جهاز المناعة – طبياً – هو ذلك النظام المعقد المسؤول عن حماية جسم الانسان من الاعداد الهائلة للأجسام الغريبة من البكتريا و الفيروسات و الجراثيم التي تهاجم جسم الانسان في كل الاوقات لتجعل منها بؤرة مناسبة لنموها و بالطبع على حساب صحة الانسان و حياته , وان هذا الجهاز عبارة عن منظومة متكاملة يعمل وفق اليات تمكنها من صد هجمات هذه الجراثيم و عندما يكون ضعيفاً يمهد الطريق الى الجسم و تفعل فعلتها و عند وفاة الانسان يتوقف الجهاز عن عمله فتبدأ البكتريا و الجراثيم عملها فتتحلل جسمه تدريجياً …
ان الدرس المستقاة من هذه المقدمة القصيرة و ذات معنى توحي بأن ما عاناه الشعب الكوردي منذ تقسيمه بداية القرن الماضي و الحاقه ظلماً و اجحافاً بالدول الجديدة في المنطقة استناداً الى رغبة المصالح الدولية من تدمير و قتل و تهجير و استخدام الاسلحة المحرمة دولياً تعود في الاساس الى عدم امتلاك هذا الشعب لكيان سياسي يحمي حقوقه السياسية و المدنية و يشعر في ظله بالأمن و الأمان حيث تعاملت كل دولة باسلوب مع قضيته و لم تكن لها سيادة و حدود و اعتبار دولي يحميه من الهجمات العدوانية فكانت الاسلحة و اصوات القنابل و المدافع لغة تعاملهم بعيداً عن التفاهم و الحوار , حتى في الوقت الحالي فأن مايشهده الاقليم من أزمة اقتصادية و مالية نتيجة قطع الرواتب و الميزانية من قبل الحكومة العراقية و عدم تعامل المجتمع الدولي بشكل مباشر مع حكومة الاقليم إلا القليل و ارسال الاسلحة المتنوعة لقوات البيشمه ركه لمحاربة داعش نيابة عن المجتمع الدولي بالاضافة الى الدعم المالي من المؤسسات المالية العالمية كلها مرهونة بموافقة الحكومة العراقية لكونها دولة ذات سيادة وفق المعايير الدولية ولها شخصية قانونية و معنوية تستطيع تحريك الدعوى ضد كل من يخترق سيادتها بموجب القانون الدولي … فانها ترجع الى عدم وجود كيان سياسي (دولة) لهذا الشعب و بات من المعلوم عند القاصي و الداني من الشعب و القيادة السياسية بضرورة وجود (دولة كوردية) لأنها ستكون الصمام الامان و السد المنيع امام هجمات الاعداء و محاولات صهره في بوتقة القوميات الاخرى بل اصبحت هدفاً يناضل من اجلها و يبنى دعائمها و اسسها على المستوى الداخلي و الدولي بعد أن كان حلماً ..
ان وجود الدولة ستمنع كل الهجمات من المحيط الخارجي لأنها ذات سيادة و تحترم في المحافل الدولية بل ستكون لها الصفة الرسمية و تأتي محاولات السيد (مسعود البارزانى) الحثيثة للأعلان عن الدولة الكوردية في هذا السياق
لقناعته بضرورتها بالاضافة الى الظروف الذاتية و الموضوعية للأعلان عنها و ان الظروف الدولية و الداخلية الحالية لأقليم كوردستان انسب من تلك الظروف التي تم الاعلان عن جمهورية كوردستان في مهاباد من جوانب عديدة منها .
* ان أقليم كوردستان اسس بنظام فدرالي منذ عام (1992) بل هي دولة واقعية يمتلك كل المؤسسات (الدستورية و التشريعية و القضائية و التنفيذية) و تمارس صلاحياتها وفق اسس و برامج مع وجود النقص .
* ان الشعب الكوردستانى بصورة عامة و قوات البيشمه ركه تحارب الجماعات الارهابية (داعش) نيابة عن المجتمع الدولي و اصبح اسماً لامعاً نفتخر بها .
* قرب انتهاء اتفاقية سايكس بيكو التي بموجبها تم تقسيم المنطقة قبل قرن من الزمان و التحالفات الدولية و المشاريع المتعددة للتقسيم تتنبأ عن قرب تقسيم المنطقة برمتها وتشكيل دول جديدة منها الدولة الكوردية .
* ان المجتمع الدولي و الدول التي تملك القرار اصبحو على علم بمدى مظلومية هذا الشعب الذي يمتلك كل المقومات و الاسس لكيان سياسي و حق تقرير مصيره و انه ضحية مصالح دولية أي وجود تعاطف دولي مع هذا الشعب .