إذَا قَالَتْ حذَامِ فَصَدِّقُوهَا … فَإنَّ القَولَ مَا قَالَتْ حَذَامِ
جريمة الكرّادة لم تكن جريمة عادية ناتجة عن سلاح ارضي تقليدي إنها جريمة استثنائية غير تقليدية قامت بها الولايات المتحدة الاميركية , على خلاف ما كانت تقوم به المصادر المختلفة مثل داعش والمليشيات التابعة للأحزاب السياسية الحاكمة الموالية لأيران او بعض الجهات التي تديرها الدولة , او جهات دولية معروفة بعدائها وحقدها على العراق والعراقيين , رب سائل يسأل ماهو المسبب والدافع لقيام اميركا بهذا الفعل الاجرامي الدنئ . . الجواب على ذلك . بعد قيام المظاهرات التي قامت بقيادة مقتدى الصدروأقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء مركز الحكومة العراقية وأغلب سفارات ومكاتب الدول الاجنبية ومراكز مخابراتهم وبالأخص السفارة الاميركية أكبر سفارة في العالم , تظم اكثر من سبعة آلاف منتسب . وعودة المتظاهرين للمنطقة الخضراء وأقتحام مجلس النواب ومكتب رئيس الوزراء العراقي ” حيدر العبادي ” أثار هذا الموضوع قلق جميع المشاركين في العملية السياسية وقلق اميركا المخيف خوفا على منتسبي سفارتها في المنطقة الخضراء , ولها تجارب قديمة في هذا الموضوع مثل ما حدث على سفاراتها في العديد من دول العالم مثل أيران ايام الثورة الخمينية وليبيا ومحاولات أخرى من هذا النوع , وبما ان مقتدى الصدر وعدد من قادة المتظاهرين أعلنوا ويعلنون بأستمرار نيتهم وعودتهم للتظاهر وأقتحام المنطقة الخضراء وهذا ما يثير حفيظة الجهات المعنية وأولها الحكومة الاميركية ” لشكّها بجدية الحكومة وتواطئها مع المتظاهرين وعدم منعهم ” نتيجة تصريحات رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين حيث قال ” أنا سمحت بدخول المتظاهرين للمنطقة الخضراء ” وهذا كلام خطير , ولا يخفى على المتابعين والمهتمين بهذا الامر أن التظاهرات كان هدفها أخافة أميركا والسعودية والتلويح بهذه المظاهرات كورقة تهديد قوية بيد ايران وأتباعها ومن يواليها . حث ذلك على تركيزاميركا مراقبتها على ما يجري من نشاطات في المناطق المحاذية للمنطقة الخضراء , والكرادة تعتبر من اقرب المناطق المحاذية الملتصقة بها . وبما ان الكرادة تحتوي على مراكز ترفيهية ومقاهي ومطاعم لتجمّع العوائل والشباب .
فكانت الكارثة تجمّع شبابي مسالم غايته الترفيه والمتعة البريئة . فخافت أجهزة المتابعة والمراقبة الاميركية من هذا الموضوع فقررت الجهات والاجهزة المعنية القيام ” بضربة استباقية ” لمنع التظاهر والهجوم المفترض خطئاً على المنطقة الخضراء . معتمدين على مظاهر الحشد البريء الغير عدائي وعلى معلومات مضللة كاذبة من مصادرها المزروعة حول المنطقة الخضراء , فكانت نتيجة الكارثة بقيام اميركا بضرب هذا المكان بسلاح غير تقليدي مشابه للأسلحة التي استخدمت في ضرب ملجأ العامرية في حرب الخليج الثانية وراح ضحيتها الكثير . ملحوضة : أميركا سبق وأن أعلنت عن أختراعها سلاح حارق له القدرة ان يحرق ويميت من في البنايات وما فيها دون تهديمها كان ذلك منذ زمن بعيد . وهذا ما حصل في الكرادة كانت النار مشتعلة فوق سطوح وداخل العمارات المتكونة من ثلاث وأربع طوابق وأحترق من بداخلها ولا توجد حفرة في الارض أو خروق لجدران في مكان الحادث .
