جزع أبو علي من عتوي البيت، وهو في نفس الوقت حرامي البيت، فهو لا يدع أي لحمة دسمة من دون أن يأخذ نصيب الأسد منها، وجرب كل نصائح الأصدقاء للتخلص من عادت العتوي السيئة، ومن هذه النصائح هي محاولة تعطيل حاسة الشم للعتوي لكي لا يصل إلى المكان الذي توضع فيه اللحوم والأسماك وغيرها من الأكلات التي ترفع من شهية العتوي المفرطة، وهو دس خشم العتوي مثلاً في شرائح السمك، أو اللحم، ومن ثم وضع العتوي في باحة الدار، عندها حسب اعتقاد صاحب الدار سيكون العتوي كالأعمى، لأن ريحة المادة تملأ خشمه، وجسمه، ولكن العتوي لأنه تعود على الأماكن التي توضع فيها هذه المواد لم يخطئ الهدف على الرغم من هذه الإجراءات التقشفية التي قام بها صاحب الدار…. وأخيراً وليس آخراً، قرر أبو علي أن ينقل العتوي إلى مجزرة المدينة، فتركه فيها، وذهب أبو علي إلى السوق، وعندما عاد إلى البيت منتصف النهار، وجد العتوي أمامه في الدار، وثاني يوم، أخذه إلى سوق المدينة المزدحم بالمطاعم، وتركه قرب أحد المطاعم، وعاد إلى البيت فوجد العتوي أمامه في داخل الدار يلعب مع الأطفال…. وذات يوم قرر أن يذهب بالعتوي إلى مكان بعيد جداً في صحراء فارغة وكبيرة، ومترامية الأطراف، وقال في نفسه هذا أفضل حل، لكي أتخلص من هاي الطركَاعة إلى الأبد…. وتركه في الصحراء غير مأسوف عليه …وسار في الصحراء الشاسعة، وبعد مسيرة ساعات أضاع هذا الرجل المسكين بوصلة الطريق الصحيح فتاه في الصحراء، وقبل أن يحل الظلام اتصل من خلال الموبايل على زوجته في البيت، فقال لها لقد تهت في الصحراء، وشوفيلي جارة، فقالت له: وماذا تفعل في الصحراء؟! قال لها اليوم تخلصنا من العتوي وإلى الأبد، فقالت له: يمعود هذا العتوي أمامي في البيت صارله أكو ساعتين، فاشتاط غضباً فقال لها: يمعودة كَليلة خلي يجي يدليني بالدرب، لأن تهت بالجزيرة، وراح يجل عليه الليل.
بويه والله راح اتيهون بالصحراء ولن تقضوا على العتوي، وعليكم أن تتوافقوا وتتكيفوا معه، أو تكونوا شجعان مرة وحده بحياتكم وتقومون بقتل العتوي، والمسامح كريم.