تولي جميع دول العالم المتقدمة التعليم اهتماما كبيرا وتقدم الحوافز والتسهيلات للمعلم والاستاذ وكأن هذه الدول سبرت اغوار القرآن الكريم وعرفت ان الواحد الاحد اوصى بالعلم والعلماء(أقرأ باسم ربك الذي خلق)فكانت البداية واللبنة الاولى هي العلم ثم نزلت اية اخرى(انما يخشى الله من عباده العلماء)فهم الذين يخافون الله ويخشونه في السر والعلن لذا وجب تسنمهم المناصب العلميه والقياديه وهم بعلمهم وخشيتهم من الله وورعهم سيقودون الامة الى شاطىء الامان حيث الراحة والنصر وفسحات الهدوء والسكون الهادئين الحالمين والامال والخطوات الواثقة. ويوم اسدلت الحرب العالمية الثانية ستارها,سأل الرئيس الفرنسي شارل ديكول ,كيف هو حال التعليم في فرنسا؟فقيل له انه بخير فقال الحمدلله ان فرنسا بخير وستتقدم الى الامام,اما اليابانيون فقد اولوا المعلم اهتماما عظيما ووهبوه سلطة اعظم من القضاء وجاها ومالا لايملكه النبلاء فنهضوا باليابان بعد ان اصبحت ارضا يبابا.اما خلفاء بني العباس فكانوا ينتقون العلماء لتربية وتعليم ابناءهم وكذلك فعل اليونانيون يوم كانت سلطة سقراط وافلاطون لايشق لها غبار فبرزت هذه الامم ولم ينافسها احد. وعودة الى القرآن الكريم يوم اعلنها مدوية(هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون)فاصبح العلماء في غفوة بيضاء وبهجة واستقراء مطمأن.فهل قرأنا التاريخ واستفدنا من دروسه؟
لقد مرت على العراق ظلمة لاتستطيع الضمائر الابية تحملها فقتل علماؤه واساتذته وهجروا ونال بعضهم الضرب المبرح لا لذنب اقترفوه بل لانهم احبوا العراق واماطوا اللثام عن وجوه المزورين والمفسدين .ان اياد خبيثة خفية من دول الجوار ومخابرات الدول التي اصبح العراق مرتعا لها بسبب العهر السياسي الامريكي ذات علاقة بما يحدث للاساتذة والعلماء.
فهل اهتمت الدولة بالمعلم والاستاذ اهتمامها بعضو البرلمان؟لقد افنيت سبع وثلاثون سنة من عمري في التدريس وفي اللجان الامتحانية والتدقيقية وتقييم بحوث اساتذة من كافة جامعات القطر والاشراف على رسائل الطلبة وبحوثهم وكان طلبتي من العراق واقطار العالمين العربي والاسلامي فهل مُنحت مامنح اخي عضو البرلمان؟رغم ان بعضهم لم يحصل على شهادة جامعية وان البعض الاخر جاء بها من(مريدي)ودول الجوار,فهل تستوي الظلمات والنور؟وبالرغم من تضحياتنا الجسام وعيشنا مع اللئام واكلنا العلف الحيواني(الخبز الازرق والاخضر)يوم كان اغلب البرلمانيين يعيشون في دول الجوار والدول الاوربية علما ان بعضهم لايزال يحصل على راتب الدولة التي ضيفته وراتب البرلمان العراقي,والمضحك المبكي ان الدولة تعطي الاستاذ عشرين الف دينار عراقي اجور نقل وهي لاتكفيه يومان ذهابا وايابالجامعته وهو المجاهد والمضحي من اجل الوطن والساهر على خدمته, وتهب المركبات المصفحة والحماية وقطع الاراضي والملايين والجوازات الدبلوماسية والسفرات والايفادات والراتب التقاعدي الممتاز وكافة التسهيلات والامتيازات حتى ولو لدورة برلمانيةواحدة وتبخل على بناة الوطن بقطرات من خيرات العراق الذي تبتلعه الحيتان,حتى انني لم اسمع كلمة واحدة من بعضهم تعبر سلبا او ايجابا عن حال البلاد والعباد بل نقلت عدسات الفضائيات ضحك وتهامس بعضهم حين مر البلد بايام عصيبة سوداء! . هانحن قد عرفنا بان البرلماني العراقي هو البرلماني رقم واحد بالامتيازات والحقوق في العالم. فهل عرفتم الفرق بين المعلم والاستاذ والبرلماني؟ وهل يحق لنا ان تكون شرائح مجتمعنا بهذا الشكل المتطرف في تباينه؟