(الى استاذي ومعلمي العزيز الاعلامي الرائد وكبير مذيعي العراق غازي فيصل الذي اوحى لي ان عنوانا مثل هذا سيجذب الكثير من القراء) فلعلي اجذبكم لقراءة سخرية عن مقتدى الصدر والذات والضمير والحياة الزوجية
تعلمت من حجة الاسلام والمسلمين مقتدى الصدر خلال اسبوع واحد ما لم اتعلمه خلال سنين من الوعي والدراسة والقراءة والبحث والتنقيب والكتابة والعمل والنوم والسياحة والصداقات والخيانات والجدال والحوار.. ولعل من المهم جدا ان اقدم له شكري وتقديري وربما يتوجب علي ان حصل والتقيته في الدنيا او في الآخرة (وهذا ما لا اتوقعه) ان اقبل ظاهر وباطن يديه الشريفتين.. ولعل البعض منكم يعتقد متسرعا، اني تعلمت منه اشياء تتعلق بالسياسة وبالتظاهرات والاعتصامات وتمثيل الشعب والمطالبة بحقوقه وبأساليب الضغط على الحكومة الفاسدة الظالمة ، ولكني اقول لكم ان هذا محض خيال، وان ما تعلمته منه يتعلق باشياء اكثر عمقا واكثر تاثيرا في حياتي الخاصة.. وللتوضيح فان كل ما نتعلمه جميعا كبشر، في حياتنا يتعلق اساسا بشيئين: اسلوبنا الشخصي وهدفنا الشخصي ايضا.. والاسلوب يتضمن الشكل والادوات اما الهدف فانه الهدف، ولا وصف اخر له سوى الغاية وتعني الهدف ايضا، والهدف قد يتغير بين يوم واخر ومرحلة واخرى من حياتنا ولكنه يبقى هدفا.. اما الاسلوب والادوات فانها حتى وان تغيرت وتطورت فانها تبقى اساسا الوسيلة التي نحقق فيها ذلك الهدف، ( للعلم هذا لغو وحشو وتكرارا ولا جديد فيه)..ولكن في فترة اعتصام مقتدى الصدر في الغبراء شاهدت في قنوات التلفزيون ضباطا برتب واركان يقبلون يدي الصدر .. فانتبهت ان زوجتي ( وهذا له علاقة بعنوان المقال ورغبة حجي غازي فيصل) طيلة ثلاثين عاما من زواجنا كنت فيها انا العامل والفلاح والحارس والموظف الذي يكد ويعمل في الليل وفي النهار، لم تتنازل يوما لتعبر لي عن عرفانها وامتنانها لي وتقبل يدي.. فقلت في نفسي انا زوج ( زوج).. وانتبهت ايضا ان ابني البكر الذي بلغ الثلاثين من عمره لم يحاول في يوم ما مع اني كنت وما أزال اعطيه مصروفه اليومي ، ومن مالي وكدي وعرقي يشتري ملابسه ويملأ معدته ويطفيء ظمأه ويحلق شعر راسه ، ان يحني ظهره ويقبل يدي ولو حتى في ايام العيد، وايضا قلت لنفسي اني اب ( زوج).. ولا اعرف لماذا تذكرت حين شاهدت الضابط الركن وهو يقبل يد مقتدى الصدر، اني كنت يوما ما، اشغل وظيفة سمحت لي بالاطلاع على امور مهمة ونادرة الى حد ما ايام الحكم الوطني في الاعوام 87-91 من القرن الماضي، وحدث في ذلك الوقت ان عدي ابن الرئيس صدام حسين تقدم ليكون طالبا في كلية الاركان العسكرية، وكانت في منطقة العامرية، فارتبك عميد الكلية حينها في كيفية التصرف مع هذا التلميذ الجديد، فسال رؤساءه بكتاب رسمي قراته شخصيا: هل يتوجب علي اخذ التحية له ام انه من يتوجب عليه ان ياخذ التحية لي، فانا عميد الكلية وهو تلميذ فيها؟. وارتبك لسؤاله الرؤساء من مدير التدريب الى معاون رئيس الاركان ثم رئيس اركان الجيش فالوزير حينها، وكان على ما اتذكر ان لم اكن مخطئا هو الشريف بن الشريف ( سعدي طعمة عباس)، الذي كتب هو الاخر الى القيادة العامة للقوات المسلحة حول الموضوع، والتي سألت بدورها القائد العام للقوات المسلحة انذاك صدام حسين الذي علق بخط يده ( داخل اسوار الكلية هو طالب وعليه اداء التحية لعميدها وضباطها).. فقلت في نفسي وانا اشاهد هذا الضابط الركن مسؤول حماية المنطقة الغبراء الذي قبل يدي مقتدى الصدر انه مثلي ( زوج).. وللتاريخ فاني تالمت كثيرا من مشهدين في حياتي: اولهما كان عام 1986 وكنت انذاك ضابطا برتبة ملازم اول في منطقة بنجوين في السليمانية ، وكان آمر وحدتي ضابطا شجاعا هماما برتبة مقدم، يخشاه