استطاع مرض السرطان في الآونة الأخيرة؛ أن يفتك بالمجتمعات بصورة متنامية وكبيرة، المرض الذي عرفه يفسره الطب بأنه: انتشار وانقسام ونمو خلايا بشكل لا يمكن التحكم فيه، وتمكن هذا المرض من إصابة كافة أعضاء جسم الانسان (أعاذكم الله)، وغالبا ما تغزوا الخلايا المتنامية النٌسج القريبة والمحيطة بها، في العراق وفوق الامراض السرطانية أصبنا بمرض الخلايا النائمة.
الخلايا النائمة: مجموعات إرهابية تنمو وتنتشر في ظل اهمال الحكومة، للوضع الأمني وضعف في الجهد الاستخباراتي، تنقسم هذه الخلايا مسيطرة على كل من بجانبها وتشكل عيون ترصد تحركات المجتمعات، لتلقي بأخبارها في أحضان الإرهاب، الخلايا النائمة إرهاب عم بلدان كثيرة وكبيرة؛ كخلية ديترويت في أمريكا وخلايا البعث الصدامي في العراق، وخلايا الإرهاب الداعشي في كثير من البلدان العربية.
استطاع تنظيم داعش الإرهابي احتلال مدن غرب العراق، بواسطة تلك الخلايا المتخفية بين السكان، التي بثت دعايات جعلت من القوات الأمنية تنسحب دون مقاومة تذكر، وبتواطئ من قادة متخاذلين، الخلايا النائمة تشكل خلايا سرطانية قابعة تحت حركة السكان، والتهاون بإستئصالها يسبب الانتشار وعدم السيطرة، مما يعرض بغداد وحزامها للخطر المحدق.
لاستئصال تلك الغدة المعدية لابد من تكثيف الجهد الاستخباراتي والأمني، لتلافي حدوث خروقات امنية كانت انفجارات الكرادة آخرها، والتي فسرها مراقبون ضعف في الخطط الأمنية، وفساد داخل أروقة القادة الأمنيين، الذين تسنموا على عرش امن العاصمة منذ أكثر من عشرة سنوات تقريبا.
لابد من كشف تلك الخلايا وانهاء عملها كي لا تصيب كافة أعضاء الوطن، وتفتك به مخلفة جيلا من الارامل والايتام، ولابد من تحكيم وتشديد الحماية على مناطق حزام العاصمة (الدورة، عرب جبور، هور رجب، البوعيثة وغيرها)، للحد من العمليات الإرهابية التي فاقت بمفعولها الخلايا السرطانية.
لتحكيم الطوق الأمني وحماية المواطنين، لابد من البحث وبجدية ودقة عن كل تلك الخلايا، التي ربما تغلغلت في المنظومة الأمنية، او قد يكون أحد قادتنا صيدا سهلا لتحقيق تلك الخلايا المتخفية كل مآربها من خلاله، محاربتها وتضييق الخناق عليها لا يحدث الا بتفعيل الجهد الاستخباراتي بصورة جدية، للتمكن من استئصال ذلك الورم.
خلاصة القول: الخط الفاصل بين الخلايا السرطانية والخلايا النائمة؛ ان الأولى تهاجم جسم الانسان، فيما تفتك الثانية بالإنسان بأكمله، فتخلف ملايين العوائل المضطهدة وارتال من الارامل والايتام.