إنطلاقة واعدة مفعمة بالأمل والتفاؤل بالمستقبل ، كان العلامة المتميزة التي خرج بها المؤتمر التربوي النوعي الاول يوم السبت الثاني والعشرين من تموز 2016، الذي خصته الرئاسات الثلاث بحضور متميز وعلى أعلى المستويات ، كان على رأسهم رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري والدكتور فؤاد معصوم رئيس الجمهورية ومسؤولين رفيعين في الدولة والبرلمان والسلك الدبلوماسي.
بل انه يكاد يكون أول مؤتمر تربوي نوعي يحظى بمثل هذه الأهمية ، وفي ظرف إستثنائي يعيشه العراق ، واستطاع بفضل وزير التربية الدكتور محمد اقبال ، ان تسلط عليه الأضواء لمؤتمر يعنى بمسقبل اجيال التربية والتعليم ، ويحدد ملامح ستراتيجيتها وبنائها المستقبلي ، وينطلق بها الى حيث آفاقها الرحبة ، وأدائها وعطائها المتقدم على كل أصعدة التطور والبناء، واستطاعت التحضيرات التي هيأها مكتبه الإعلامي الخاص لتسهم بانجاح اعماله ومقرراته ، وتضفي عليها ، قناديل من الاشعاع ، تضيء درب الحالمين بركوب وتسلق ذرى المجد في أبهى صوره.
وكان للكلمة القيمة التي افتتح بها السيد وزير التربية الدكتور محمد اقبال الصيدلي الوقع الكبير الذي حفز الآخرين ، على إضفاء الصيغة العلمية مع التاكيد على بناء الشخصية العراقية الواعية الواثقة من نفسها ومن قدرتها على صنع المستقبل المشرق، بالرغم من كل التحديات التي تقف بوجه تطلعات العراقيين وأجيالهم ، وكانت مضامين المؤتمر فرصة لإثبات عرض تلك المنجزات التي تفخر وزارة التربية ووزيرها الاستاذ محمد اقبال بأن يكون هو رائد إنطلاقتها الواعدة الواثقة من نفسها، بأن من يشد الرحال الى عباب المجد لابد وان يعانق شموس التألق والابداع، حتى تفخر الاجيال بأن هذه المؤسسة العريقة ، وزارة التربية ، هي مصنع الفكر والعلم والممارسة والابداع، وهي مدرسة تنمي القدرات الفردية والجماعية لطلبتها الاعزاء، وترتفع بمكانة أساتذتها الى حيث الكفاءة المشهودة والبناء النوعي أفقيا وعاموديا، لتكتمل الستراتيجية التربوية وتعطي ثمارها ، وهي رافعة الرأس من ان الزرع الأخضر الذي ملأ الحياة بهجة وحبورا تحول الى حديقة غناء من المعرفة ، يغترف منها شباب العراق وأجياله مايشبع نهمهم الى حيث الآمال المشروعة والأماني الجميلة.
لقد أكد السيد وزير التربية في كلمته على ان المؤتمر إنعقد في وقتٍ يشهد فيه العراق تحديات غير مسبوقة ولاسيما الأمنية منها والاقتصادية، مشيرا الى ان خطر داعش من جهةٍ أفضى إلى نزوح مئات الآلاف من الطلبة وتهديد مستقبلهم العلمي، والأزمة الاقتصادية التي أوجبت علينا تقليل الإنفاق الحكومي على التربية من جهة أخرى؛ فأضحت الأزمة مركَّبة ومُعَقَّدةً في الوقتِ نفسهِ، ووسط ذلك كلِّه تتعالى الأصوات منادية بالإصلاح والتغيير نحو الأفضل، وذلك متأتٍ من كون التربية تشكل أحد مفاصل الحياة المهمة في المجتمع، فهي جزء من منظومة مجتمعية كبرى تشمل المجتمع كلّه سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ومن ثَمَّ لا يمكن عزل أي إصلاح للتربية عن التوجه السياسي للدولة من جهة، والواقع الاقتصادي الذي تعيشه من جهة أخرى.
