معلوم ان البطالة تفشت بصور مخيفة في بلدنا , الموظف في العراق هو الوحيد الذي يملك لقمة عيش مؤمنة نوعا ما تاتيه نهاية كل شهر باستثناء ذلك فلم يعد للفرد العراقي اي فرصة عمل فلا توجد معامل ولا مصانع حكومية وحتى القطاع الخاص دخل مرحلة السبات , الشاب العراقي والشابة في حالة ياس وملل وضجر ماذا يفعلون بعد ان اكملوا الدراسة الجامعية ولا امل لهم بالتعيين لان المبلغ المدفوع للحصول على اي تعيين لا يقل عن 10000 دولار .
.
في ضل هذا المناخ من البطالة والفقر فمن السهل ان ينخرط العاطل عن العمل في اي نشاط يعود عليه بالمال سواء كان النشاط تنظيم القاعدة او النسخة المحدثة منها تنظيم داعش او النسخة المقابلة لها المليشيات و عصابات الخطف والسطو المسلح والجريمة الغير منظمة هذا للرجل العاطل اما المراءة العاطلة فلا يوجد لها غير الدعارة التي ازدهرت ولمع بريقها حتى احتل العراق كما شاهدنا اخيرا في احد التصنيفات الدولية المرتبة الاولى في الدول سيئة السمعة.
.
انا هنا اخاطب العاطلين عن العمل واخص بالذكر الشباب الذي لا يتحمل قلبه القتل والذبح لانه معلوم ان التنظيمات التي ذكرتها اعلاه لا تتعامل الا بالدم , وان عملهم مضني ومجهد ويحتاج قوة عضلية ويحتاج ايضا الى قلب ميت يتحمل اقسى المشاهد ,,, لماذا تغفلون عن مهنة جميلة انيقة ذات مردود مالي واجتماعي ووجهوي كبير جدا ولا تحتاج الا لامور بسيطة جدا جدا ؟؟ انها مهنة المعمم , كل ما تحتاجون اليه عمامة سوداء او بيضاء حسب ما يلائم لون بشرتكم ودشداشة بيضاء لابد ان تكون بيضاء لان البياض له تاثير على عقل المشاهد وعباءة سوداء او اي لون حسب مزاجكم مع ضرورة وجود لحية سوداء كثة وفي حال عدم توفرها عليكم باستخدام الاصباغ والاستعانة بحلاق انيق يرسم على وجوهكم لحية انيقة او في اسوء الحالات استخدموا لحية مستعارة المهم لا تنسوا اللحية الى هذا اللحظة اكتمل مظهرك كمعمم .
.
بعدها نصل للمرحلة الثانية في طريق حصولك على وظيفة معمم , تحتاج ان تحفظ كم من العبارات المعممية التي تقولها بسبب او من غير سبب اي عبارة عادية تقوله تحشر معها واحدة من العبارات المعممية .
.
المرحلة الثالثة تسويق اعلامي بسيط لا يتعدى 3 او 4 صفحات من صفحات التواصل الاجتماعي تطبل وتزمر لك وتنشر صورك وتوصلك الى منزلة تساوي الانبياء او اكثر قليلا لا ضير , مع اختراع قصص واساطير عن بطولاتك وعن ما تراه من رائ في المنام .
.
المرحلة الرابعة تحتاج الى 3 او 4 من المرتزمة يسيرون خلفك ويعبدونك ولا ضير ان سجدوا لك .
.
انت الان معمم مبروك لا تنسنا او بالاحرى لا تنساني انا شخصيا من اي هبة او عطية لانك الان وبعد ان نلت وظيفة المعمم تصول وتجول وتسلب وتنهب كما يحلو لك , انا كل الذي اريده العمل كملحق ثقافي في اي سفارة عراقية في دول اوربا او في ماليزيا او اندونسيا .