لابد للجيش في أي بلد من البلدان أن يكون عقائديا، ليأخذ على عاتقه؛ صيانة، وحماية البلد من المخاطر، المحدقة أو التي ستحدق به، فأن يكون الجيش عقائديا، في المعنى اللغوي؛ يجب أن يعقد، أو يبرم، أو يوثق، ليثبت، مع نفسه وأمام الخالق؛ انه جيشا مخلصا للبلد، أما اصطلاحا فهو الإيمان الجازم الذي لا يتطرف إليه شك لدى حماية وحفظ البلد من أية مخاطر.
في العراق؛ وأقولها مع شديد الأسف، لا يوجد لدينا جيشا عقائديا، وبسبب السياسة الرعناء التي انتهجها البعث المجرم، ليجعل من الجيش؛ جيشا بعثيا باحتراف، وبعد سقوط البعث البائد تفاءلنا خيرا، بأن ننقذ جيشنا من صفة اللاعقيدة التي طغت عليه، لكن دون جدوى، فما كان من عزيز العراق؛ إلا إن يطالب بتشكيل اللجان الشعبية التي تكون مهمتها؛ حماية المناطق السكانية، وظهيرا ساندا للقوات المسلحة، أبان سنوات الفتنة الطائفية، (من عام 2005 إلى 2007) والتي ستكون مؤسسة منخرطة مع الدوائر الأمنية.
السيد الراحل عبد العزيز الحكيم (قدس سره)، يبدو انه أعظم سياسي عراقي، لم يفهمه سوى قلة!!، فعندما أطلق السيد الراحل؛ فكرة اللجان الشعبية، جميع السنة والشيعة اتفقوا؛ على إن الحكيم يريد أن يؤسس مليشيات تضاف إلى مليشيا بدر آنذاك، فحوربت الفكرة المتحضرة التي تمهد؛ إلى تشكيل جيشا عقائديا محترف.
مرت السنوات وإذا بالجيش قد هزم، من قبل عدوين اثنين، الأول داعش الإجرامي، والآخر القيادات التي باعت الوطن واشترت الذل والعار، هنا تطورت فكرة اللجان الشعبية، لتتمخض عن حشدا شعبي أصبح لسيقا للقوات الأمنية، لا بل في مقدمتها، لمقارعة الزمر المتطرفة، وخلال ستة أشهر استطاع هذا الحشد العقائدي؛ من إحداث تطورات أمنية أثرت على السياسة العالمية.
ماذا لو استمعنا لدعوة عزيز العراق، وأسسنا هذا الحشد قبل عشرة سنوات، وبمثل هذا الجيش العقائدي، انه تصور قبل حدوث الخطر، وهكذا يفكر العظماء، لكن الانتخابات تحتاج إلى تسقيط واتهامات، لله درك أيها العزيز، استنسخت ما بقلب المرجعية، وكأنك تعلم ما يدور بخوالجها، كيف لا وأنت ابن ذلك المرجع العظيم زعيم الطائفة، الإمام محسن الحكيم (قدس سره).
خلاصة القول: عزيز العراق كان قطب الرحى في العملية السياسية، وتحمل مسؤوليات جسام، حيث استطاع ان يستلهم كل ايام الجهاد ضد البعث، ويزحها في رحم تيار شهيد المحراب، لتتأسس منها سرايا عاشوراء والجهاد وأنصار العقيدة، وتكون لجان شعبية لم تؤمن مدنها فحسب، بل حررت تكريت والرمادي والفلوجة وغيرها كثير.
سلام.