قد يكون لها عالم خاص لم يستطيع اي أحد الخوض في غماره ولا يمكن للمواطن أن يتعرف على هذا العالم عن كثب ,, كل مايعرفه المواطن عن الصيدليات أنها نعمة له تقدم الدواء والنصح وليس أكثر .. حتى ان ذالك المريض لا يتعامل ولا يجادل على الاسعار الذي يفرضها عليه الصيدلي اي رقم يطلب منه من المال يعطيه له بلا جدال ,,انها الصيدليات التي لا يقترب منها أحد لا رقابة صحية ولا وزارة ولا محاسبة .
وجدت التذمر على وجهه والعصبية وهو يعترض على مبلغ الدواء الذي تجاوز مئة الف دينار لراجيتة (وصفة طبية) وهو يدعو الله أن يهد بيوتهم على رؤوسهم حتى أنه صاح بصوت عالي على صاحب الصيدلية (حرام عليكم أن شاء الله بعوائلكم ) وذهب .
لحقت ذالك المطالب وتحدثت معه اخبرني ان الدكتور كتب لي الدواء وارسلني الى صيدلية سماها هو لان الدواء لايتواجد الى فيها ودوائها اصلي وغير مغشوش ..والحديث للحاج شمخي الذي صدمت ولده سيارة يركبها شاب متهور طلب مني بدل مئة الف دينار للدواء وعندما استغربت وانفعلت سحب مني الدواء وطردني من الصيدلية ..ذهبت لصيدلية أخرى قدمت له الوصفة الطبية ناولني نفس الدواء والاصلي ايضا وبسعر لا يتجاوز 35 الف دينار فقط استغربت من الفارق بين السعرين وعندما سالته هل هذا لدواء اصلي وغير مغشوش ؟
اجابني نعم عمي انه الاصلي والغير مغشوش .
لكنه قال لي أن الطبيب لا يوافق عليه الا من الصيدلية التي ارسلك لها ,,استغربت من قوله هذا ولم اصدق ما قال لي واخبرني وضننت أن صاحب الصيدلية هذا يكذب او بسبب المنافسة بين الصيدليات يتحدث هكذا .
والقول لازال للحاج شمخي .. ذهبت للطبيب وقدمت له الدواء وسالني من اين جئت بهذا الدواء ؟
اخبرته من الصيدلية الفلانية ,,بسرعة أعاد لي الدواء ولم يؤشر عليه بكيفية استعماله ,, اخبرته اليس هو نفس الدواء ؟
لم يجبني ولم يلتفت لي ابدا ,, ثارت ثائرتي في عيادته لاخبره أن الفرق بين الصيدلية التي ارسلتني لها وبين الصيدلية الاخرى 75 الف دينار وانا لا املك المبلغ ..انا نفسي لم اصدق بما قاله شمخي وهل هناك اتفاقات خاصة بين الصيدليات ؟
اتصلت بصديقي الصيدلي غسان الحسني وأخبرته عما يجري وهل ماسمعته صحيح ؟
اجابني لو تعلم مايجري لوليت منهم فرارا ,,اكثر الاطباء هم شركاء بالصيدليات العاملة في الشارع واذا لم يكن شريكا فهو يتقاضى (الطبيب) خمسة آلاف الى عشرة آلاف عن كل وصفه يرسلها للصيدلية المعنية ويجمع المبلغ له بعد نهاية عمله فيستلم مبلغ ربما يضاهي عمل الطبيب وكشفيته اليومية .وفي حديث للمسلة للصيدلي السيد نزار صاحب مذخر ادوية
التفاوت في الاسعار بين صيدلية واخرى أمرا مالوفا حتى لو كان الدواء من منشأ واحد ومن نوعية وأحدة .. واحيانا تجد بعض الادوية اسعارها جدا زهيدة لانها من مناشئ ودول متخلفة واحيانا اخرى تجد بعض الادوية لنفس المرض اسعارها جدا عالية ونارية لانها مصنعة في بريطانيا أو امريكا او فرنسا ,,
غياب الرقابة على دخول الادوية وتفشي ظاهرة الغش في الادوية التي وصل الحال أن بعضها يصنع في البيوت والمحلات والاسواق المشبوهة جعل المريض يعاني الكثير ولا يتطبب بسرعة وسهولة
قد تجد والقول للسيد نزار أن بعض الصيدليات اصبحت محال عطارية تبيع بعض الاشياء التي لا صلة لها بالدواء مثل علب الزينة والعطور والمساحيق وبالتالي غلب عليها الجشع وغابت عنها الانسانية .
اكثر من مرة تغلق بعض الصيدليات لفترة شهر او شهريين بأمر من قبل وزارة الصحة لكنك تجدها بعد يوم أو يومين عاودت نشاطها كل ذالك بسبب تفشي الرشوة وغلبة العلاقات والمحسوبيات على هذه المهنة الانسانية المحضة .
بين الطبيب الجشع وصاحب الصيدلية المتعطش لجمع الاموال وغياب نقابة الصيادلة اصبح المواطن ضحية هذا التعامل القذر الذي او صلته الى هذا المصار الحكومة ووزارة الصحة التي لا تراقب ولا تعاقب ..فاصبح الاطباء واصحاب الصيدليات اكثر شرائح المجتمع ثراء وجشعا .