الشهداء في العراق كثر ومعظمهم شهداء مغدورون استشهدوا نتيجة اخطاء السياسة التي حروبها دائما (مقدسة) كما ان احزابها (مقدسة) ووصل الامر في العراق التعددي الديمقراطي ان يستشهد من يحمل اسم عمر او علي وهذا ما يذكرني بأخي الشهيد الذي رزق بولد في العام 1980 وقرر تسميته علي قائلا : اذا اسميته عمر فقد يوجد خمسة عراقيين لا يعجبهم هذا الاسم بغض النظر عن صحة موقفهم فلما لا اسميه علي الاسم المتفق عليه من كل العراقيين واستشهد اخي ليلة عيد ميلاد (علي) الاول حيث كان من المفترض انه مجاز ويحضره ,ولي اخ شهيد لم تلده لي امي وهو البروفيسور في الجيوبوليتك الاسرائيلي كشهادة وبروفيسور في عراقة عراقيته كسلوك ..انه عبداللطيف المياح من اهلنا البصريين الكرامكان بعثيا في البصرة التي_ لمن يحسب البعث سنيا_ وصل عدد قيادات الفروع فيها الى ستة قبل الاحتلال ..وفي العام 1990 كان عضو قيادة شعبة وبعد دخول الكويت بدأ يتنصل من العمل الحزبي فاستدعي من لدن مسؤوله للاستفسار عن الاسباب وكان صديقا حقيقيا له ..اجابه سأقص عليك قصة اسمعها مني لأني سأغادر غرفتك دون كلام وانا وعائلتي برقبتك ((حرامي دخل بيت امرأة عجوز تعيش لوحدها وسرق وعند خروجه صحت من نومها وتشبثت بقدميه..هددها فقالت له حلال عليك ما سرقت ولكن انا استيقضت على اثر حلم مزعج ارجوك ان تفسره لي..اضطر للموافقة وبدأت تقص له الحلم وهو انها دخلت غابة فهاجمها الاسد وصرخت (يبوووو) وجاءها النمر وصرخت نفس الصرخة ، وكانت صرخاتها حقيقية الى ان سمعها الجيران دخلو البيت وانهالوا بالضرب على الحرامي وهو يصيح اضربوني أكثر استاهل..سألوه لماذا؟؟اجاب استاهل لأني جئت اسرق فصرت مفسر احلام)) والتفت الى مسؤوله سائلا هل جئنا لنوحد العرب ام لنحتل العرب؟؟كان رئيسا لمركز دراسات الوطن العربي المرتبط بالجامعة المستنصرية وكانت جامعة البكر قد رشحتني عضوا في مجلس امناء المركز المذكور وكانت بحوثه هو جريئة وكذلك كانت بحوثي فأتصل به لاخبره بأن هناك بحثا سأقدمه في الندوة كذا واريد أن يشاركني به راجيا حضوره للتفاهم وكان يخشى بحوثي فيسألني ((هل أجلب البطانية معي؟؟)) سألته يوما عن البطانية فأجاب : في البصرة كان الموضوعين تحت المراقبة يصنفون الى آ،ب،ج حسب خطورتهم فعندما يحصل تهديد امني يستدعوهم جميعا او يستدعون(آ) فقط وهكذا وعنما يتم استدعائهم يستصحبون بطانياتهم معهم حيث يتم بالعادة توقيفهم لبضعة ايام كأجراء روتيني ، في يوم ما استدعوا (آ) فقط ولكن حصل ان سمع احد من هم في (ب) بالاستدعاء فحمل بطانيته وذهب الى ضابط الامن سائلا اياه ((استاذ اشو دزيتو عالجماعة وآني محد بلغني)) وأردف انت بحوثك خطيرة وتريد مشاركتي فسألتك اجلب بطانيتي ام لااسمحو لي بالخروج عن الموضوع قليلا لأذكر لكم ان حملات اجهزة السيد المالكي كانت مختلفة فأيام انعقاد الجامعة العربية في بغداد والتي افرغت الميزانية العراقية وكأجراء احترازي لملموا الناس وكان للبعثيين حصة الاسد كالعادة والتهمة جاهزة(اعادة تنظيم البعث) فأخذوا من عامرية بغداد عضو فرع وعضوي شعبة وكانت النتيجة استشهاد عضو الفرع خلال التعذيب وعضوي الشعبة 7 سنين سجن ..انه اجراء احترازي لا أكثر؟؟اعود الى شهيدنا الذي كان يستشعر خطر الاحتلال ويعي تماما ان الطائفية ستأتي بعده وهي اخطر منه فاسس حزبا بأسم (العراق الواحد بيتنا جميعا) اذكر ان السيد طاهر البكاء عضوا مؤسسا فيه ، ورجاني ان استمر في المركز كون الخطر محدق وكنا نعقد الندوات الجريئة وأسسنا مركز بغداد لدراسات حقوق الانسان الذي كان عبارة عن شقة بسيطة قرب المستنصرية وكان الدكتور عزيز جبر شيال من المؤسسين..قمت بطبع الآلاف من الاعلام العراقية اللاصقة الصغيرة وكنا كالاطفال نلصقها على السيارات والبيوت بعد ان اختفى ذلك العلم وبدأ العلم الامريكي يطرز حتى حقائب طلاب الابتدائية ..وعندما قتل الامريكان عشرين من شرطة الفلوجة ذهبنا اليها بسيارات ثلاث ترفرف عليها الاعلام العراقية والتقينا بالعشائروالقائمقام والقيت الكلمات والجندي الامريكي يشمخ على باب القاعة فقام شاب فلوجي وقال ((سننتقم من القتلة..وهم عرفوا الآن من هم اهل الفلوجة؟؟))في ندوة اقامها المركز دعي اليها احزابا كثيرة قال ((الاحتلال احتلال ، والامم المتحدة اعتبرته احتلال وأن القادم هو الطائفية التي هي ستكون اخطر مخرجاته وأقذرها رغم ان هناك بطل من ابطال التحرير يقول : حتى لو ان امريكا نفسها اعتبرته احتلالا فأنا اقول انه تحرير..)) سألته مازحا عن اول حرف بأسمه فاجاب ا ن اول حرف هو محمد بحر العلوم…بعد أيام قلائل قرأت خبراستشهاده على يد عصابة استهدفت سيارته الحكومية وتركت جميع من بالسيارة وأفرغت 36 طلقة في جسده الشريفحضرت فاتحته وحملت اغراضي وهربت الى سوريا الحبيبة مؤمنا بأنك لن تشكل خطرا عندما تكون طائفيا سنيا او شيعيا لأنك تدور ضمن المخطط وتعززه ولكنك تكون خطيرا عندما تتمسك بعراقيتك لأنك ستعمل خارج المخطط وهنا تكمن نهاية المخطط ونهايتهم