ويضيف ..لقد كان الدور الكبير الذي تقوم به وزارة التّربية وتحمّلها أعباءَ جسيمة ومواجهتها لتحدّياتٍ كبيرة، على أنها استطاعت بفضل الله وجهود المخلصين من ابناء العراق الغيارى ومنتسبي الوزارة أن تتصدى لجلِّ ذلك وكانت رائدة في معالجة الأزمات والتحديات ووضع الحلول الناجعة لها فوفرت التعليم لأكثر من مليون متعلم نازح في داخل العراق وخارجه، وافتتحت مديريات للتربية في اقليم كردستان العراق نظيرة للمديريات الأساسيّة في المناطق والمدن التي ترزح تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابيّ وافتتحت أكثر من خمسمئة مدرسة لاستقبال تلاميذ تلك المناطق وطلبتها، ولم تغفل وزارتنا تضحيات مقاتيلنا الأبطال من الحشد الشعبي والعشائري الذين وقفوا في سوح الجهاد والدفاع عن الوطن فذلَّلت المعوقات كلّها التي تقف حائلًا أمام إكمالهم مسيرتهم الدراسية وأداء امتحاناتهم النهائيّة.
وركزت كلمة السيد الوزير على إنَّ بناء الإنسان والعمل على تحقيق رؤية الدولة في بناء الشخصية العالمية من أولويات الوزارة، وتحقيق أهدافها وطموحاتها في بناء تلك الشخصية، أمَّا تحقيق النجاح فهو مساعدة الأفراد في أن يكونوا فاعلين ومؤثرين في الحياة، وأن يكونوا قادة قادرين على بناء الوطن وإعادة إعماره.
واشار الوزير محمد اقبال الى ان الإصلاح التربوي يعد استجابة الحاضر لتحولات كبيرة وعظيمة سيشهدها العراق في المستقبل.. وأحسبُ: أنَّ المستقبل الذهبي أمامنا وليس خلفنا، وأمام التربية اليوم عصر ذهبي تفرضه مهمّات كبيرة ومسؤوليات لا يُستهانُ بها وتحدّده حاجة العراق إلى التعايش السلمي ونبذ التطرف والإرهاب واشاعة روح الأخوة والمحبة والسلام… حقًّا: أفضل مشروع هو التربية.، مؤكدا أن الرؤية المستقبلية للوزارة تتجلى في ان الجميع يدرك أنَّنا نعيش في عالم دائم التغيير، وعليه فالمواكبة والمواءمة تفرض الجري سريعًا للحاق بما ينسجمُ وطبيعة المجتمع العراقي.
وبناءً على ماتقدَّم أوضح السيد الوزير انه لابُدَّ من قفزة نوعية لتحقيق التطور والتقدم، وتنمية المواهب الكامنة لدى الأفراد وتحسين نوعية التعليم ليس بوصفه حق الإنسان العراقي فحسب، بل الواجب يدعونا إلى حماية ذلك الحق والحفاظ عليه، لافتا الى ان الوزارة تضع الجانب التشريعي في مقدمة الرؤية المستقبلية لاعتقادها أنَّ الجانب الدستوري والقانوني هو الأساس والقوة الذي يستند اليها الاصلاح والتطور والتغيير نحو الافضل. لذك بدأت الوزارة بإعادة النظر بالقوانين والأنظمة الخاصة بالتربية والبحث عن صيغ واساليب تطور عملها نحو الافضل.
ويؤكد مختصون بشؤون التربية والتعليم ان المؤتمر النوعي الاول هذا لوزارة التربية شهادة تقدير للسيد وزير التربية الدكتور محمد اقبال بأنه حصد من علامات النجاح والتألق ، مايمنحه قدرا كبيرا من الثقة والقدرة على التميز والابداع ، لتتحول الوزارة الى ورشة عمل تساعد على بناء أجيال متسلحة بالعلم والنفتاح الفكري والاضافات النوعية، بالاستفادة من خبرات دول العالم المتمدن في مجالات التربية والتعليم ، والمشاركة في كل المؤتمرات وحلقات البحث العلمي التي تغني مسارات التربية وتسهم بتطورها نحو الافضل، وهو ما كان هدف هذه الوزارة على أكثر من صعيد.
تحياتنا للدكتور محمد اقبال وزير التربية ، لأنه اسهم بإنجاح هذا المؤتمر ووفر الدعم الكبير له من أعلى مستويات الدولة والبرلمان ، لتكون عونا له وشاهدا على ان الرجل كان له بصمة مشهودة ، بل إضافة نوعية للمسار العلمي والتربوي، وامنياتنا لهذه الوزارة ولمكتبها الاعلامي الخاص الذي كان له ايضا الاسهامة الفاعلة في انجاح هذا المؤتمر مايمنحه كل مجالات النجاح والانطلاقة الواعدة ، والى مستقبل مشرق للاجيال العراقية بعون الله وهمة كل اخيار العراق الساعين الى إعلاء شأن بلدهم بين الأمم.