25 نوفمبر، 2024 3:44 م
Search
Close this search box.

هيئة إجتثاث أهل السنة في العراق

هيئة إجتثاث أهل السنة في العراق

انتهجت  الدول الكبرى اسلوبا جديدا في ادارة الصراع بايجاد وكلاء وتدريب المجاميع المسلحة والسماح بتشكيل مليشيات لتقاتل بالنيابة عنها  وان تطلب الامر المشاركة لتغيير كفة القوى  في مناطق الصراع فتتدخل باستخدام سلاح الجو والصواريخ المبرمجة مثلما يحدث في العراق وسوريا والكثير من بلدان العالم الملتهبه .وبرز ذلك التكتيك في ادارة الحروب بشكل واضح للعيان بعد احتلال العراق وتورطت  امريكا  بحساباتها الخاطئة وعدم احاطتها علما بتركيبة الشعب العراقي وكذلك التضليل الذي مارسه بعض عملائها وعلى رأسهم المقبور الجلبي مطمئنا إياها انه وبمجرد تحقيق الهدف بسقوط نظام الراحل صدام حسين الذي يمثل العقدة المستعصية للمعارضة ستهون بعدها كل الامور وان الشعب العراقي سيستقبل جندها بنثر الورود والرياحين  فاندفعت بغباء لرسم سياسة جديدة تحت قوة السلاح لارهاب المعترضين وحماية العملاء والمنتفعين. لكنها  سقطت في مستنقع جعلها  تتخبط وتخطط مع اول فرصة بالانسحاب تاركة ورائها بلدا ممزقا منهكا بعد ما واعدت العالم ان تجعل منه منارا للديمقراطية ومحط انطلاق الى الشرق الاوسط الجديد , لكن بقي لعابها يسيل وعينها ترقب  ابار النفط ولاكبر احتياطي في العالم .

وحدث بعدها الزواج والاقتران مع ايران  والمهر كان جزأ  منه مقبوضا والآخر مؤجلا  لأقرب الاجلين, اما المقبوض منه فهو استحقاقها من التمتع بها بان تهب امريكا لفاتنتها ايران هدية العرس ليلة زفافها (العراق) لكنها مشروطة الاستخدام  فلها ان تتصرف  بكل شيئ  لكن  فقط لما فوق الارض مع السماح لها بنشر ثورتها ومعتقدها  باريحية مقابل ان تتعهد وتلتزم بعدم المساس بالمصالح الاقتصادية الامريكية في العراق والمنطقة اي بمعنى اخر لاتغوص وتتحكم فيما تحت الارض (النفط).

واما المؤجل من مهرها فيتمثل بدفع استحقاقها مكافأة نهاية الخدمة (المتعة)  لكن ما زال العرسان في شهر العسل ومن ينتطررالفراق ويبني عليه الآمال جد واهم.لكن من عكر صفو هذا الزواج والذي لم يكن بالحسبان هم ليسوا بالتأكييد المعترضين على امريكا في احتلالها غير الشرعي للعراق  وعلى سياستها في المنطقة  سواء  أكانوا دولا  أم حكاما أو شعوب.فسرعان ما انكفأوا واستسلموا للامر الواقع،  وليس كذلك  المشتركين في العملية السياسية العراقية من المحسوبين زورا على سنة العراق  من الاحزاب الدينية  بل المعوق الاوحد لمشروعهم يتمثل باكبر مكون إستشعر انه هو المقصود بالتهميش منذ الاحتلال وهم  (سنة العراق) والذين سعوا من اول يوم لمقارعته.  من هنا تم التخطيط بعزل المحافظات السنية سواء من قاوم المشروع ام داهن ورضي واستكان فهم في نفس الخانة والميزان. 

