كثيرة هي الاسئلة وعلامات الاستفهام التي أثيرت حول الانقلاب العسكري الذي حدث في تركيا والنهاية التراجيدية التي قضت عليه وتداعيات هذه النهاية على واقع تركيا ومستقبلها السياسي والعسكري والاجتماعي وعلاقاتها مع جيرانها وحدودها تشتعل بنيران أحرقت أصابعها وجنتها ايدي سياستها الخارجية، ولكن تلك النهاية كان لها دروس مهمة يجب دراستها من حركة حزب التنمية والعدالة الذي زحفت لنصرته جماهيره لا بل أغلب الجماهير التركية وأكيد ان هذا الزحف الجماهيري لنصرة هذا الحزب لم تأتي لأنه قام بتعيين افراده في الوزارات او في الجيش والشرطة ولم تخرج لأنه أسس لهم مجالس إسناد لدعم الحزب أو صرف لهم رواتب من الدولة ولم يوزع عليهم سندات أراضي وهمية ولم يخرجوا لأنهم يعتبرون أردوغان مقدس وهو الزعيم الاوحد وكل ما ينطق به هو حق حتى لو كان ( خرط ) فلم يدعي تركي ان سيارة المرسدس التي يركبها أردوغام ستدخل الجنة بلا حساب ، ولم يهتفوا بأسمه (علي وياك علي ) ولا حتى (عمر وياك ) فلم يحشدهم طائفياً أو عرقياً ولم يفتي لهم أن من لم يخرج ستحرم عليه زوجته ، ولم يتعكز اردوغان على اسم أبيه او اسم جده أو أسم أسرته فلم أسمعه يوماً ذكر في خطابه تمجيداً بـ (ال اردوغان ) ولم يوزع (سمك مسكوف ) أو (لفات كباب) ليجمع حشود المناصرين وينزلهم الى الشارع بطلب واحد عبر سكايبي ، أذن كيف أستطاع هذا الحزب أن يحشد هذه الجماهير مرتين بهذه الكثافة مرة في الانتخابات عندما اختاروه ليكون الحزب الحاكم رغم أن تركيا تفتخر بعلمانيتها وهو حزب ذو صبغة اسلامية والاخرى عندما حصل الانقلاب فخرجت الجماهير مدافعة عنه بصدورهم العارية ؟
الامر ببساطة لأنهم قدموا للناس ما يريدونه من خدمات منذ فوزهم ببلدية اسطنبول فوجدوا المصداقية بالوعود التي قطعوها لم ينتخبونهم لانهم أدعوا الاسلام أنما وجدوا النموذج الاسلامي الحقيقي في رجالهم لم ينتخبوهم لأنهم من عشيرتهم او من حزبهم او من تيارهم او لصداقتهم او مقابل بطانية او صوبة او مبردة او حتى كارت موبايل وانما اختاروهم لإخلاصهم وتفانيهم في عملهم ولأنهم ارادوا ان يكون المنتج الجيد الذي لمسوه مستمر ومتواصل ولم يريدوا ان يخسروه فرفضوا أن يخوضوا تجربة أخرى مع العسكر أما السياسة التركية في المنطقة وأخطائهم فلم يكن لها التأثير الكبير على الداخل التركي رغم انها أثرت على بلدان الجوار بشكل سيء فالجمهور التركي حاله حال كل الناس يضع مصلحته أولاً وهم لمسوا الانتقالة الكبيرة مع هذا الحزب ضمن خططه الاقتصادية الاستراتيجية لزيادة الدخل للمواطن التركي وهكذا لم يشأ الاتراك خسارة هذه المنجزات فأين أنتم يا ساسة العراق الذين أتيحت لكم فرصة الحكم والشارع العراقي اليوم ينقم عليكم ويتمنى ان يستبدلكم الدرهم بالدينار حتى بات يترحم على ايام الطاغية السوداء أفلا تتدبروا أم على عقولكم أقفالها .