1 – “rare moment of success for Iraq”.. عبارة تعني؛ (لحظة نجاح نادر للعراق). ومن يتلفظ بعبارة كهذه إما جاحد للنجاحات التي يسطرها العراقيون في ميادين الحياة كافة، سواء داخل العراق أم خارجه! وإما حاقد على وضع العراق الجديد، وهذا الحقد قد يكون سببه زوال نعمة كانت وارفة عليه وعلى (حبايبه) فيما مضى من عهد. وفي حالتي الحقد والجحود لايمكن احتساب أي عراقي يتفوه بهذه العبارة وطنيا، كما ان من غير المعقول أن يكون ولاؤه للعراق، وكذلك انتماؤه، فهو الآخر بعيد عن كل موجودات البلد المادية أرضا وبرا وسماءً، والمعنوية حضورا وعيشا وشعورا.
2 – ” the fight against the Islamic State”.. ومعناها؛ (القتال ضد “الدولة الإسلامية”). هنا يقف كل ذي لب أمام هذه العبارة، موقف المتيقن والمتأكد أنها قيلت على لسان واحد من اثنين، إما عنصر من عناصر “الدولة”، وإما شخص متعاطف مع التنظيم، بل أنه والتنظيم (دهن ودبس). وكيف لا! وهو يذود عنه بالإطراء والمديح والتبجيل، من خلال مايسبغه عليه من مفردات تنم عن حب واحترام وإجلال وإكبار، ومعلوم أن أية لغة فيها من المرادفات الكثير الكثير لمن أراد القصد علنا، اوالتورية ضمنا، فمفردة الدولة مصنفة تحت الفعل دال يدول، ودال له الأمر أي صار له، ودالت له الأرض أي أضحت دولة تحت تصرفه، من هذا نستطيع الحكم والبت والجزم أن قائل هذه العبارة هو رجل يميل ميلا شديدا الى “الدولة الإسلامية” (گلب ولسان).
3 – ” we truly want to expunge the jihadist group from Iraqi soil”.. أما هذه العبارة ففيها من الإخلاص معانٍ كبيرة، فقائلها يكن الى هذه المجموعة الإعجاب حد الولع، فهي تعني حرفيا؛ (نريد حقا أن نطرد المجموعة الجهادية من الأراضي العراقية)، إذ أنه -قائلها- أقر أن الذين يتكلم عنهم هم “جهاديون”..! والمفردة الأخير لها مكانتها وتقديرها العاليان في الأعراف الإنسانية عامة والإسلامية على وجه الخصوص، فالجهاد أعظم عمل يقوم به المؤمن، كما أنه فرض من الفروض التي أوجبها الله على المسلم، لاسيما حين يكون في سبيله ولنيل رضاه جل وعلا.
4 – ” unlawful sectarian militias”.. وتعني (الميليشيات الطائفية غير المشروعة) وهنا يصح مثلنا الدارج: (المايشوف بالمنخل عمى العماه), والعمى هنا عمى بصر وبصيرة في آن واحد وآنية واحدة، فقائل هذه العبارة لاريب أن مسّا أصاب عقله، او جنونا اعتراه، لاسيما حين نعي مقصده فيمن يعنيه بقوله هذا.
إن العبارات المذكورة أعلاه لم تكن مقتطفات من أرجوزة لمجنون ليلى او لبنى، كما أنني لم اقتبسها من هلوسات مفخخ او انتحاري، ديفت في فمه حبوب مخدرة من التي تذهب عقل متعاطيها، فيشط لسانه فيما يبوح به ويشذ عن قواعد الكلام جميعها، فيكون حينها غير مسؤول عن أقواله، إنما هي عبارات نطقها الرأس الأكبر لأكبر مؤسسة تمثل الشعب، وتنطق باسمه، وتدافع عن حقوقه، وتذود عن حماه، تلك المؤسسة هي مجلس النواب، وذاك الرأس هو رئيسه سليم الجبوري..! وما قاله لم يكن أضغاث أحلام، كما لاأظنه حديث ليل تفوه به تحت تأثير مخدر او مسكر، بل هو ماصرح به في مقاله المنشور في صحيفة نيويورك تايمز يوم 27 آذار المنصرم، والذي جاء تحت عنوان؛ (ابقوا الميليشيات خارج الموصل)، ولاأظن تعليقا على ماقاله الجبوري يوضح حقيقة المقال وحقيقة قائله أكثر مما نستشفه من سطوره وفيما بينها علنا، إذ كشف الرجل بكل ما يملكه من قواه العقلية، عن حقائق كثيرة وضعها بالخط العريض وباللغتين العربية والانكليزية، تنم عن أن عدونا لايكمن في تنظيم داعش وحده، بل هو متخفٍ تحت أغطية ومناصب ووظائف ومراكز اجتماعية ودينية ووجاهية ورتب عسكرية وأخريات أٌقرب من داعش وأشد خطرا وساء سبيلا.
[email protected]