وهكذا تستمر هوليوود بصناعة الأفلام الأكثر روعة ومتانة في تاريخها ، هي أفلام لا يبتغي أبطالها وصناعها ومنتجوها الحصول على جوائز الاوسكار والسعفة الذهبية ولا تشارك في مهرجانات كان وبرلين وسواها من مدن السينما الحمراء فقد تركوا تلك الجوائز للفنانين والفنانات الباحثين عن الشهرة والمال والميوعة وكؤوس الخمر المتلألئة على شواطئ البحار الهادئة .
دور السينما في الرقة وحلب وسرت والبوكمال ودير الزور والموصل وجرود عرسال في لبنان واليمن التي تشهد حربا ضروسا ، وسيناء والعريش وغزة ودرنة وطرابلس تستمر في عرض الأفلام الهوليوودية، ويبدأ كل فيلم بكلمات من القرآن الكريم واحاديث نبوية وإستعراضات لأقوال شيخ الإسلام المزعوم ابن تيمية وجماعته من البخاري الى مسلم الى ابن حزم وصولا الى شيخ الكفار محمد بن عبد الوهاب الذي فرخ الآلاف من الإرهابيين الذين يخرجون من تحت رمال صحراء العرب وهم ينفضون عنهم الغبار والاتربة ويحملون السكاكين والحراب بحثا عن رقاب ليحزوها بلارحمة فقد حشيت عقولهم بأحاديث الإسلام القاتل والذباح، وليس إسلام علي والحسين والصحابة الصالحين الهادئين الباحثين عن المحبة والتسامح والعفو .
فيلم داعش يبدأ من سوريا بدعم غربي واضح وأمريكي بالذات لينشر الفوضى والرعب بتوجيه من إسرائيل الصهيوينة التي تحالفت مع جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة التي تقاتل ضد النظام السوري وتعمل لحساب إسرائيل اللقيطة، الداعشيون اخرجوا أروع أفلامهم الهوليودية وهم يجرون شابا أردنيا يعمل في سلاح الجو الملكي سقطت طائرته في مهمة على الأراضي السورية ويأتون به ساكنا ليوضع في قفص محكم ويرش عليه البنزين وهو يرتدي اللباس البرتقالي، تضرم النار في جسده ويذوي رويدا ويتفحم بعد دقائق وتطمر جثته بواسطة جرافة .
الفيلم لم ينته فالطائرات الأمريكية تلقي السلاح لداعش التي يقاتل عناصرها ضد الجيش العراقي ويستبيحون نساء المجتمع السني في الموصل ويبيعون النساء في سوق النخاسة ويهاجمون كركوك ويسيطرون على مدن الموصل التي تتحول الى امتداد لمدن الرقة والبوكمال السورية، التي تتصل بجبال لبنان الشرقية وجرود عرسال والبقاع التي ينتشر فيها الداعشيون، يعلن هؤلاء رغبتهم في حرق الأردن ، ويحشدون لإشعال الفتنة في دول الخليج التي مولت الإرهاب لإسقاط العملية السياسية في العراق ، ثم سرعان ما انقلب السحر على الساحر وأضطر طباخ السم لتناوله مكرها .
في فلسطين حيث غزة وحماس والإخوان وداعش بمسميات مختلفة تشتعل الجبهة الجنوبية في رفح والعريش والشيخ زويد ويهاجم الجيش المصري ويتم ذبح وحرق وقتل أفراد منه في مناسبات تكررت لأكثر من مرة، بينما سيناء تعج بالجرذان والخنازير الداعشيين الذين يخططون وينفذون من جبال سيناء الشاسعة .
اختتم الداعشيون أبطال إمارة الخلافة بناء منظومتهم في مدينة درنة بدعم تركي قطري مباشر، بالسلاح والمال والعلاج الطبي والامدادات التي يتكرر ارسالها يوميا كما حال داعش في العراق التي ترمي لها الطائرات القطرية التركية السلاح والامدادات من الجو .
قام الداعشيون بعرض فليما وهم يسحبون الأقباط المرهقين الجياع على ساحل البحر واوقفوهم وحزوا رقابهم كالنعاج وهددوا البابا بهم وروما والقاهرة وكل المسلمين والعرب والعالم وأعلنوا بصراحة إنهم يريدون حكم العالم بدين الاسلام الذي صنعوه ولاعلاقة له بدين محمد ، فدين هؤلاء هو الذي صنعه فقهاء بني أمية ومن تبعهم بعد ذلك وصولا الى ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب اللعين .
الحرب على داعش ستكون مفتوحة وصحيح ان العالم باغلبه يدعم داعش ويحاربها في الوقت ذاته لاسباب مرتبطة بالمصالح وتصفية الحسابات ثم ايقاف التنظيم عند حدوده ، لكن لابد من موقف موحد لكي لايكون الابرياء هم الضحايا الدائمون للقتلة والمجرمين وليكن العالم موحدا في مواجهة الشر .
ولكن فان ليس أمام العراقيين إلا الوقوف بوجه أي مغامرة بعد تحرير الموصل ، لأنها ستدمر العراق وتشعل نيران الحرب الأهلية التي لا يربح فيها الكرد أو العرب بل تجار الحروب والمتطرفين ، ولهذا أيضا علينا إن نتصدى ونفضح المخططات الخفية التي تنفذ في المناطق المتنازع عليها وكذلك عمليات التهجير والقمع المنظم للعرب والتركمان من كركوك وبعض مناطق الموصل والعمل الجاد على طرد كل الذين وفدوا إلى هذه المناطق بعد عام 2003 ضمن سياسة التكريد المشابهة لسياسة صدام في التعريب ومحاولة تغيير الطابع الديموغرافي لهذه المدن وتمزيق نسيجها الاجتماعي المتآخي تنفيذا لأحلام إمبراطورية مريضة انتعشت في رأس مسعود وهو يتأمل الفوضى التي تعم العراق ودرت عليه وعلى حزبه مليارات الدولارات منتزعة من أفواه الفقراء من الجنوب والغرب بل هي مسروقة أيضا من أفواه الأكراد أنفسهم الذين يعانون من القمع بما يفوق قمع صدام بمرات .
يا ترى هل ستنتهي أفلام داعش الهوليودية بعد تحرير الموصل أم ستكون هناك أفلام جديدة تحت مسميات المناطق المتنازع عليها .. مجرد تساءل ..؟