فتعهدت امريكا من جهتها بافشال المقاومة السنية وتصفية قياداتها  فسارعت لجمع مقاتلي القاعدة وتسهيل دخولهم العراق وزجهم في ارض الصراع  والتحم الطرفان بصراع دامي لكن بقيت الغلبة للمقاومة وفصائلها فعمدت امريكا لتشكيل الصحوات ليتجدد الصراع  للفت في عضد المقاومة ولتنئى بجندها بعيدا عن الشارع العراقي لكن تلك الخدعة مالبثت ان اكتشفها المتصارعين ففشلت الصحوات وتبرأت العشائر منها ثم اتحدت فصائل المقاومة  من جديد مع العشائر والشارع السني والقى معظمهم السلاح . وانكفأت الصحوات وبدأ التشكيل الجديد  يضغط بقوة على امريكا وحكومة المنطقة الخضراء لكن هذه المرة باتباع نهج المظاهرات السلمية والديمقراطية التي ارتضوها للبلاد  والتي احرجت امريكا بتنظيمها وسلميتها أيما إحراج وكادت ان تطيح بحكومة المالكي فتداركت امريكا الموقف فاخترقتهم هذه المرة بقيادات اشد تنظيما وتدريبا من القاعدة جلهم كانوا معتقلين في سجونها ولم تطلق سراحهم كونهم ابرياء بل تم تهريبهم وتسريبهم بإتفاق مسبق مع المالكي ومثلهم من سجون طاغية الشام  فتجمعوا في معسكرات تأهيلية تحت رعايتها  ثم تم نقلهم بعناية وحراسة مشددة الى تخوم الموصل وصلاح الدين والانبار في توقيت واحد ولتسقط تلك المحافظات تباعا بتنسيقامريكي ايراني وبتخطيط واتفاق مسبق  ولتكون الموصل اول واكبر  مدينة سنية ولتكون عاصمة الخلافة الاسلامية لما يسمى بعد ذلك تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).

اما  الدور الايراني وحتى يكتمل المشهد  ولايهام العالم وتضليله  بانها وامريكا اتحدتا  لقتال الارهاب المتمثل  بداعش فسارعت لجمع مليشياتها تحت مظلة الحشد الشعبي وهو في حقيقته شيعي بامتياز وتكفل السيستاني باصدار فتواه كالعادة لاعطائه الصبغة الشرعية واقره مجلس الوزراء العراقي سريعا ليكتسب الصيغة الرسمية .وهكذا بدأ واستمر  معول الهدم للمحافظات السنية من الداخل والخارج فداعش الامريكية دمرت ومزقت المدن التي احتلتها وعزلتها عن العالم وعطلت فيها  التعليم وكل مناحي الحياة وبعد ان تصل مرحلة متقدمة من الدمار تنسحب  تلك القيادات وكذلك بحماية ورعاية امريكية مثلما ادخلوا ليستقروا في اماكن مضطربة للتأهيل لإجتياح مدن اخرى لمناطق (سنية) شرطا  وبنفس الطريقة والمشهد  وليتولى الحشد الشيعي الايراني الاجهاز على ماتبقى من المدن السنية  واهلها بالقتل والحرق بخداع مفضوح لتشريد وإبادة مايربوا عن عشرة ملايين نسمة من أهل السنة  والهدف المعلن محاربة الارهاب والقضاء على عدة آلاف من الدواعش  وربما القيادات الفاعلة فيهم لايزيدوا عن عشرات ولن تصل اليهم الآيادي وتتخطاهم أذكى الأسلحة !!!  

 إن مايجري اليوم في الفلوجة سيتكرر بمجزرة مروعة في الموصل .ولن تتخلى امريكا في الوقت الحاضر عن قيادات  داعش كذلك لن تتخلى ايران عن حشدها وقياداته وهما كتوأمين متلاصقين ان مات احدهما التحق به فورا الاخر!!!وما يجري الآن لأهل السنة في العراق شبيه لما كانت تمارسه هيئة إجتثاث حزب البعث بملاحقتها قيادات وكفاآت السنة وإستثناء الشيعة والاكراد من تهمة الإنتماء لحزب البعثولا نستبعد أن يأتي يوما تتشكل فيه هيئة مشابه تحت عنوان إجتثاث أهل السنة في العراق.. وسيستثنى منها داعش وجميع الارهابيين..ومن يشرف عليها الارهابي قاسم سليماني  وشكرا داعش ماقصرتوا ويانا..رمضان كريم

أحدث المقالات

أحدث المقالات