مهم جدا أن نعرف كم يبلغ المرتب الشهري للسيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة؟ المرتب يصل الى مبلغ 35 ألف دولار أمريكي شهريا، وهذا رقم ممتاز لموظف يرأس أعلى هيئة أممية تعنى بالشؤون الإنسانية، وتلاحق المجموعات البشرية الأكثر معاناة وتعرضا للعذابات لتوفر لها ضمانات الصمود في وجه تلك العذابات، والتخفيف من وطأتها في القارات التي تنتشر فيها الفوضى والحروب والمجاعات والأوبئة والكوارث الطبيعية التي لاتنتهي بل تتجدد كل يوم في مكان ما وتستنفر الجهد الدولي لمساعدة السكان بشتى الوسائل الممكنة.
تعتمد الأمم المتحدة على مساهمات الدول الكبرى والغنية بالذات، ودول عديدة أخرى يمكنها أن تدفع لممارسة نشاطاتها حول العالم، بينما يتنقل بان كي مون من عاصمة الى أخرى، ويرسل موفديه لرعاية الحوارات والمؤتمرات والندوات والورش في الدول الأكثر تعرضا للأزمات، ومن الواضح إن بان كي مون يعمل بجدية هذه الأيام في ليبيا من خلال موفده مارتن كوبلر، وفي سوريا من خلال موفده ستيفان دي مستورا، وفي اليمن من خلال موفده إسماعيل ولد الشيخ لجمع الأفرقاء والمتحاربين لإتخاذ تدابير الحل والإنتقال الى الشراكة بدلا عن الحروب والصراعات، وقد نجحت المنظمة الدولية وفشلت في مناسبات عدة ولكنها لم تتوقف عن دورها.
هذا يعني إن المنظمة الدولية لاتعبر عن القلق فقط، وأمينها العام بان كي مون ليس موظفا قلقيا ويعبر عن قلقه في كل محطة يزورها، بل هو ناشط في التخفيف من الإحتقان ويعمل على حل الأزمات وجمع الأفرقاء في الدول الثلاثة التي ذكرناها آنفا او تلك التي مرت بازمات وحروب ومشاكل ونزاعات وكوارث، وكما كان يفعل أسلافه الذين مارسوا أدوارا مختلفة منذ أيام خافيير دي كويلار الأمين العام الذي كان نشطا في ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الإيرانية، وكذلك كوفي أنان الغاني الذي ساهم في تخفيف الحصار عن العراق تسعينيات القرن الماضي ، والمصري بطرس غالي وسواهم من الأمناء العامين.
القلق هو الصورة الظاهرة لنشاط بان كي مون، لكن هناك المزيد من النشاط الذي لايريد الناس أن يتعبوا أنفسهم في إدراكه ومعرفة تفاصيله وهو المتعلق بحل الأزمات كما في ليبيا التي يبدو أن الحل فيها ممكن، وكذلك في سوريا واليمن، وهو أمر يحتاج الى دعم الدول الكبرى وخاصة الفاعلة في مجلس الأمن كالولايات المتحدة وروسيا والأعضاء الدائميون في المجلس، ويتم من خلال الدعم المالي والضغط السياسي كما تفعل موسكو وواشنطن في القضية السورية اليوم.
[email protected]