23 نوفمبر، 2024 3:29 ص
Search
Close this search box.

الحكيم والتغيير المليء بالحقد والإنتقام!

الحكيم والتغيير المليء بالحقد والإنتقام!

لحظات من الصخب والفوضى العارمة، مع فرح غامر دامغ، لعقول العراقيين المتفاجئين، بزوال الصنم، والإعلانات الأمريكية تطبل لهم، بقولها: مفاجئات سارة بإنتظاركم، وأحزانكم لن تستمر، ونحن جزء من الحل الديمقراطي المرتقب، الذي تبتغونه في عراقكم، فنحن لا نقف عند التفاصيل الصغيرة، فالطاغية المقبور، وبعثه الدموي، قد ولى الى غير رجعة.

يقول شهيد المحراب (قدس سره): (عملية الإمتحان والفتنة، إنما هي التصاعد والتنازل الإنساني، التي تستهدف بناء الإنسان بناءً معيناً، ولا يمكن أن يحصل له، ما لم يمر بالإختبار) والذي يعيشه العراقيون، يقع في هذا المضمون، فعملية التغيير في السياسة والزعامة، يجب أن تكون من خلال مشاعر مرتبطة، بالنزاهة، والعدالة، والحرية.

السيد محمد باقر الحكيم، أكد مراراً على وجوب التغيير السياسي، بالإتجاه الصحيح، وليس من خلال مشاعر مليئة، بالحقد والإنتقام، وتأجيج مشاعر الغضب، ومحاولة الأخذ بالثأر، وإنما من خلال الأخلاق الحميدة، التي تربينا عليها، من إسلامنا ونبينا، وأهل بيتهم (عليهم السلام)، وسرعان ما أراد الحكيم العودة، ليمضي بطريق الوحدة، والتعايش، والتسامح.

الشعارات التي رفعها تيار شهيد المحراب، قريبة جداً من المواطن، تجعله يتحرك بحرية، في مجال العمل السياسي، وتشخيص مصلحة الوطن العليا، فهو بحاجة الى خبرة، وتجربة، وعلم، ومعرفة، وإجتهاد، وهذا يحتاج الى وحدة الكلمة، التي تغني حياتنا الإنسانية، بالحركة والتغيير المطلوب، فما وجدت لهذا شخصية متكاملة، كالسيد محمد باقر الحكيم (قدس).

غالباً ما أردد على مسامعي عبارة، للسيد عمار الحكيم، الذي يعد فكره السياسي، إمتداداً ناطقاً بالحكمة والعقل، لسيرة حياة عمه شهيد المحراب، حيث قال: (لو كان السياسيون الكرام، يقللون من صراعاتهم السياسية، ويصرفون الوقت لخدمة الناس، لكان عراق اليوم بأحسن حال)، ولأصبح التغيير والإصلاح شيئاً واقعياً، وليس ضرباً من الخيال.

هالة عملاقة من السلبية، وعدم الثقة بين أطراف العملية السياسية، بعد سقوط الصنم، فكل طرف يريد حماية حصته من التغيير، وقلبه ممتلئ بالحقد والبغضاء، على الشريك الآخر، لأن بعض الناس، تحمل مفاهيم مشوهة عقيمة، حول الحرية والحكمة، في إجراء التغيير السياسي، الذي لابد أن تذوب كل المسميات، لإسم العراق فقط.

بضمير حي، وعقل متفتح، خاطب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) أبناء العراق كافة، بضرورة الوحدة لمواجهة أعدائه، من الصداميين والإرهابيين، وكل مَنْ له مصلحة في تمزيقنا وتفريقنا، فعملية الإصلاح تحتاج لمعالجات حقيقية وحلول شاملة، في إطار القانون والدستور، فسلاماً عليك يا مَنْ حملت هموم العراق، نحو العدالة، والمساواة، والإزدهار.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات