17 نوفمبر، 2024 10:23 م
Search
Close this search box.

الحُلم الوطني!!

الحُلم الوطني!!

الوطن كائن حي له تطلعاته وأحلامه المعبّرة عن الإنسان الذي يحيا فيه.
ولا يمكن لوطن أن يكون ويتقدم من غير حلم حضاري متوهج ومنطلق إلى آفاق الصيرورة المطلقة.
وحلم الوطن حصيلة أحلام أبنائه المتفاعلة بإيجابية وإصرار على التخلق والإنطلاق.
وعندما تغيب الأحلام الجماهيرية يضعف الوطن ويتلاشى.
ولكي تسحق الوطن والإنسان عليك أن تقتل الحلم الوطني وتصادره.
والأوطان القوية المتقدمة مصابة بوسوسة إدامة روح وحيوية الحلم الوطني, وتجدده ومسابقته للزمان وإنتصاره على قيود المكان.
فترى الحلم الوطني الأمريكي – مثلا – قد تخطى حدود البلاد وسرى في أعماق الإنسان في أرجاء الدنيا.
وأصبحت بعض الأوطان تقرن قوتها وتقدمها بتوهج حلمها وتوقده الدائم , وإن ضعُفَ هذا الحلم فأنها تكون في حالة إنذار وتأهب , وجد وإجتهاد للبحث عن أسباب وعوامل يقظته وتفتحه الحضاري.
وبما أن الحلم الأمريكي كبير ومتجدد , فأن قدراتهاعلى التغلغل والسيطرة على الإنسان والمكان في الأرض متواصلة وفعالة , ولا يمكنها أن تسمح لطاقات حلمها أن تذوي وتغيب.
بينما في مجتمعاتنا المتعثرة بكل شيئ , يغيب الحلم الوطني تماما وينتفي وجوده , ولا تجد غير التفاعلات الضيقة الأفق , والمرهونة بطاقات وقدرات الوصول إلى السلطة والجلوس على الكرسي , والتعبير عن سلوكيات الأمّارة بالسوء والبغضاء.
إن غياب الحلم الوطني يؤدي إلى تداعيات حضارية , ونكبات إجتماعية تدمر الأجيال , وتجردها من فرصة المشاركة في صناعة الحياة الأفضل.
وجميع المجتمعات التي أشرقت وأثرت في الحياة , سعت وراء تحقيق حلمها الوطني , الذي عبّر عنه قادتها ورسخوه في أذهان الجماهير , وذلك واضح في الثورة الصينية والأمريكية وفي مسيرة المجتمعات المتقدمة , التي إنطلقت في مشوار إنجاز مشروع حلمها الوطني , الذي وجدت فيه قوتها وقدرتها على الوصول إلى تفتح رسالتها الحضارية.
ولا يمكن لمجتمعاتنا أن تكون وتتقدم وتعاصر , من دون رؤية حضارية واضحة معبّرة عن الحلم الوطني لكل مجتمع.
فالثورات الجديدة والديمقراطيات المتحركة في المجتمع , لا تستطيع أن تصل إلى مستوى أفضل من الواقع الذي ثارت عليه , إذا أغفلت الحلم الوطني , وعجزت عن تغذية الأجيال بمداد الصيرورة الإنسانية الحضارية , المتفقة وما في المجتمع من طاقات وإرادات صيرورة ونماء أكبر.
فما هو حلمنا الوطني؟!!

أحدث المقالات