أستلم حيدر العبادي , أنقاض حكومة , خزينتها مليار دولار فقط , دولة عاوية , لا بيها مؤسسات ولا ضراط , وديون لشركات النفط , وديون التعويضات للكويت , وديون لنادي باريس , ووضع أمني كلش صعب , وكانت داعش خلف أسوار بغداد , وتظاهرات أهالي أبناء سبايكر .. بمعنى , أن العبادي , كان يعيش في وضع مقلق .. بس محد ضربه على أيده .. هو أختار , أن يكون رئيس وزراء العراق .. أبو يسر لوتي , ولاعب جقه شبر بالحياة .. ويسمع بين فترة وأخرى ,( أن العبادي ضعيف , وليش ما يضرب بيد من حديد .. وليش تارك حيتان الفساد ) .. اللي يدري يدري والمايدري كضبة عدس .. العبادي لحد اليوم , محكوم بضغط الاحزاب المشاركة بالعملية السياسية , ويخضع لابتزاز الاكراد , وعليه أن يرضي أيران وأمريكا وبريطانية , أضافة الى أن حيدوري , ما عنده لا رؤية ولا خارطة طريق يمشي عليها .. شدكول أمريكا هو يمشي عليه بخط مستقيم .. لذلك , على العبادي , أن يحرر المدن من داعش , وثم عودة النازحين الى مدنهم , بعد ذلك , يبدأ أعمار المدن وحسب الاهمية , والاموال التي ستصل تباعا للعراق .. وبصراحة , الحكومة تعيش بوضع أقتصادي خطر جدا .. وهو يعتبر رواتب الموظفين والمتقاعدين خط فوك الاحمر .. بس الامريكان ما يخلون أبو يسر بحاجة .. ما طول ينفذلهم اللي يطلبونه !!!
جماعة الضغط في بغداد , تريد خبز حار ومكسب ورخيص .. وكل جمعة مسويه المنطقة الخضراء , خان جغان , وخري مري .. وهاي طبعا كلش عيب وخزي , لان أذا بقى الوضع بهاي الصورة المأساوية , لا راح نشوف فلوس ولا تبرعات من المانحين .. يمعودين بس نحرر الانبار ونينوى , تدللون واللي تريدوه لازم يصير .. والمندسين وبقايا البعث , عرفوا طريق الخضراء منين .. بس أنطوا فرصة للرجال , حتى يشتغل ..
أكو شغلة صعبة على العراق والعراقيين , راح تشوفوها وتسمعوها , قضية المصالحة الوطنية .. بمعنى , أن السنة العرب , اللي بأربيل وعمان وقطر والامارات , وبدول أوربا , ومن ضمنهم أزلام البعث المحظور , راح تصير مصالحة ( أخويه ) مع الاحزاب السياسية المشاركة بالعملية السياسية .. يعني كل قضاياهم سوف تغلق نهائيا , ويعودون للوطن , ويشاركون بالعملية السياسية , وهاي كلش صعبة وحساسة .. لان بس في بغداد , أكو أكثر من مية حزب وفصيل , ما محسوب على الحشد المقدس , وأكو هم أكثر من مية فصيل أخر , بالحشد , كل هؤلاء لا يقبلون بهاي المصالحة , ولا يساومون على مبادئهم , لانهم يعتبرون الهاشمي والعيساوي والغانم وعلي حاتم , وأخرين من الذين ساهموا في قتل العراقيين , مجرمين , وشاركوا الدواعش في ضرب الوطن .. والمصالحة الوطنية , تعد دوليا , وأمريكيا بشكل خاص , ضرورة ملحة في أستقرار العراق , وبناء مدنه المدمرة .. شلون راح يدبرها العبادي , ما أعرف !!!
المصيبة , كلشي بالعراق عاطل .. لا حكومة كاملة ولا مجلس نواب كامل , ورئيس الجمهورية كاعد بالسليمانية , وراتبه ماشي , ولا كأنما أكو شي .. بس أنتصارات القوات العسكرية البطلة , بالفلوجة وضواحيها , أثلجت صدور العراقيين , ومنحت العبادي , حافزا لان يمضي بالاصلاحات الترقيعية , اللي راح يقطرها , مثل ناكوط الحب , وكأنما أساس المشكلة , هم الوزراء فقط ..
حسب قناعتي , أن العبادي راح ينجح بتحرير المدن اللي أغتصبها داعش , بمساعدة الامريكان والتحالف الدولي , ما دام راضين على العبادي حاليا .. وراح يرجعون النازحين الى بيوتهم وشوارعهم المهدمة .. بس راح تبدأ مرحلة جديدة ما بعد داعش , كلش تخوف .. الانتقام والثأر ما بين العشائر العراقية , اللي هاي جانت مع داعش , وهاي جانت مع الحكومة .. وبس الله الساتر ..
خلاصة القول .. ولاية حيدر العبادي , أفضل من ولايتين لنوري المالكي , على الرغم من أن الاخير , كان يتربع على ثروات هائلة , تكفي لبناء عراق حديث ومتطور , ألا أن غبائه وفشله , أوصل العبادي الى أن يعيد العراق , ولو بشكل أنقاض , أفضل من فنائه .. وما خفي كان أعظم !!!