الجنود كثيرا لقسوته وعنجهيته، شاءت الظروف ومن باب الضحك والسخرية وليس الاستخبارات والتجسس ان اتنصت ليلا على مكالمة له مع زوجته، وكان يومها قد ذهب في النهار الى مدينة السليمانية واشترى لها لقرب موعد اجازته الدورية ملابس وهدايا من تلك الاشياء المهربة من ايران والتي يصعب الحصول عليها في اسواق بغداد، فكان ان طلبت منه زوجته أثناء المكالمة ان يرتدي (التنورة) التي اشتراها لها والتي كان قد وصفها لها بـ ( تخبل) لان حجم خصر زوجته مقارب لحجم كرشه، فاغلق المقدم القاسي العنجهي امر الفوج باب غرفته بالمفتاح، ولبس التنورة وراح يصف لزوجته عبر الهاتف جمالها على جسده وراح يدور حول نفسه وكانه عارض ازياء دون ان يستمع لقهقاتنا انا وجندي البدالة انذاك، وبعد اخذ ورد بينه وبين زوجته اقتنعت بجمال التنورة على مضض ولكنها لم تعطه اشارة الاعجاب على الفيس بوك كماهو الحال اليوم، بانتظار ان تلبسها هي شخصيا حين تحل اجازته، ولكنها شجعته دون ان تقول له شكرا قوية وواضحة كما نفعل نحن (الزواج)، وحينها قلت لنفسي انه ( آمر فوج زوج)، ولكني بقيت احترمه واخشاه ككل ضباط ومراتب الفوج ولم يسمح لي ضميري ان اتحدث بما سمعت للاخرين، وللتاريخ فهذه هي المرة الاولى التي احدث نفسي واحدثكم حول هذا الحادث ولا اعرف لماذا بكيت الان.. هل لانه كان (زوج) ام انا من كنت ومازلت (زوج) .. اما ثانيهما فكان اثناء مشاهدتي احد مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر ضباطا قادة برتب واركان وبعضهم من ضباط الدمج يصطفون لاستقبال واداء التحية للقيط علي العلاق وكان يشغل منصب مدير مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي وهو كما تعرفون لقيط كبير اخر، فشعرت بالاهانة رغم ان المسافة بيني وبينهم تتعدى عشرة الاف كيلومترا، ان ارى نجمة على كتف ضابط في جيش العراق تهوي الى الارض وتبتسم وتحيي لقيطا لم يعرف اباه الا في هوية الاحوال الشخصية، فقلت لنفسي انهم ( ضباط زواج) وكلمة زواج هي جمع لحالتي حين اكون زوجا ( زوج) يؤدي التحية لزوجته بناءا على وصفة طبيب غبي قال له: ان التحية يجب ان تكون مرتين قبل وبعد النوم يوميا.. المهم اني بعد كل هذه المراجعات واكتشافي اني كنت زوجا ( زوج) قررت مماهاة سيدي ومعلمي حجة الاسلام والمسلمين مقتدى الصدر في حركاته نحو الاصلاح ، فقررت النهوض لاصلاح حياتي الزوجية.. ولكن السؤال المهم الذي جعل النوم يغادرني اياما وايام هو: كيف ومن اين ابدأ؟.. سيدي حجة الاسلام والمسلمين مقتدى الصدر ابتدأ من المنطقة الخضراء، واتخذ خيمة خضراء يعتصم بها، فحاولت مماهاته ومجاراته، فاتخذت من حديقة بيتنا الخلفية وهي خضراء ايضا مكانا للاعتصام ونصبت خيمة صغيرة صادف ان لونها اخضر ايضا، (هي خيمة اشترتها زوجتي وطالما اتخذناها انا وهي سورا حصينا لنا حين نذهب بمفردنا الى شواطيء الباسفيك للنزهة وقضاء اوقات ممتعة، وتغييرا للاجواء واستعادة للذكريات التي كنت دائما فيها ذليلا جبانا اطلب العفو والصفح عن اخطاء خيل لي اني ارتكبتها في حياتي الزوجية).. وابتدأت اعتصامي طلبا لاصلاح حال حياتي الزوجية، وكنت اتخيل ان اولادي وبناتي يقفون على اسوار الحديقة مناصرين لي في دعواتي للاصلاح، ويهتفون باسمي كما وقف الرعاع على اسوار الغبراء يغنون على انغام .. (طلع الفجر علينا) ( وجد الحق طريقا في قلوب الصادقين .. انه الصدر فماذا بعد علم العارفين).. وكنت قد كتبت على باب الخيمة شعارا تعلمته ايضا من حجة الاسلام والمسلمين مقتدى الصدر وهو ( شلع قلع).. ووضعت ثلاث علامات تعجب بعده ولا اعرف لماذا فعلت ذلك حتى اللحظة.. لا اخفيكم سرا ان هذه الشجاعة جائتني بعد ان تناولت جرعة من البانكو