معروف أن الصراعات ضحيتها الشعوب؛ لدوافع سياسية أو إقتصادية أوعسكرية أودينية، ولا تخلو الأفعال الإرهابية من دوافعها، لكن ليس كل ما يحدث من عمل إرهابي بفعل داعش، التي أصبحت حمال حطب إحراق الشعوب؛ بمساعدة وتمهيد قوى دولية ودينية.
يتم عمل المنظمات الإرهابية والسياسية المشبوهة بالخفاء، ولا يُمانع الفاعل من تبني أي جهة إرهابية العمل؛ حتى لا تكشف سريتة ونواياه.
داعش واحدة من أشرس العصابات الإجرامية التي كانت تعمل بسرية؛ متفرعة من القاعدة بالتزاوج مع البعث، وما أن شعرت بضعف الأول؛ حتى أعلنت انفصالها وكذا هي بقية المنظمات الإرهابية؛ تجتمع بالضيق وتفترق بالقوة؛ لبحث أشخاصها بالظهور ولو كان على حساب مؤسسيها وداعميها؛ حيث لا يلزمهم قيد، وقد تجاوزوا القيم والمواثيق الإنسانية.
إستطاعت داعش التحول من العمل السري الإرهابي؛ الى السيطرة على بقعة جغرافية يتجاوز سكانها 10 مليون بين العراق وسوريا، وفي إعتبارات الدول، لا تشكل المساحة مصدر قلقل، قياساً بحجم الدول وقدراتها، ومَنْ ينتمي لها لا يتجاوز ربع مليون من دول مختلفة؛ لا يفهم أحدهم لغة الآخر، ولا تستطيع منافسة الدول عسكرياً وإقتصادياً لهجرة معظم السكان من بطشها، وإعتمادها على التهريب وجباية الأموال قسراً من المواطنين بقوانين جائرة.
كل ما يحدث اليوم من عمل إجرامي ينسب لداعش، وصار العالم يُصدق لتشابه الأدوات والضحايا، وهي لا تتردد من نسب العمل لها لإظهار قوة أنتشارها في العالم، حتى أصيبت الشعوب بالخوف؛ من إنفجار قنينة غاز أو إطار سيارة؛ إعتقاداً بوجود داعش في هذه البقعة، وكأن الدول في مهادنة ولا صراعات سرية، وداعش تحصد تطبيل الإعلام من وحشية الإعمال الإرهابية، وهمها نشر فر التطرف والترويع.
إن الأعمال الإرهابية التي حدثت في العالم؛ ليست بالضرورة من فعل داعش، وآخرها في باكستان لعصابة غير معروفة، وهذه فكرة لتأسيس عصابة إرهابية لا تمانع الإرتباط أو تنفيذ ما تريده داعش، ومثال عصابة بوكو حرام في نيجيريا والشباب المسلم في الصومال، وعصابات متطرفة في المغرب العربي، وكلها لا تتردد من الإنفصال حال إمتلاكها القوة والأرض، وربما تتصارع كما بين النصرة وداعش في سوريا، وداعش والقاعدة في اليمن، وهكذا هي عصابات إجرامية تجتمع بالجريمة، وتتفرق في تقسيم النفوذ.
إرتَدَت داعش ثوب القبح والعار والجرائم البشعة، وتبنت كل الأفعال الإجرامية وأن لم تك لها يد فيها؛ لإعتقادها الحصول على موطيء قدم بالترهيب والتهويل.
داعش ليست قوة لها القدرة على ضرب أي مكان في العالم، ولكنه فكر متطرف، وبعضهم يتصرف الجرم بما يناسب متبنياتها وأهدافها، مع وجود منظمات سرية آخرى تخفي قباحتها بالأقبح داعش، والآخير يقبل حتى يُظهر الإسطورية، ولكن بعض التفجيرات كما في السعودية وتركيا، فأنها نتيجة حتمية لحصاد زراعة الإرهاب، والإعتقاد المطلق أن داعش سلاح للحصول على المكاسب السياسية والإقتصادية والدينية، وبين هذا وذاك عملت كثير من المنظمات الدولية؛ لإنتزاع النفوذ بطرق إرهابية، ولكن القضاء على داعش أصبح من المتطلبات الدولية؛ كي لا يكون الإرهاب سبيلاً للصراعات الدولية، وداعش أسطورة صنعتها العصابات السرية، لكنها تكسرت، وظهرت حقيقة جبنها أمام القوات العراقية.