ليس هناك من نظام غريب و فريد من نوعه في مواقفه و نهجه المتبع کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث إنه نظام يحفل بالمفارقات و المتناقضات و فق سياق إظهار شئ و إضمار نقيضه.
منذ أن نجح تيار رجال الدين المتشددين في السيطرة على الثورة الايرانية و حرفها عن مسارها الصحيح و سرقتها من أصحابها الحقيقيين، دأبوا من خلال النظام الديني المتزمت الذي أقاموه على رفع شعارات الوحدة الاسلامية و المناداة بالتقريب بين المذاهب، وهذه الشعارات البراقة الى جانب الشعارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية و القدس، إنبهر بها قطاع واسع جدا من الشارعين العربي و الاسلامي و نظرا الى هذا النظام نظرة المنقذ و الظهير، لکن مرور الزمان أظهر خلاف ذلك تماما.
هذا النظام و في الوقت الذي کان يزعم فيه نصرة القضية الفلسطينية و الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، فإنه کان وفي نفس الوقت يقوم بأدلجة هذه القضية و حرفها و تشويهها لصالح أهدافه و غاياته المشبوهة، عندما بادر الى القيام بتنفيذ مخطط أسود مشبوه لم تتمکن إسرائيل من تحقيقه أبدا، وذلك بتقسيم و تجزأة الشارع الفلسطيني و جعله مختلفا مع بعضه، وهو مايلاحظه العالم جميعا و ليس هنالك من لايدرك بأن طهران تقف وراء ذلك.
أما في يتعلق بالوحدة الاسلامية و الدعوة للتقريب بين المذاهب، فيکفي أن نشير الى الاحزاب و الميليشيات التي أسسها هذا النظام على أساس طائفي منغلق على نفسه و موجه من قبله و ماقامت و تقوم به من تنفيذ مخططات ساهمت و تساهم في شق وحدة الصف و الکلمة لشعوب المنطقة، والانکى من ذلك إن هذا النظام قد إستغل هذا الاختلاف و وظفه لبسط نفوذه و هيمنته.
الممارسات و التصرفات المشينة التي تبدر بين الفترة و الاخرى من قبل مسٶولي و کذلك وسائل إعلامه الصفراء الموجهة ضد مکونات الشعب الايراني و الاساءة لهم بصورة غير مقبولة کما حدث قبل فترة مع الآذريين، ويکرره النظام اليوم ضد المکون السني في إيران عندما قام من خلال برنامج للتلفزيون بتوجيه إساءات لإثنين من صحابة الرسول”ص”، وهو ماأشعل موجة غضب عارمة بين أوساط السنة الايرانيين خصوصا وإنه يجري بعد فترة قصيرة من حملة إعدام ظالمة ل25 من الدعاة و طلبة الدين السنة لأسباب سياسية ذات بعد طائفي.
هذا التصرف المسئ الجديد الصادر من وسائل الاعلام الايرانية المسيرة من جانب النظام و تخضع لإشرافه المباشر، هو إمتداد لنفس ذلك النهج الذي يقوم بنشره الارهابي المطلوب قاسم سليماني. قائد قوة القدس الارهابية في دول المنطقة من خلال ماتقوم به ميليشيات الحشد التابعة له بأعمال قتل و تصفية و إبادة طائفية و هدم بيوت و جرف بساتين في المناطق السنية ولعل ماقامت به هذه الميليشيات مٶخرا بتنفيذ عمليات سلب وحرق وتفجير للمنازل السكنية في منطقة جزيرة الخالدية شرق الرمادي، يثبت و يٶکد هذه الحقيقة.
هذا النظام الذي هو بٶرة التطرف و الارهاب في المنطقة کما أکدت مرارا و تکرارا زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، هو نظام لايمکنه البقاء و الاستمرار من دون إثارة الفتن و المشاکل و إن تجاهله و غض النظر عنه يدعوه للمزيد من التمادي و من هنا فليس هناك من طريق من أجل وضع حد لمختلف الممارسات و المخططات المشبوهة له إلا بالعمل من أجل دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل إيران حرة بإسقاط هذا النظام و التخلص من شره الى الابد.
[email protected]