بسم الله الرحمن الرحيم (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ)
وانت تعلم اني لست من اتباعك، ولا من مريديك ، ولكنك مازلت معتصما باسم الله وباسم العراق فحق علينا ان نقف معك وان نهتف لك حتى يتبين لنا الخيط الابيض من الاسود..
وها انت ثبت في اعتصامك اربع ليال، والعراقيون من كل حدب وصوب، مسلمون وغير مسلمين،عرب وغير عرب، يدعون لك ويتمنون لك الثبات، وزمرة الغبراء بين مرتجف ومتزلف، وقد نشروا قوات ردعهم في كل شارع معتقدين ان بنادقهم يمكنها ان تطلق النار على عراقي ضاق ذرعا بهم فهبَّ رافعا يديه يدعو لك الله بالنصر القريب، وما النصر الا من عند العلي العظيم، وخسأوا وسيخيب ظنهم، فابناء العراق الواحد الاحد لن يقتل بعضهم بعضا من اجل حفنة جواسيس وعبيد واغبياء نهابين فاسدين لقطاء..
وها انت داخل اسوار الغبراء، معتصما محتسبا بالله، وبقوة المؤمنين بك ، وزمرتها تحيص وتميص تبحث عن منفذ يحفظ لها ماء وجهها المراق في مستنقعات الفساد والاستهتار بمقدرات شعب أمدها بكل العون طيلة عقد من الزمن، ولكنها مازالت متجبرة متكبرة، تسوق الاباطيل وتتمسك بالحجج باحثة عن مخرج، ساعية لاطالة الوقت عل وعسى ان تجد لها بعد الضيق مخرجا..
وانت في خيمتك في الغبراء تذكر، انك انت الوحيد الذي دخلها متحديا وليس ذليلا راكعا على ظهر دبابة اميركية، وانك الوحيد الذي لم يطبطب على كتفه بريمر..
تذكر انك بن امك وابيك، فسل زمرة الغبراء عن امهاتهم ان كانوا يعلمون..
تذكر ان اباك لم يبع نفسه لغير الله والعراق، تذكر انك الوحيد الذي ورث عن ابيه مالم يرثه الاخرون، فاشتري العراق بما ملكْتَ فيزيدك الله من عنده كما لم تحتسب..
واثبت في خيمة العز ، فان عيون العراق حالمة بثباتك ونصرك..
أثبت نقولها لك وماكنا قائليها لغيرك، فقد سهونا، فلم يعد لدينا ما لديك..
واثبت لعل الله يفتح بثباتك ابواب السماوات لتمطر ماءا سلسبيلا ، يشفي غليل قلوب تحطمت، وعيون أرقت، ودموع يبست، واجساد انهكت، وعقول خربت، وطاقات عطلت..
اثبت لعل ثباتك يشفي غليل صدور امهات فقدن ابناءا وازواجا واباءا واخوة، غليل ايتام فقدوا المعين والراعي والمربي، غليل شعب اضاع الطريق فافترش الحصى والتحف النجوم وشرب السم الزعاف..
اثبت بمحرابك فجموع التابعين والحالمين والآملين كلها حولك، واكف المنادين بالتغيير والثورة والكرامة كلها مرفوعة تناجي رب العزة والمقدرة ان يمدك بالمدد من كل عزم وقوة..
اثبت فقد طالت الغفوة ودنت العَبْرَة، وارفع راية الحسين وكن بحضرته حرا ابيا، فلطالما انتظر ابو عبد الله ان ياتيه من شيعته المؤمنون العازمون المتوكلون، الاحرار الاقوياء العارفون لدربهم والماسكون لامرهم ، وليس العبيد التابعين الباكين، الشاكين امرهم دون ايمان وسعي وعزم..
اثبت فبعزمك ينهض العراق، وباسمك وصبرك عقد الامل، وما هي الا صيحة واحدة تهتز لها العروش، فتفطس الكروش، وتُلجَم الالسن، وتجف العروق ( فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون)..
اثبت فان كبوت كبى العراق، وان تهاونت هان العراق، وان انثنيت انثنى العراق..
اثبت يابن العراق، اثبت فانت الان كل العراق..
[email protected]