الايراني الذي يتناوله دائما اخي وصديقي العزيز حماردار لندن القمقمي الذي شاء الزمن الاغبر ان يتراس الحكم في العراق بعد صدام حسين، ثم رئاسة الحكومة واخيرا وزارة الخارجية، وكان دائما يقول لي وهو يزم شفتيه كانه في حالة عسر هضم، او في لحظة اطلاق ريح مستعصية من دبره ، ان سر الحياة يتلخص في هذا البانكو، ولم اكن اعرف ما يعنيه ذلك، حتى سمعته يوما يقول في مؤتمر صحفي مشترك مع سيده الفارسي عن طبيعة العلاقة بين العراق واميركا بعد توقيع اتفاقية الحماية الاميركية للعراق: ( ان الحياة بالنسب لي كوزير للخارجية هي بانكو وانثى واستكان جاي ، فأنا بايع ومخلص)، ولقد سحرتني جملته هذه ، ولهذا شربت البانكو الذي يشربه القمقم الجعفري وطلبت من بناتي استكان شاي ولكني لم اعرف كيف اكون ( بايع ومخلص)، ولكني اعرف ان هدفي هو اصلاح اوضاع بيتي بسبب تصرفات الانثى التي هي زوجتي منذ ثلاثين عاما.. اكتشفت اخيرا بعد جرعة البانكو الايراني ان هدفي قد انحسر بعد بضعة سنوات من زواجي باصلاح حياتي الزوجية.. واكتشفت ان الاسلوب الصحيح الذي لم اعرفه قبل ان يقوم به مولاي حجة الاسلام والمسلمين مقتدى الصدر هو الاعتصام في خيمة خضراء، وعن الخيمة الخضراء عرفت فيما بعد، واقصد بعد انهائي لاعتصامي ان زوجتي قد صلت صلاة المغرب داعية رب العزة قائلة: ( ياصاحب الخيمة الزرقة خلصني من صاحب الخيمة الخضرة) متتبعة بذلك خطوات فيلسوف ومفكر حزب الدعوة عباس البياتي الذي ثبت اخيرا انه في الاساس من مقام النهاوند وليس من البيات.. وكنت قد شرحت لكم مايعني الاسلوب وما معنى الهدف، واوضحت لكم كيف اني قلدت في الاسلوب سيدي حجة الاسلام والمسلمين ( الحجة كما كانت امي تقول لنا وهي ترينا ورقة سوداء لملكية ارضها في الكرادة، تعني وثيقة الملكية في دوائر الطابو)، هكذا فهمت الامر بعد سنين طويلة ولم ازل لم افهم معنى ان يكون مقتدى حجة الاسلام، ولكن لمحبتي الكبيرة له اعتقدت انه يتملك الاسلام بدوائر التسجيل العقاري.. اما الهدف فقد حاولت أيضا وبكل شرف وسرور تقليد سيدي ومولاي حرفيا، هو كان يهدف اصلاح حال العراقيين وانا احاول اصلاح حالي ، هو كان ممثلا للشعب، وانا كنت ممثلا لاولادي وبناتي.. وقبل الاعتصام كان مولاي الصدر الثالث كما سماه عون الخشلوك قد اعطى انذارا لصديقه العبادي مدته خمسة واربعين يوما للاصلاح، فاعطيت زوجتي خمسة واربعين ساعة للاصلاح، وفي ذلك الانذار طلب حجة الاسلام مقتدى تغيير الحكومة شلع قلع وطلبت انا من زوجتي التغيير شلع قلع.. فهمت زوجتي ان شعار الـ ( شلع قلع) يعني الطلاق، وان هذه الخطوة تعني تدمير العملية (العائلية) وان كان لابد من الاصلاح فعلينا ان نغير في صياغة الاهداف.. واقترحت لي: ماذا اذا غيرنا المطالب لتكون من التكنوضراط الى التكنوقراط، وكانت قد سمعت هذه الكلمة من قناة البغدادية اللعينة وانور الحمداني تحديدا.. الحق اقول لكم اني خفت على نفسي وخشيت ان يلاحقني عون الخشلوك وان تتحول حياتي ضراط بضراط ، واطرد حتى من خيمتي الخضراء في حديقة بيتنا الغناء، فارسلت لحجة الاسلام والمسلمين مقتدى الصدر سؤالا عبر موقعه الالكتروني وانا معتصم في حديقة بيتنا، ليفتيني آجره الله تحريريا عن الشيء الوحيد الذي لم افهمه منه بعد، وهو المعنى الشرعي لمفهوم ( الشلع قلع) وهل هو حلال ام حرام ام مكروه ام مستحب.. زوجتي التكنوقراط خلف شباك الهول تلوح لي بالمكنسة وانا في خيمتي الخضراء منتشيا بالبانكو الايراني، وبانتظار جواب معلمي حجة الاسلام والمسلمين مقتدى الصدر الذي اتمنى عليه ان لايختم جوابه لي بكلمة حبيبي، فلقد سمعتها من زوجتي طيلة ثلاثين عاما من جحيم الزوجية وعرفت فيما بعد انها جزء من نفاق التكنوقراط..