صبراً لأن الدم أصبح ماءاً في بلادنا ، لأن الغيرة قد غادرت عروقنا ، وعذراً لأن الأطفال يموتون بيننا ، لأن النساء تجوع في ديارنا ، وكأننا لا نفط ولا ثروات ولا أرض السواد ندعى ، وكأننا لا كرم ولا نخوة ولا جورة و لا دين ، وقد تخلى الكثير عن رجولتهم فكثر أشباه الرجال ، ومن بقي على الرجولة في طامورة السجن أو مشرد في البراري أو ثاوياً في القبور ، صبراً وعذراً لأنك تواجهين المحنة وحدك ، يا من تشابهت محنتك مع محنة الحُسين (عليه السلام ) ، فقد تكالب الأعداء عليك كما تكالبوا عليه ، وقد غدر بك المحسوبين لك كما غدروا به ، لقد خذله المحبين كما خذلوك ، أتعرفين يا فلوجة الخير من بقي مع الحسين ؟ إنه من رغب عن الحياة وتاقت روحه للشهادة وسأم من حياة الذل والهوان ، وهم من بقي معك ، ولكن الخلود كان للحسين ، ولكربلاء ، وسيكون لك أيضاً أيتها السائرة على طريق الثائرين ، أيتها الصابرة في زمن الخذلان والخداع ، وهنيئاً لك وقد تميزت صفحات التأريخ بصبرك ، كما كان الحسين صابراً ، وحقاً كما قالها المرجع العراقي العربي السيد الصرخي ( إن العين لتدمع والقلب يقطر دماً على الدماء التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت والنساء والأطفال والشيوخ التي رُوعت وشُردت والأرض التي زُلزلت والماء والهواء والسماء التي لُوثت بسبب الإعتداء البربري الغاشم الظالم الغادر اللئيم الوضيع القبيح الذي تقوم به قوات الإحتلال الأمريكي الصهيوني الملحد الكافر بحق شعبنا العزيز في الفلوجة , فعلى كل مسلم ومسلمة العمل بما وسعه لمساعدة الفلوجة الصامدة أهلها وتقديم المساعدة العينية والمعنوية من الماء والغذاء والكساء والدواء والصلاة والدعاء ونحوها . والسلام على الفلوجة المقاومة أهلها الصابرين ورحمة الله وبركاته وفرّج الله تعالى عنهم وعن المؤمنين والمؤمنات فرجاً عاجلاً كلمح البصر أو هو أقرب انه سميع الدعاء والحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين . )فعذراً فلوجة الخير عذرا ، وصبراً فلوجة الخير صبرا .