التحليل هو طبيعة بشرية ، تقوم على فهم ملابسات وابعاد اي موقف قبل القيام بأي رد تجاه هذه الموقف ، اما التلقين فهو حالة عقلية تعتمد الحصول على المعلومة وترديدها من دون سبر أغوارها ، بعيداًعن اي ممارسة عقلية تجاه هذه الفكرة او المعلومة ، ببساطة التلقين يجعل من الانسان ببغاء يردد ما يسمعه سرت هذه الافكار وتغلغلت في جميع حقول حياتنا ، وكان الجانب السياسي جزء من الحقول التي عانت من التلقين ، تكرار الشارع لما يقوله بعض المتصدين وكأنه منزل وغير قابل للنقاش ، لا يعكس ثقة الشارع بهذه الشخصيات بقدر ما يعكس تأثرهم بثقافة التلقين ، وباتت مواقفهم وتحركاتهم توحي لنا وكانهم روبوتات متحكم بها يعلو الصراخ ، وتكثر المطالبات ، حد الخلاف بين الإخوة ، للمطالبة لتمرير الكابينة الوزارية العبادية – المقتدائية ، ولو نظرنا الى هذه الكابينة سنرى ما لا يمكن السكوت عنه لأي انسان يملك فكرا ً حرا ً اذ لا يمكن اختزال الاصلاح بالتغيير الوزاري لانه سيكون استغلال للجماهير ، لان المشكلة أعمق من التغيير الوزاري ، وابعادها ممتدة لمجمل الواقع العراقي ، والإصلاح يجب ان يكون شاملاً وعلى جميع المستويات ، سواء مستوى التشريع او مستوى التنفيذ بأبعاده العليا والوسطى ( الوزراء والوكلاء والمدراء العامون والدرجات الخاصة والهيئات المستقلة ) ، وبغير ذلك لا يمكن الحديث عن اي اصلاح ، فالوزير الجديد يعمل بأدوات ، وهؤلاء هم أدواته ، التي تضمن فشله مقدماً اذا ما بقيت على حالها الاصلاح يجب ان يكون واقعي ، وفق معطيات واضحة ، ودراسة لأسباب الخلل ، لا ان يتم وضع العلاج حسب الأعراض ، لانها ستعود للظهور من جديد ، وستكون ردود الأفعال عنيفة جداً ، قد تصل الى تشبيه الخيمة الخضراء بخيمة صفوان ! ، وهذا ما لا نريد الوصول له ، فما أعطي للجماهير قبل ايام هو مخدر ، ولكنهم عاجلاً ام اجلاً سيفيقون منه ، ولات حين مندم !الاستقلال المطروح هو كذبة ، فأن كان الاستقلال هو معيار النجاح ، فمن المكروه والممقوت عقلاً ان يقدم المفضول على الفاضل ، فالوزير المستقل لا يمكن ان يرأسه حزبي وفق هذا المعيار الاصلاح هو رؤية شاملة غير قابلة للتجزئة او التقسيم ، فلا يمكن تنفيذ جزء والغاء جزء اخر يتعارض مع المصالح الخاصة ، فأما ان يؤخذ به بشموليته وهو فرصة قد لا تتكرر ، او يستمر الحال على ماهو ، ولكن الحال لن يستمر طويلا كما هو .