يعرف الخوف بانه شعور قوي ومزعج تجاه خطر اما حقيقي او خيالي .. والخوف هو العدو الاعظم للانسان وهو السبب وراء الفشل والمرض وخلل العلاقات الانسانية .. ويخاف ملايين الناس من الماضي والمستقبل والشيخوخة والجنون والموت .. والخوف نوعان خوف موضوعي وهو الذي ينشأ نتيجة خطر حقيقي يهدد حياة الانسان وسلامته وهناك خوف غير موضوعي وهو الذي ينشأ عن مواقف لاتهدد الانسان باخطار حقيقية كالخوف من الظلام او الخوف من الاماكن المغلقة او المرتفعة .. وغالبا ماتقوم الحكومات ببث الاشاعات لزرع الخوف والرعب بين المواطنين لغاية في نفس يعقوب مثلما حصل في زمن السلطانة ” ساتي ” احدى سلاطنة المغول عندما كان المغول يحكمون بغداد حيث بثت اشاعة مفادها وجود طنطل في احياء بغداد وهي خزعبلات انتشرت لبث الرعب ولاخافة سكان بغداد وجعلهم يلازمون مساكنهم اثناء فترة المغرب والليل .. هذه الاشاعة ولدت رعب بين السكان مما اضطرهم الى المكوث داخل منازلهم الا ان هذا الوضع لم يرق لبعض العراقيين من اصحاب النخوة والشجاعة فخرجوا لملاقاة الطنطل لقتله الا انهم لم يجدوه واشاعوا بين الناس ان هذه الاقاويل اشاعة حيث لاوجود للطنطل في احياء بغداد فتخطى البغادّة حاجز الخوف وبدأوا يخرجون ليلا مما اغاض السلطانة ” سادي ” فقامت ببث اشاعة اخرى تقول ان الطنطل لايأخذ شكل البشر وانما قد يكون قطة سوداء او كلب اسود ينقض على الضحية .. هذه الاشاعة اعادت الخوف للسكان فلزموا بيوتهم خائفين مرعوبين لكن هذه الاوضاع لم ترق لمواطن بغدادي يتصف بالشجاعة فخرج يبحث عن القطط والكلاب السود وقتلها دون رأفة فاطلق عليه سكان بغداد ” ابو سودة ” لكن هذا الحال لم يعجب السلطانة ” سادي ” فدبرت ” لابي سودة ” مكيدة تم خلالها قتله ورمي جثته قرب النهر واشاعت بين السكان ان شيخ الطناطل وكان كلبا اسود كبير الحجم هاجم ” ابو سودة ” وقتله بعد ان مزق جثته ..وعاد سكان بغداد الى حالة الرعب من جديد وبدأوا يلزمون بيوتهم ليلا ..
وقصة الطنطل تعيد بنا الذاكرة لقصة ” ابو طبر ” الذي ظهر بداية السبعينيات من القرن الماضي وخلق ظهور ” ابو طبر ” الرعب بين سكان بغداد حتى لازموا منازلهم ليلا وهم يحتضنون اسلحتهم للدفاع عن انفسهم وعوائلهم من هجوم محتمل يقوم به ” ابو طبر ” الذي بات كقصة الطنطل .. واتضح انه مواطن عادي لايشبه الطنطل لكن الحكومة جعلت منه كائنا بشريا غير عادي يمتلك القوة والاندفاع للتنكيل وقتل العوائل العراقية لاسباب مازالت مجهولة
وحكاية الطنطل وابو طبر تذكرنا بالاشاعة التي بثتها الحكومة الحالية عن تصدع جدران سد الموصل واحتمال انفجاره ليغرق مساحات واسعة في العراق من ضمنها العاصمة بغداد حيث ذكرت الروايات واغلبها مبالغ بها ان مستوى منسوب المياه في حال انفجار السد سيصل ارتفاعه في بغداد الى اربعة امتار .. هذه الروايات المبالغ بها خلقت رعبا بين السكان وكانت حديث الشارع العراقي الذي بدأ باتخاذ الاجراءات الضرورية والمناسبة للتحرك لدرء خطر الفيضان في حال وقوعه حتى ان البعض من المواطنيين بدأ بشراء طوافات انقاذ من الغرق شبيهه بالطوافات المستخدمة في طائرات السفر .. فيما بدأ اخرون رسم وتحديد اماكن نزوحهم من بغداد باتجاه جنوب العراق في حال حدوث الفيضان .. وانا العبد لله كنت اراقب يوميا مناسيب المياه في نهر دجلة لدى عبوري جسر الجمهورية لمعرفة ارتفاعها لاتخاذ الحيطة والحذر في حال ارتفاع مناسيب المياه اكثر لكي لا اكون وعائلتي ضحية فيضان مفاجيء يجعلني مشلول الارادة .. لكني وللحقيقة لم اجد اي ارتفاع في منسوب المياه لا بل ان الايام اثبتت ان مناسيب المياه منخفضة ولم تشهد اي ارتفاع يهدد السكان .. فعادت بي الذاكرة لقصة السلطانة ” سادي ” واشاعتها حول وجود الطنطل الذي يرعب السكان .. فلم يجد سكان بغداد الطنطل الذي تحدثت عنه السلطانة ” سادي ” فيما كانت مياه نهر دجلة مستقرة ولم تشهد ارتفاع في مناسيب المياه حتى بانت عورته فلم نرى ” ابو علي ولا مسحاته ”