17 نوفمبر، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

المصباح والظلمة

يولد البعض فاقدا للبصر فيريح ويستريح ، ويفقد البعض بصره بعد فترة من الزمن ونتيجة لظرف ما ، فيقبع في زاوية ويصبح نسيا منسيا ، وكل هؤلاء لا يمثلون مشكلة للمجتمع الذي يعيشون فيه ، مشكلة المجتمع هو في البعض ممن يولد سليم العينين ، طبيعي الذكاء ، يكمل دراسته بتفوق ، يرتفع نجمه في الاوساط المجتمعية ، يشار له بالبنان ، يدغدغ الشيطان أحلامه ، تتفتح نرجسيته ، يشمخ بأنفه ، يضع نظرياته وعلى الجميع الايمان بها ، يهرج بتصريحاته وعلى الجميع الموافقة عليها وتأييدها ، يزداد طغيانا فيتجاوز على تاج رأسه ، فينعته ظلما بانه استقتل لرئاسة تحالف ميت وفضائي .
هذه هي مشكلتنا بمن يلصق نفسه بالثقافة محاولا امتصاص المعلومة ثم ليمثلها في احشائه ثم ليحولها كما يحلو لنفسيته المريضة ، بعدها يطرحها بلعابه ليظن من هو على شاكلته انها من بنات افكاره ، الكثير من فاقدي البصر في عصرنا الحاضر من هذا النوع ، يفقدون البصر نتيجة للحقد الذي يملأ قلوبهم والمتأتي من قبضة من دنانير ابن زياد ، أو نقاتلك لا كرها لك وانما بغضا لأبيك ، هذه الشريحة الفاقدة للبصر طوعا اخطر من الذي يحمل السلاح ليوجه رصاصه الى ظهور السائرين على طريق الحق  .
السيد عمار الحكيم لم يكن يوما ولو للحظة من الوقت طامعا بمنصب حكومي وهو الذي تتسابق الدنيا طالبة رضاه ، السيد عمار الحكيم ولد ليكون قائدا في وقت عز على الناس ان تجد قائد ، لا يتجاوز امر المرجعية قيد أنمله ، كل تفكيره ومبادراته لخدمة شعبه ، شبعه العراقي الموحد بكل اطيافه وتشكيلاته الدينية والعرقية والفكرية ، قائد يعيش هم المعركة وسط رجاله على سواتر القتال الامامية ، ويضحك ببراءة مع الاطفال ، ويستمع بدقة لمثقفي ديوانه ، ويجالس وبكل تواضع ذوي الاحتياجات الخاصة مستشعرا الامهم وامالهم .
البعض اعمى من نوع اخر فهو لا يرى البذخ المبالغ به من قبل المسؤولين السياسيين وعوائلهم ولكنه يحتج على قنينة ماء وفي بعض الاحيان كوب عصير  وقطعة كيك تقدم لضيوف السيد في المؤتمرات والندوات ، وهذه في الحقيقة حسد من اسياده اذ لا يمكنهم ومهما حاولوا ان يعقدوا مؤتمرات وندوات اسبوعية وبنفس القوة والحضور فيتجهون الى حساب كم قنية ماء وزعت ، لماذا لا تحسبوا كم دولار هربتم الى الخارج لتزاد حساباتكم تخمة .
ولعل خير ما نختم كلامنا هو ان نترحم للقائل : ( ما فائدة ان تكون مصباحا مضيئا وسط مجموعة من العميان ) .

أحدث المقالات