22 نوفمبر، 2024 7:50 م
Search
Close this search box.

عصر التحشيش العالمي

عصر التحشيش العالمي

قرأت قبل أيام عن قصة تجربة أجريت على مجموعة من ( القرود) تصلح بحق كمقدمة لمقالتي هذه ، حيث يتم في مختبرات أمريكا والغرب أخضاع كل مايمكن للتجربة ، ليتم بعد ذلك تطبيقه على أرض الواقع ، بل ويتم تعديله وتحسينه وتطويره ووضعه في أطر وقوانين تستخدم لمصلحتهم في لعبة السيطرة على العالم ، من خلال تحريك خيوطه الدمى عن بعد .
تقول القصة أن مجموعة من العلماء وضعوا خمسة قرود في قفص واحد، وفي وسط القفص يوجد سلم، وفي أعلى السلم هناك بعض الموز. وفي كل مرة يصعد أحد القرود لأخذ الموز .. يقوم العلماء برش باقي القرود بالماء المغلي ، وبعد مدة من الزمن أصبح أي قرد يحاول الصعود لأخذ الموز يتعرض للمنع والضرب من الآخرين ، حتى لا يتم رشهم بالماء . ثم بمرور الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات ؟ وذلك خوفا من الماء المغلي . بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة ، و يضعوا مكانه قردا جديد ، وكان أول شيء قام به القرد الجديد ، إنه صعد السلم ليأخذ الموز، ولكن الأربعة الباقين قاموا بضربه و اجباره على النزول . بعد عدة مرات من المحاولات التي قام بها القرد الجديد ، كان يتعرض فيها للضرب في كل مرة ، فهم القرد الجديد بأن عليه أن لايصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب ؟. بعد ذلك قام العلماء بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد ، وأيضا حل به ما حل بالقرد البديل الأول ، حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب ، وهو لايدري لماذا يضرِب ، وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة ، حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء مغلي أبداً . ومع ذلك كانوا يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم ، وبدون أن يعرفوا ما السبب ؟. هذا التحشيش الحيواني الصناعي ( أذا صح التعبير ) تم وما يزال يتم تطبيقه على ( خير أمة أخرجت للناس ) وبنجاح ساحق قل نظيره ، ولتصبح ( أمة ضحكت من جهلها الأمم ) ليس الآن بل منذ زمن طويل
أرخه طيب الذكر شاعرنا ( المتنبي ) . أيها السادة : إن التحشيش في بلادي هو جزء لايتجزء من التحشيش الموجود في العالمين العربي والإسلامي . حيث تجد هنالك التحشيش بنوعيه الخاص والعام ، أو قل الشعبي والزعاماتي ، تحشيش يبدأ من شم الأطفال لمادة ( الثنر ) أو شرب أدوية ( السعال ) بكميات كبيرة ، ويمر بمقاهي ( الكوفي شوب ) وشرب الاركيلة المعسلة والمحشوة بأنواع الألغام من متفجرات ( المخدرات ) . ولا تنتهي أو تقف عند كبار السياسيين والإعلاميين والقادة والزعماء ، مع أن أخطر أنواع التحشيش هو التحشيش الذي يكون مصدره الطبقة الأخيرة ، وذلك بسبب كونه مصدر وأس البلاء النازل على رؤوس كل الطبقات ( التحشيشية ) الصغرى ، وأقصد هنا ( التحشيش السياسي ) .
التحشيش السياسي أصبح الان علم وفن له قوانين وقواعد وطرق ، يمكنك ان تدرسها وتتعلمها بطريقتين ، أن تكون عميلا وخادما لسيدة التحشيش العالمي( أمريكا )أو أن تتعلمه بالتجربة من السادة( الزعماء والحكام ). التحشيش السياسي ، هو لاغيره ، الذي يستطيع تحويل جزء من أرث تاريخي أسود ، إلى موروث حضاري قيم ناصع البياض ، يستحق أخذ العبرة والاعتبار منه ، طبعا ذلك لايكون إلا بفضل الأقلام التحشيشية المأجورة . وهو الذي يحول المظلوم إلى ظالم ، والمقتول إلى قاتل، وهو قادر أيضا أن يحول زعماء الفساد والافساد إلى مصلحين ، بل قدوة في التقوى والصلاح والإصلاح . تحشيش يجعل من الصواريخ التي تسقط على أطفال ونساء ورجال فلسطين واليمن من الأبرياء والفقراء صواريخ للحق والشرعية ، ويجعل من سكين المطبخ سلاحا أرهابيا محرما دوليا ، طبعا ذلك بحسب قوانين وأعراف الشرعية ( التحشيشية ) العالمية ؟.
إن التحشيش السياسي العربي والإسلامي ، هو جزء من منظومة دولية تقودها الولايات المتحدة الامريكية ، وتضم ( الحشاشة ) الصغار من الذين يستطيع أن يحول الإرهابي إلى مقاوم بين ليلة وضحاها ، ويحول المقاوم إلى أرهابي ،ويستطيع أن يقنع ( شعبه ) أن حزب ( الله ) منظمة أرهابية ، وإن ايران دولة شريرة ، وإن ( إسرائيل ) دولة صديقة للعرب والمسلمين، فهم ( دولة ) محاصرة بالإرهاب من قبل جيرانها ( الفلسطينيين ) مثلما المح إلى ذلك ( كيري ) وزير الخارجية الأمريكي في أحدى( تحشيشاته ).
هذا التحشيش هو نفسه الذي يجعل من حكام ( أمريكا ) سيدة الديمقراطية والشفافية يخفون عشرات الصفحات الخاصة باحداث (11) أيلول الأسود عن شعبهم منذ سنوات طويلة ، لالشيء إلا لحماية أمراء ال سعود . فالمصلحة العليا تقتضي أن يبقى أمراء وملوك الخليج بعيدين عن أي سوء يمكن أن يلحق بهم ، فهم الأبناء البررة للعم ( سام ) وهم بما يملكون من أموال البترول يستطيعون أن يجعلوا الحق باطل والباطل حق ، خاصة أن ذمم الكثير من حكام العرب والمسلمين ومنظماتهم وجامعاتهم هي برسم البيع والشراء ، ومن يريد الدليل فعليه فقط أن ينظر إلى الجرائم والكوارث التي الحقها الفكر الوهابي العفن ومن يقف خلفه بدول وشعوب المنطقة ، وما يجري في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول التي ذبحت شعوبها بأموال وفتاوى وسلاح وأعلام دول النفط . إن التحشيش الذي يريدونه لنا وبابسط تعبير هو أن نكون ( أغبياء وسذج ) لكي نكون عبيد لهم في كل شيء ، أنهم يستعبدون عقولنا وأجسامنا ، أنهم يريدون أن يغيروا فكرنا وثقافتنا وتاريخنا ، بافكار وثقافات وتاريخ غريب عنا ، أنها وبصدق صناعة الغباء الذي يراد أن نكون فيه ( قرودا ) تتقاتل مع بعضها تحت مسميات وعناوين وأسباب شتى أكثرها تم صناعته في مختبرات التحشيش ( الامريكية ) .
[email protected] 

أحدث المقالات