19 ديسمبر، 2024 6:06 ص

الطائفيون يقتلون الحسين ويقلبون الحقائق

الطائفيون يقتلون الحسين ويقلبون الحقائق

لعل المتتبع للتأريخ الإسلامي يجد الكثير من التزوير والتشويه وقلب الحقائق قد رافقت عملية تدوينه منذ عصر الدولة الأموية مرورا بالعباسيين والدول الطارئة الأخرى التي حكمت بلاد المسلمين خلال القرون الماضية ، وللأسف الشديد افتقد ارثنا التأريخي للكثير من المنقحين والمدققين للروايات والحوادث التي لايزال الكثير من المسلمين يأخذونها مسلّمة دون بحث وتدقيق وتنقيح ، وربما يتفق معي الكثير من القراء أن ملحمة كربلاء التي شهدت استشهاد خيرة أهل البيت الإمام الحسين وآل بيته (عليهم السلام) آنذاك وسبي نساءه الطاهرات ، كانت ولا تزال تثير الكثير من العواطف والأحزان والأشجان عند عموم المسلمين بمختلف مذاهبهم ، لعظمة الواقعة وبشاعة الجريمة التي ارتكبت بحق النفوس الزكية القدسية .
وقد استغل الطائفيون تلك الحادثة وقالوا أن أهل الكوفة وأهل الجنوب هم من انتصر للحسين في تلك الحادثة ونصر الحسين وأن اهل المناطق الغربية هم من النواصب وممن ساهم في قتل الحسين وسبي عياله ، هذا النفس للأسف الشديد لمسناه بعد أن تسلطت الاحزاب العميلة على السلطة واستغلت المذهب والعاطفة للوصول الى مبتغاهم الدنيوي ، ولم يجرؤ أحد على تصحيح تلك المعلومة وتوجيه الناس وتوضيح الحقيقة لهم سوى المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني ، حيث تطرق سماحته في سلسلة محاضراته الأسبوعية التي يلقيها عبر قناة مركزه الإعلامي على اليوتيوب الموسومة (السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) الى تلك الحقيقة التي قلبها الطائفيون قائلا : ” ان أهل المناطق الغربية في الرمادي ..في الأنبار وفي صلاح الدين هم الذين استقبلوا سبايا الحسين وآل الحسين (عليهم السلام) وأكرموهم ، وكانوا رأس الحربة والشوكة لقتال جيش معاوية او الجيوش الأموية ” موضحا سماحته في محاضرته الثالثة ضمن نفس السلسلة أن ” هؤلاء هم شيعة أهل البيت ، كيف الآن جعلوا هؤلاء من النواصب ؟! ” وقد علل سماحته ذلك الى الأساليب الدنيئة التي استخدمها الطائفيون بقوله ” حقنوا أذهان المساكين الجهال البسطاء بالطائفية والحقد على شيعة أهل البيت الحقيقيين في المناطق الغربية ومناطق صلاح الدين والموصل ” .
لقد كانت تلك الحقائق بمثابة الصاعقة على أسماع الطائفيين الذين شعروا بخطورة طرح المرجع العراقي السيد الصرخي لأنه فضح أساليبهم في تاجيج الطائفية وسكوت المراجع الطائفيين مثل السيستاني وغيره من وعاظ السلاطين وعملاء المحتل ، لكن المرجع الصرخي كان صوتا صادحا بالحق والحقيقة لا يخشى لومة لائم فعرض الحقيقة كما هي بقوله ” ألم يعلم أهل العراق ..أهل الكوفة ..أهل الوسط والجنوب ، أن أهل الكوفة هم من قتل الحسين ؟ هم من سبى عائلة الحسين ؟ هم من غدر بالحسين (عليه السلام ) ؟ “.إن تلك الحقائق هي من بديهيات التاريخ الإسلامي التي لابد أن لا ينخدع بها المسلمون ولا يسلموا عقولهم للطائفيين ومراجع التحشيد الطائفي الذين سكتوا عن تلك الممارسات التي تسببت ولازالت تسبب أنهارا من الدماء ومزيدا من التقتيل والتهجير والتطريد لأبناء العراق الأصلاء وخصوصا في المناطق الغربية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات