مئة ألف يزيد أو يقل هي أعداد المتظاهرين والمعتصمين أما بوابات المنطقة الخضراء في بغداد, مطالبين بتغيير وزاري او تغيير شاكلة الحكم أو حتى لا يعرفون مالذي يحاولون تغييره , فقط هب الملايين , يقال انهم ملايين ولكنهم ليسوا بملايين اطلاقآ , تلبية لنداء قائدهم المذهبي ( مقتدى الصدر ) والذي حسب أعتقادهم انه احد ابناء المرجعية وآل البيت , حيث يعتقد هؤلاء أن ما يقوله قائدهم هو الفيصل وهو الحق , لانه مشارك في العملية السياسية ويعلم بخباياها , ولآنه يملك العين الحمراء في محاسبة المفسدين والمرتشين , وهذا ما حصل عندما حاكم وزرائه واعضاء كتلته .
أوعز مقتدى الصدر جماهيره وباقي العراقيين للخروج بتظاهرات للمطالبة بالاصلاح السياسي في الحكم في العراق , والذي يشكل مقتدى الصدر 30% من النظام السياسي الحاكم في العراق , مدعيآ أن الفساد يقبع في منازل وغرف المنطقة الخضراء المحصنة تحصينآ جيدآ , وللأسف انطلت الحيلة على بسطاء وعوام الشعب العراقي وبالأخص أتباع التيار الصدري أنفسهم , عندما أعتقدوا ان المفسدين والوزراء والنواب والمدراء يقبعون في المنطقة الخصراء , ولا يعلم ألكثير أن أغلب السياسيين مزدوجي الجنسية , اي مواطني بلدان العالم المتقدم كبريطانيا والمانيا واميركا وفرنسا وايطاليا , وهؤلاء يعتبرون مواطني هذه الدول , وفي حين حدوث مشاكل أمنية في بلد ما , الدول هذه تسارع لأجلاء مواطنيها من الخطر , يا لسخرية القدر , يهرب اللص وهو محمي , وتذهب اموال موازنات العراق هباءآ منثورآ .
ما هو الامر الصعب ليفهمه العراقيين من ان المظاهرات ومطالبات الاصلاح أنما هي فقط جس نبض الشارع العراقي الذي يغلي وسرعان ما يتبخر ويتلاشى , الشعب الذي يعاني كلا الامرين من أرهاب وفساد , ويحاول ان ينقذ مستقبله أو ما تبقى منه , بخروجه بمظاهرات مطالبة بالاصلاح امام المنطقة الخضراء التي لا يقطنها مئات من السياسيين مع الالاف ربما عشرات الالاف من العناصر الامنية والحمايات . وهذا يضع المتظاهرين الذين يتركون عوائلهم واعمالهم و مصالحهم في سبيل الوصول الى حل حقيقي و واقعي ملموس للأستقرار السياسي والقضاء على الفساد خطوة بخطوة , الأمر المريب أن المتظاهرين المدنيين يعتقدون بنفس الاراء والافكار لذاك الصدري حول خطابات مقتدى الصدر , الأسف يعتلي جسد المدنيين والعلمانيين , لأن المد الاسلامي او المتأسلم الذي عصف و جلب الويلات للعراق مازال قويآ ويتحكم بمستقبل و واقع هذا البلد , بعد أن دمر ماضيه بحروب لا أخلاقية لا تنتمي لصنف البشر بشيء سوى أنتمائها للجهل المقدس .
لمن يطالب بالاصلاح ليطالب به امام البيت الابيض , وفي الغرف البيضاء التي يجلس فيها أوباما وعناصره الاستخباراتية , فهم يعرفون تفاصيل الحياة اليومية في العراق بمختلف تفاصيله المملة , فهم يعطونكم النصح الأمثل , ولكن مقتدى يعطيكم الجس الأمثل لنبض غليانكم الوطني .