يرحب العراقيون بقرب قدوم عيد الفطر المبارك باعتباره مناسبة للتصالح والتآزر واضفاء اجواء الفرح والبهجة على القلوب، وتبديد مشاعر الحزن التي تلازم البلد الجريح.ويمر العيد على الغالبية العظمى من العراقيين في ظل ظروف صعبة ومأساوية ترتبط باجواء الحرب والعنف والدمار وتدهور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية الى جانب الضغط على الرواتب وازدياد عمليات النزوح واللجوء والنزوح والتهجيرويشكو العراقيون من تدهور الوضع الامني ويعتبرون انه السبب الاساسي لضياع طعم فرحة العيد.كما تثقل ارتفاع اسعار المواد الغذائية والحلويات وملابس العيد كاهل الاسر .وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لخفض الاسعار النارية والجنونية والرأفة بجيب المواطنين.ويطالب مغردون من الحكومة بالتنبيه على اصحاب المحال ومحاسبتهم في حال مخالفتهم لقوانين البيع واحتكار البعض منهم للسوق.وتكتظ شوراع العراق اثناء العيد بحركة مرور خانقة.فعلى سبيل المثال تغلق الشوارع المؤدية الى متنزه الزوراء ويفقد الاطفال فرصة كبيرة للهو والمرح بين ارجاءه.وتضطر الكثير من العائلات اثناء العيد الى البقاء في بيوتها اوالخروج سيرا على الاقدام للترفيه عن فلذات اكبادها.وقال الحاج ابومصطفى (59عام متقاعد) بغاضب “فرحة العيد لن تكون فرحة بالمعنى الحقيقي لان الاسعار مرتفعة والطرق مغلقة والانفجارات تزداد والوضع الامني ينهار”.
واضاف “بقي من العيد فقط اسمه، وفرحته اصبحت مبتورة، كما غابت البسمة عن وجوه اطفالنا بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية وارتفاع اسعار الحلويات والملابس”.واكد ابومصطفى ان الاسر تلجأ الى سياسة التقشف، كما تعجز عن شراء مستلزمات العيد الاساسية.
وقالت ثناء عبدالرضا ( 52 عام ربه بيت) : “اصبح ارتفاع الأسعار ظاهرة طبيعية، وشهدت اسواقنا قبل بداية شهر رمضان باسبوع ارتفاعا كبيرا في اسعار المواد الغذائية”.واضافت “كما ان العيد مناسبة يستغلها اصحاب المحال لتحقيق ارباح مضاعفة على حساب ضعاف الحال”.
وقالت ثناء بلهجة حزينة “ارتفاع الاسعار وغلق منافذ بغداد والطرق والجسور التي تربط بين الكرخ والرصافة تقدم فرصة من ذهب لاصحاب المحال لرفع اسعار البضائع بطريقة جنونية لا تبالي بالمقدرة الشرائية المتواضعة لاغلب العراقيين”.
واردفت بالقول “اتألم لمشاهدة اطفالي ينتظرون العيد بفارغ الصبر، في حين انني اعجز عن ادخال الفرحة الى قلوبهم”.
وقالت بنبرة تحمل الكثير من الالم بداخلها “ليس لنا عيد، هو فقط مجرد اسم، ومناسبة مع ايقاف التنفيذ كما ان العالم باجمعه يشاهد ما يعانيه المواطن العراقي اليوم من فقر وجوع والم”.
وقالت الاعلامية حوراء خالد: “ضاعت معاني العيد حيث تجتمع شمل العائلات ويكون مناسبة لتبادل الزيارات والخروج في نزهة جميلة تبقى محفوظة في الذاكرة”.
واضافت “لم تعد العائلات تتجمع مثل قبل بسبب غلق الشوارع والطرق الرئيسية في العيد خوفا من عمليات ارهابية جديدة ودامية”.
وقالت بنبرة فيها حنين الى الماضي “لم نعد نتذوق طعم العيد بسبب الاوضاع المتردية، ماذا سيضيف لنا وقد فقدنا ذوينا بسبب الانفجارات الدامية والبشعة لم تفرق بين العراقيين على اختلاف مذاهبهم وافكارهم”.
وتطرقت الاعلامية الى وضع البلاد المضطرب، وعجزها عن دحر افة الارهاب وايقاف صوت الرصاص ومشاهد القتل و العنف.
واضافت “الحكومة لم تقدم الحلول لانقاذ العراقيين من براثن الفقر والجوع والعنف، اي عيد ودماء اولادنا لازالت حارة”.
كما وجهت اللوم الى النخبة السياسية واعتبرت ان اغلبهم لا يبالون بمعاناة المواطن، ولم تستبعد ان يقوم البعض منهم بقضاء عيد الفطر خارج البلاد للتمتع باجواء الفرح والبهجة المحيطة به في دول مستقرة وامنة.
كما اعتبرت ان موجة النزوح واللجوء الى دول اخرى هربا من بطش الارهاب ترسم صورة قاتمة لعيد فقد طعمه ومعناه رغم قداسته واهميته في نفوس المسلمين.