابِ ميلشياتِهَا, حيثُ دأبتْ إيرانُ أنتصنعَ العديدَ من جبهاتِ الممانعةِ والمقاومةِ والميلشياتِ في الأرضِالواحدةِ, بل وعدم سماحِهَا بنشوءِ ميلشيا واحدةٍ فقط, لضمانِ ديمومةِالعملِ في حالِ تمردِ أحداهَا وخروجهَا عن الطاعةِ …وهذهِ النقطةُ لم تكن مرغوبةً عندَ مقتدى الصدر مطلقاً, فلم يكن بحسبانهِأن تكن تلكم الميلشياتُ الأخرى المدعومةِ من إيرانَ جزءً من تيارهِ الذيوَرِثَهُ من_والدهِ رحمهُ اللهُ تعالى, وهذا ما جعلهُ يتيقنُ أنَّإستمرارَ إيرانَ بهذهِ السياسةِ ستؤدي بخطهِ المتزعمِ الضعفِ والإنهيارِوالإنتهاءِ, مع بزوغِ عشراتُ الميلشياتُ المنبثقةُ من تيارهِ, كالعصائبِوالنُجباءِ والأبدالِ وغيرِهَا الكثيرِ …إذن أنَّ سرَ الإختلافِ الإيراني الصدري لم يكن خلافاً منهجياً فكرياًستراتيجياً, بل كانَ الخلافُ والخِشيةُ من طرفِ مقتدى الصدرِ, أن يؤديهذا التعاونُ إلى إنهيارِ وتلاشي التيارِ بشكلٍ نهائي, بل ونفسُ الخلافِبينَ مرجعيةِ الحائري, المرجعيةِ التي أمرَ والدهُ رحمهُ الله تعالىبإتباعِهَا في البدايةِ …أجل ، فلو راجعنا كلام مقتدى الأخير فهو يوحي للزبون الجديد السعودي أنالخطر على سفارتكم بعيد وإنني سوف أحث رعاعي الساسة أن يتبنوا طلباً تدخلالتحالف الإسلامي بقيادتكم لإنهاء الوضع العشوائي في العراق بمعية الأممالمتحدة ، ورغم أن هذه الفكرة مسروقة من لدن المرجع الصرخي ولكن الغباءالسائد والمتجذر في عروق مقتدى الصدر لم يفلح أن يكون اصلاحياً ولو للحظةأو خطرة أبداً .فالفتى مرتبط بأوامر إدارية سواء كانت من قبل إيران أو اليوم سعودية ورغمرتوشه وتلميعاته بسرقة أخرى لنتاج المرجع الصرخي ولكن سبحان الله لا يكتبلها النجاح أبداً .ومن هنا وبعيداً عن تناقضات الحرباء مقتدى ولكن نقول أن الكاتب مهند جاسمالحسيني قد أصاب كبد الحقيقة وقد فضح مقتدى شر فضيحة وفصخه تفصيخاً لامهرب منه أبداً ، إلا القبر وهذا ما سيخلده التأريخ في طياته السوداء .هكذا يرى الكاتب الحسيني أن مقتدى مستعد للتعاون مع الشيطان في سبيلالبقاء زعيماً ورقياً وبالتالي أنَّ زعيمَ التيارِ الصدري مستعدٌللتعاونِ مع الشيطانِ شريطةَ أن يبقَ متزعماً لتيارهِ الواسعِ, والذيفيهِ سِرِ بقائهِ وديمومةِ مُلكهِ وسلطتهِ وسطوتهِ, ومِن هنا جائتْ عروضُالمملكةِ السعوديةِ العربيةِ ضامنةً لهُ البقاءَ والإبقاءَ على تيارهِالشيعي الواسعِ, ومرحبةً لبقاءِ تيارهِ كتلةً واحدةً, بل والسعي إلىزيادةِ عددهِ وعديدهِ, لأنَّ سرَ إنتصارِ هذا التيارِ والإستفادةُ منهمبدرجةٍ قِصوى هو كبرُ حجمهِ وسِعةُ إنتشارهِ في الوسطِ الجنوبِ … “وبعد مقالة الدكتور الحسيني ، لنرى كيف سيكون لمقتدى من وجه يظهر به ليسأمام أتباعه – لأن أتباعه يفكرون بعقول وأدمغة غيرهم – بل ما هو وجههأمام الغضبة الفارسية الصفوية ؟ وكيف ستكون ردة فعله فيما لو أعيدت قضيةعبد المجيد الخوئي وبقية الملفات المحضرة لساعة العسرة ؟ هل يا ترى يمتلكمقتدى الذكاء الكافي لتلافي شر الفرس أم سيركن للجانب السعودي في ارباكوإلهاء الجانب الإيراني ؟؟