19 ديسمبر، 2024 7:16 ص

ماذا تريدون من الشيوعيين ان يفعلوا؟

ماذا تريدون من الشيوعيين ان يفعلوا؟

العراق شأنه مثل اي دولة في المنطقة تقاذفتها التيارات السياسية القومية والماركسية واخيرا الدينية ولكل من التيارات القومية والدينية ظروف لبقاءها او اسباب ادت في فترات استلامها السلطة وهي المتأمرة دوما على حجب قوى اليسار من قيادة اي دولة عربية وهذا ما شهدته العديد من الدول العربيه منها السودان واليمن والعراق في القرن العشرين والسبب هو التقاء مصالح هذين التيارين بالعداء للقوى اليسارية وتحديدا الشيوعيةوما حدث في العراق من نكسة لثورة ١٤ تموز التي كانت الاكثر خصوبة في انتعاش الشيوعيين داعمين للزعيم عبدالكريم قاسم والذي لم يعط لهم اي حرية ولكنهم تمسكوا به قائدا وطنيا وبفعل انحناء القوميين والبعثيين ودعم رجالات الدين ودعم مباشر من المخابرات الاميركية والبريطانية وتدخل سافر لجمال عبدالناصر حدث انقلاب ١٩٦٣الذي قصم ظهر الحركة الشيوعية حيث فقدت غالبية شخوصها وقياداتها الوطنية بالموت والتعذيب والهروب خارج العراق حيث لم تعطى فرصة للحزب لاي دور قيادي للعراق اطلاقا واخر ما تبقى من قياداته لتلك المرحلة قيادات لم ترتقي لمستوى التغيير والفهم الستراتيجي لطبيعة المرحلة حيث وقعت في خطأ جسيم وهو التحالف المشؤوم بما سمي الجبهة الوطنية والتي خطط لها للقضاء على ما تبقى على الشيوعيين بعد احداث ١٩٦٣وفيها دفعوا المئات للموت والاعدام والهروب واختفى لهم اي بريق عدا الهاربين في شمال العراق وفي وقتها اكمل الكرد ما تبقى لهم حين بطشوا برفاقهم والذين حموهم ودافعوا عنهم لسنوات اضافة لكل ذلك هو انتهاء الاتحاد السوفيتي والذي ربما كان مساندا لهم في اوقات ولكن حتى السوفييت كانت لهم مواقف سلبية حين تتعلق بمصالحم الاقتصادية وهذه مواضيع سجل لها التأريخ وليست مدار بحثنااما ما جرى بعد ٢٠٠٣فيختلف فية الباحثين بين رافض لاشتراك الشيوعيين في الحكم واخر قبل الاشتراك فيهونحن نسأل الرافضين فيأتي القول العراق تحت الاحتلال وعلية يجب ترك العمل او مناهضة الاحتلالنحن نقول من هي القوى الموجودة في الساحة والتي كانت في المعارضة ولم تعمل مع المحتل اليست الحكومات التي تشكلت كلها ولدت من الرحم المحتل ولها علاقات مع دول احتضنتها سواء اميركا او ايران اوغيرهما وما عادت الامور تحسب بهذه الحسابات اذ لامجال وبالذات للشيوعيين مقارعة النظام الا بالوسائل السلمية ضمن فسحة الديمقراطية المتاحه لهوفي هذا الجانب نقول ومع ان الشيوعيين وقعوا بين كماشات متعددة من العداء منها اميركا وما تبقى من التيارات القومية والبعثيين والاسلاميين ودول الجوار العربي وايران وتركيا وحتى الكرد اصدقاء الامس لم يعودوا اوفياء لهم لذلك فوجودهم ونهوضهم على بساطته يحسب لهم ومع ذلك نلاحظ ان لهم حظوة كبيرة بين المجتمع وخاصة في جوانب الفن والمعرفة وكذلك السمعة الطيبة في الشارع على مستوى النزاهة والاخلاص اضافة لدورهم السلمي في الحراك المدني والشعبي الذي بدأت ثماره تظهر لذا فان رمي الشباك عليهم والتقول باشياء هي فوق الحجم والمنطق وليعطينا من يحمل بديل سياسي يعالج فيه الوضع في العراق غير هذا الاسلوب اقبل على جبينه واكون اول المنضويين تحت لواء افكاره ان كانت منقذه للعراق من البركان الذي ينفجر يوميا ويحيل الوطن الى ركام وما علينا الا اطفاء ناره التي لو استمرت تحرق الاخضر واليابس ومن له دلوا فهذا الشارع فاتح ابوابة لمن يريد ان يكون ناطقا باي توجه وطني وتحت اي مسمى وكفانا شر التخرصات والتنظير الذي عفى عنه الزمن.

أحدث المقالات

أحدث المقالات