بالرغم من أني عملت معه لفترة ليست بالطويلة (قد لا تتجاوز الستة شهور) ، إلا اني وجدت الفريق الركن عبد الأمير الشمري قائد عمليات بغداد على قدر كبير من المهنية والحصافة وسعة الأفق وبعد النظر ، وربما صفاته تلك قد تشترك مع عدد ليس بقليل من ضباط جيش العراق البواسل المحنكين ، لكن تميزه عن أقرانه قد رسمته نواميس الشجاعة والكرم والحسم والحزم والأنسانية والصرامة في احترام القانون ، لكي يصبح ذلك التميز أكثر وضوحا لكل متتبع منصف لخط خدمته .وبحسبة بسيط منصفة فأن تصرف هذا القائد اثناء عبور المتظاهرين جسر الجمهورية بعد ان تجاوزوا كل المعرقلات والأسلاك الشائكة والموانع التي وضعتها القوات الأمنية وبزخم بشري كبير ومشهود .. نقول ان قراره الآني بعدم الأصطدام مع هؤلاء المدنيين العزل (رغم مهنيته وتنفيذه الأوامر بشكل دقيق) ، وترك الأمور تأخذ مجراها وسياقها بانسيابية وهدوء دون احتكاك او اصطدام بعد أن تأكد أنه ليس هناك من تجاوز على الممتلكات العامة أوالخاصة ، كان ،أي ذلك القرار كلمة السر في وئد فتنة سوداء عاتية كانت لو حصلت لا سامح الله لأحرقت الأخضر واليابس ولكانت هدية بدون عطية أتت الى الدواعش الأراذل من حيث لا يحتسبون .كلنا يعلم أن للعسكري هيبة وراية ومكانة اجتماعية ، وهي لم تتأتى من شكل القيافة او كثر الحمايات او نوع العجلات العسكرية التي يستخدمها أو القوانين التي تحميه وتعطيه امتيازات اضافية .. بل ان هيبة العسكري اولا وآخرا تأتي من محبة واحترام أهله وناسه وشعبه اليه بعد أن أيقنوا أنه وضع روحه رخيصة في سبيل حمايتهم وحماية ممتلكاتهم ومستقبل اطفالهم ، لكي تترجم تلك المحبة او ذلك الأحترام في تصرفات اجتماعية اصبحت كالعرف المتداول بين الناس .. ليس أولها السماح له بتجاوز أي طابور من البشر نجده موجودا على باب أي مؤسسة خدمية مدنية ، ولا آخرها الأستعانة به لاشراكه في حل بعض مشاكلهم الأجتماعية وحتى العشائرية .. ورغم أن تلك العلاقة الحبية النقية الأنسانية الرائعة بين المقاتل العراقي وابناء شعبه كان قد أصابها ما أصابها بعد نكسة او مصيبة الموصل ومدن العراق الأخرى بسبب ثلة من اشباه الرجال الذين حسبوا ظلما على مؤسسة جيش العراق العظيم ، وثلمت بشكل ملحوظ بعض من تلك المحبة الأزلية التي يكنها العراقيين لجيشهم الباسل والتي انعكست وبشكل ملحوظ على هيبته المرتبطة بتلك المحبة .. إلا أن تصرف قائد عمليات بغداد ذاك ، وقراره الشجاع والمحسوب والذكي أثناء مظاهرات التغيير تلك ، كان قد أعاد لتلك المحبة الرائعة ديمومتها وتميزها وروعتها واصالتها ، مما انعكس ايجابيا على (هيبة) وسمعة ابناء القوات المسلحة والقوات الأمنية بشكل واضح وضوح الشمس.. ختاما .. سيدي قائد عمليات بغداد المحترم .. بقرارك التاريخي بعدم ضرب أهلنا المتظاهرين المدنيين السلميين ، فقد أعدت لي هيبتي