انني بطبعي اكره التعذيب . لان التعذيب يدل على روح الانتقام باساليب وضيعة لاتتناسب مع الانسان كقيمة عليا . واذا اردت ان تنتقم من شخص اقتله ولا تعذبه . حتى انني اعتقد بان الله سبحانه لن يعذب البشر بالتعذيب الجسدي ، لانه منزه عن الانتقام . انه العدل. ان التحقيق مع نازحي الفلوجة ربما يكون مشروعا خصوصا اذا كنا نشتبه بان هناك من ينتمي الى فصائل داعش . . ولكن ان تقوم بالتحقيق باساليب التعذيب للقرون الوسطى ولكل الشباب النازحين ، فهذا ما لايمكن قبوله ويدل على ان الموجه و القائم بالتعذيب اما جاهل او له مخطط سياسي مقصود . .
حيث ان التعذيب ومهما كانت دوافعه يخدم داعش اولا . لانه سيكسب مزيدا من المقاتلين في صفوفه حتى لو كانوا غير مؤيدين له . لان الفرد يدرأ الخطر الاقرب بالخطر الابعد . ..وقيام الشباب بتسليم انفسهم الى قوات الشرطة او الحشد سيكون الخطر الاقرب فيتجنبونه بالذهاب الى الخطر الابعد ( داعش ) . فهل هذا هو المقصود من التعذيب . اذن نحن قدمنا لداعش مزيدا من الشباب مجانا للقتال معهم . ونحن في هذه الحالة لا نخسرهم فقط ، وانما كسبنا اعداء اضافيين قادرين على القتل في صفوف الاعداء . . فهل في ذلك فائدة للقوات المهاجمة . ( هذا اذا حيدنا الجانب الانساني ) .
المسالة الاخرى . ان صور التعذيب والافلام قد انتشرت في العالم اجمع ، وهي لايمكن ان تكون مفبركة بهذا الشكل وهنالك اخصائيين في تحليل الافلام الوثائقية . كما ان السيد رئيس الوزراء قد اعترف صراحة بذلك . وقد تم تركيز منظمة العفو الدولية عليها . كما ان وزارة الخارجية الامريكية قد ادانت طرق واساليب التعذيب هذه . . وبذلك فاننا نقترب من تحقيق مشروع بايدن الشهير في تقسيم العراق . حيث ان هذه الاعمال ستؤثر حتما على جمهور واسع من الاشخاص المتعاطفين مع الضحايا من جانب . او المؤيدين للتعذيب كاسلوب انتقامي من جانب اخر . وفي هذه الحالة فاننا قد زدنا من الهوة التي تفصل بين الطرفين . وكلما زادت هذه الهوة اصبح التعايش متعذرا ، بل سيصبح مستحيلا . . وعندئذ ، وعندئذ فقط سيؤيد الجميع التقسيم . ان المحرض لاستخدام اساليب التعذيب في هذا التحقيق كان يرغب فعلا بتقسيم العراق ، ولم يعد من المتصور ان الدول الاقليمية او بعضها لا ترغب بتقسيم العراق ، فكل الدلائل تشير الى ان العملية تسير بطريقة مبرمجة ،
وبالتعاون والتنسيق مع صانعي القرار الامريكي . اذا كان هذا هدفهم من هذه الافعال ، وهو كذلك ، فاننا يجب ان نفشل هذا المخطط لا بطريقة غض النظر واغماض العين لحين نسيان الحادث ، كما كان يحصل سابقا ، ولكن بمواجهة هذا الفعل بطريقة عقلانية ووطنية . ويتوجب علينا كعراقيين ومواطنين صالحين محبين لوطننا الواحد العراق ، ان نعمل معا على تقديم هؤلاء الى قضاء عادل وبطريقة المحاكمة العلنية وايقاع العقوبة على مرتكبي هذه الافعال ، لنثبت باننا نفتح صفحة جديدة في التعامل مع المواطنين على قدم وساق . اذ ليس هنالك طائفة سيئة وطائفة صالحة . وانما هنالك اشخاص سيئين من كل الطوائف واشخاص جيدين ومواطنين صالحين من كل الطوائف ايضا . فهل لدى الحكام الجراة والرجولة لانجاز هذه المهمة للحفاظ على مصالح الشعب ، ووحدة الوطن . . نحن في الانتظا