22 نوفمبر، 2024 7:24 م
Search
Close this search box.

مصير العراق و الفلوجة و الموصل .. .بين وساطة السلام و فتوى الأقتتال…

مصير العراق و الفلوجة و الموصل .. .بين وساطة السلام و فتوى الأقتتال…

الفرق كبير بين من يستقرء الأحداث و يحللها و فق معطياتها المحلية و الإقليمية و الدولية و ينطلق في مواقفه من وطنيته و إنسانيته و يدفع الثمن من أمنه و دمه لحفظ أمن و دماء أبناء بلده و بين من يعتاش على الحدث بعد حصوله و لا يربطه مع الوطن أي رابط فلا يبالي أن يجعل من أبناء الوطن وقوداً لحربه السياسية و العسكرية دون أن يشق له جيب أو يخدش له خد. ذلك هو الفرق بين المرجع العراقي الصرخي الحسني و السيستاني الإيراني في تعاملهم مع الواقع العراقي . الشواهد كثيرة و المواقف متعددة و منها الموقف من تطورات الأحداث قبل سنتين و التي يدفع العراقيون ثمنها اليوم . فبعد أن تهور المالكي باقتحام خيام الاعتصام في المحافظات الغربية و بدأت الرمادي و الفلوجة تخرج من سيطرة الحكومة استشعر المرجع العراقي الصرخي الحسني خطورة الموقف و تداعياته المستقبلية و الأطراف المتعددة المحلية و الإقليمية التي ستعتاش على الحدث و هو ما دفعه للتحذير و عرضه للواسطة بين الحكومة و المحافظات المنتفضة لحقن دماء الأبناء من الجيش و الشرطة و التشكيلات الشعبية و أبناء تلك المحافظات و تفويت الفرصة على تلك الجهات و كما جاء في محاضرته بتاريخ 29/5/2014 و قبل سقوط الموصل بيد داعش الإرهاب و التكفير بأسبوعين ((… مما يؤسف له عندما تجد أخاك وابنك ومن أصحابك من أعزائك من الجيش من الشرطة من الغربية من الشرقية من النساء من الأطفال من الشيوخ يذبح بدم بارد يمثل به بدم بارد ويسحل بدم بارد ويسحق بدم بارد ويحرق بدم بارد وفيه قربة إلى الله …. يكفي سفكاً للدماء .. يكفي هذه المهزلة التي تحصل في المنطقة الغربية , في الفلوجة , في الرمادي , في مناطق بغداد في صلاح الدين في ديالى …. استغلت القضية وتعمقت القضية وتجذرت ودخلت فيها أطراف كثيرة من الخارج و أطراف كثيرة من الداخل …. نحن نعلم يوجد من يراقب , يوجد من ينتظر سقوط أو انهيار في مكان ما للسلطة أو الدولة و الأجهزة الأمنية , نحن نعلم بوجود هذا …. نحن على استعداد أن نواصل الطرفين , ونخص بالذكر : النصيحة موجهة للحكومة , ومن بيده القرار يعرف من حاول ركوب موجة التظاهرات التي حصلت في المناطق الغربية , من أراد أن يستغل هذه القضية , من كان يراقب هذه القضية , من كان ينتظر أن تُكسر شوكة الجيش والشرطة ما قبل الانتخابات , و قُبيل الانتخابات , أثناء الانتخابات , بعد الانتخابات , وكيف تُستغل هذه القضية لجانب ولقضية انتخابية ولكسب أصوات ولخداع الناس …)) دعوة السلام تلك تم مقابلتها بالرفض و عدم الإصغاء من الحكومة و من الطرف المقابل بل من جميع الجهات التي تدعي الحرص على العراق و منها السيستاني الذي ترك الحبل على الغارب حتى حصل ما حذر منه المرجع الصرخي بعد أسبوعين حيث سقطت الموصل ليصدر السيستاني فتوى الاقتتال الطائفية التي سلبت هيبة الدولة ومؤسساتها العسكرية و أعطت للصراع بعدا طائفياً أستغله داعش ليحتل تكريت و ديالى و الرمادي ليكون الثمن بعدها و إلى اليوم تهجير و نزوح و تهديم دور و مساجد و قتل طائفي لأبناء تلك المحافظات فضلا عن آلاف القتلى من المغرر بهم بفتوى السيستاني من أبناء الوسط و الجنوب . تلك الويلات و المصائب هي ثمن رفض دعوة السلام للمرجع الصرخي قبل الحدث و التفاعل مع فتوى الاقتتال للسيستاني بعد الحدث . و لم تنتهي المواقف عند هذا الحد فبادر المرجع الصرخي لطرح مشروع الخلاص بتاريخ 8/6/2015 المتضمن ((..قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق … حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان و يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن … إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح …)) في حين و كالمعتاد عاود السيستاني إلى منهجه في الاختباء و الهروب والتملص من المسؤولية .

أحدث المقالات