17 نوفمبر، 2024 9:45 م
Search
Close this search box.

أسماء وغباء/ج1

” الأسماء لها تأثيرها، في المُسمى والمُستخدِم والسامع، ولها عِلمها الخاص، الذي بحثتهُ الفلسفةُ منذُ آلاف السنين، فعندما يكتب الكاتب مقالاً أو يؤلف كتاباً، قد لا يقف في المقدمة والعرض والخاتمة، كما يقف أمام إختيار العنوان، ذلك أن العنوان أو الإسم يُمثل واجهة المنشور، وهو المتصدر على غيره، والذي سيحقق جذباً للمتلقي، أو صرفاً دون إكتراث.”(حيدر حسين سويري _ مقال”جدلية الأسماء عند الأحزاب العراقية” )
(داود العراقي العربي _ مقال” أسماء كالسهام القاتلة بنحور العملاء” 11/تموز/2008)
لقد قامت الحكومة الجمهورية القاسمية بتغيير العلم العراقي، ثم قام القوميون العارفييون بذلك أيضاً ثم تبعه البعثيون البكريون والصداميون، ولم يعترض أحد، ولكن عندما طُرح الموضوع في العهد الجديد، قامت الدنيا وقعدت بعد العدول عن التغيير! لماذا؟!
أُثيرت قبل أيام شائعة قيام إدارة العتبتين(الحسينية والعباسية) بتغيير إسم محافظة بابل، وحدث ضجيج كبير حول المسألة! وسؤالنا لماذا أُثيرت هذه الشائعة؟ وما الغرض منها؟ نقول:
أولاً: محاولة تشويه صورة إدارة العتبتين، بعد النجاح غير المسبوق لهما، في مجال الإستثمار والسياحة الدينية، وإلا فكلنا يعلم أنهُ ليس من صلاحيات الإدارة تغيير إسم المحافظة!
” لكل شيء في الحياة اسم يعرف به، وللمدن – خاصة – اسماء تعرف بها، والمصادر تحدثنا عن مدن في
العالم سميت بأسماء شخصيات، واسماء تاريخية ذات معنى ما، او اسماء مأثرة عرفت بها تلك المدن.
ولكي لا يطيل بنا الحديث، نقول ان مدن العراق اطلقت عليها اسماء ذات جذور مختلفة، فهي اما انها قد
سميت بأسم الشخص الذي بناها، او سميت بأسماء ذات جذر تاريخي، او مأثرة تاريخية، وقد ارتأت الحكومة
الوطنية في منتصف السبعينات على تبديل بعض اسماء المدن لاسباب عديدة من اهمها الاسم القديم الذي
كان يطلق على الرقعة الجغرافية للمنطقة او المدينة، او لدلالات تاريخية لها علاقة بالمنطقة، فتغيرت اسماء
محافظات عديدة، نذكرها :
– محافظة الموصل اصبحت محافظة نينوى.
– محافظة تكريت اصبحت محافظة صلاح الدين.
– محافظة كركوك اصبحت محافظة التأميم.
– محافظة الرمادي اصبحت محافظةالانبار.
– محافظة الحلة اصبحت محافظة بابل.
– محافظة الديوانية اصبحت محافظةالقادسية.
– محافظة السماوة اصبحت محافظة المثتى.
– محافظة الكوت اصبحت محافظة واسط.
– محافظة الناصرية اصبحت محافظةذي قار.
– محافظة العمارة اصبحت محافظة ميسان.”
ثانياً: إرسال رسالة واضحة لكل مَنْ يفكر أو يحاول تغيير أحد أسماء المحافظات، أو حدودها الإدارية، وهذا هو النفس البعثي الذي ما زال قائماً إلى الآن…
يعترف الكاتب البعثي، صاحب الأسم المُستعار(داود العراقي العربي): أن الحكومة ويضيف كلمة(الوطنية) قامت بتغيير أسماء المحافظات، لأنها إرتأت! فيريدنا أن نفهم بأن كل من يحاول التغيير اليوم فهو غير وطني، وأن الحكومة الحالية لو قامت بتغيير أي إسم لأي محافظة فإنها حكومة غير وطنية!
وسؤالنا لهُ ولجميع مَن يوافقهُ الرأي: بما أن الحكومة السابقة إرتأت، فلماذا لا يحقُ للحكومة الحالية أن ترتأي؟!
بقي شئ…
أتمنى من القراء قراءة مقال المدعو(داود العراقي العربي) ليروا لماذا إرتأت الحكومة السابقة تغيير الأسماء، أبسطها إطلاق إسم واسط على محافظة الكوت، لأن الحجاج بن يوسف الثقفي هو مّن أطلق عليها هذا الأسم!

أحدث المقالات