*1ملجأ العامرية أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ قصف جوي بحي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد أدت إحدى الغارات الأميركية يوم 13 فبراير، 1991 ألساعة الرابعة والنصف فجراًعلى بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير الملجأ مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 مدنيًا عراقيًا من نساء وأطفال.[1] وقد بررت قوات التحالف المهاجمة هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن أثبتت الأحداث أن تدمير الملجأ كان متعمدًا خاصة وأن الطائرات الأميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين.[2] الملجأ أخذ اسمه من الحي الذي يقع فيه بين البيوت السكنية، بجوار مسجد ومدرسة ابتدائية، إنه ملجأ مجهز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيماوية أو الجرثومية، محكم ضد الإشعاع الذري والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات، الأردن أعلن الحداد على الضحايا لمدة ثلاث أيام وطلب مع إسبانيا بتحقيق دولي بالجريمة. “
وهونفس السلاح الذي استخدم في حرب احتلال العراق للسيطرة على مطار بغداد الدولي بعد ان عجزت القوات الاميركية من السيطرة عليه في الحرب التقليدية , فأستخدمت السلاح الاستثنائي الحارق والذي يحرق الجميع في كل الاتجاهات والجوانب ومن خلال ما خلفه الحادث الاجرامي في الكرادة والصور الارضية و الجوية والآثار الواضحة على جثث الضحايا وشهادات الاحياء الذين تعرّضوا للعدوان تؤكد بشكل لايدع مجال للشك بأنهم تعرضوا لسلاح استثنائي غريب غير متداول يختلف تماماً عما يخلّفه الحزام الناسف او السيارة المفخخة والعبوات الناسفة المزروعة سلفاً . اميركا معروفة بتاريخها الاسود في هذا المجال ” الاجرام ضد شعوب العالم ” سهل عليها ذلك قامت بضرب العراق بكل الاسلحة المحرّمة دولياً أثناء أحتلالها له , أستخدموا اليورانيوم المنضّب في محافظة البصرة ومنطقة ابوغريب المحاذية للعاصمة بغداد ومناطق اخرى كثيرة في العراق , وحالات السرطان والتشوهات الولادية وكثرتها تؤكد ذلك وخاصة في مناطق ابو غريب والبصرة تنشرها بأستمرار المصادر الطبية العراقية الى الآن وفي الفلوجة كذلك واستخدامهم للقنابل الفسفورية والجرثومية والعنقودية والنابالم والقنابل زنة طن وأكثر وصواريخ كروس وتوموهوك النقطوية وقاذفات بي 52 ذات التدمير الشامل تشهد على جرائمهم والتاريخ يؤكد عدوانيتهم وتجردهم من الانسانية في استخدامهم القوة المفرطة التي لا مبرر لها . قامت الفرقة الاميركية المسماة ” الفرقة القذرة ” بالدخول للدور السكنية وقتل ألأبرياء من الشباب و الصبيان الذين لم يبلغوا الحلم أمام اعين عائلاتهم وبدم بارد مع استخدام الكلاب البوليسية لأذيتهم يعرف جميع العراقيين ذلك وأنا شاهد على حالات عديدة منها وكذلك أستخدموا الدبابات لضرب شخص في داره وهدمها عليه وتهديم الدور المجاورة للدار المضروبة أنهم أي الاميركان لا ينظرون للبشر على انهم بشر ولا يعتبرونهم كحيوانات فللحيوانات حقوق ولكنهم ينظرون ويعتبرون الآخرين المغضوب عليهم كأنهم حشرات . أحدى شركاتهم الامنية المتعاقدة مع المخابرات الاميركية ” بلاك ووتر ” قامت في 16 أيلول 2007 بقتل الناس الابرياء المتواجدين والماشين في منطقة ساحة النسورببغداد عشوائياً قتلت العشرات منهم بدون مبرر ناس مسالمين مجردين من اي سلاح ولم تحدث اية مشكلة تستدعي قتلهم أثارت جريمتهم هذه ضجة في حينها وعتّم عليها و ” وضعت تحت الفراش ” كما يقول المثل العراقي وكانت مسؤولة عن عمليات اختطاف وقتل للكثير من المواطنين . الحرب العالمية الثانية كانت على وشك الانتهاء ومع ذلك ضربت أميركا اليابان بقنبلتين ذريتين الأولى ضربت بها منطقة ” هيروشيما ” ولم تكتفي بهذا الحد بل أعادت الكرّة وضربت ” ناكازاكي ” ,وكان السبب الرئيسي هو أخافة الأتحاد السوفيتي في حينها , وأيضاً استخدمت الاسلحة الكيميائية في فيتنام ضد الانسان والحيوان وضد الاشجار والمزروعات أسقطت اوراق الاشجار بغية كشف من يستظل بها ويختبئ تحتها حتى استخدمت اسلحة ذكية تتبع وتتحسس اليوريا البشرية ” تعرق البشر وبوله ” ففطن الفيتناميون لهذا وبمعونة خبراء من الاتحاد السوفيتي في حينها وقاموا بخداع هذه الاسلحة بالتبول بأكياس بلاستيكية وتعليقها بالاشجار لتضليلها ونجحوا في ذلك والقائمة تطول في كوريا الشمالية وكموديا وكوبا وغيرها من الدول . . فلا غرابة من تنفيذ جريمتها البشعة في الكرادة .
على العراقيين والمجتمع العربي والاسلامي والدولي ترويج القضية والشكوى الى الامم المتحدة والمحاكم الدولية والمنظمات الانسانية لتشكيل لجان محايدة من خبراء مختصين لفضح ما تقوم به اميركا واذنابها وادانة عدوانها ضد المدنيين العزل وفضحها كدولة أرهابية عدوانية وراعية للأرهاب . على العراقيين ان لا يصمتوا على هذا الموضوع وأن لا يدعوه يمر بسلام مثل ما سبقه من جرائمهم , عليهم كشعب الاصرار على فضح وادانة اميركا ومن يتعاون معها , حكومة العراق غير قادرة أطلاقاً على أدانة اميركا رغم علمها الكامل بتفاصيل الجريمة ومصدرها . حديث رئيس الوزراء المتكرر حول موضوع الجريمة البشعة يوحي بعلمه ويقينه محاولاً أبعاد الشك بأميركا , وحديث مقتدى الصدر يوحي بذلك ايضاً قائلاً ” ياريت الحادث من فِعل داعش ولا غيرها ” وهذا الكلام فيه معنى كبير وعميق من حيث أن للعراقيين كلام خاص يعني غير المعلن يسمونه ” حسجه ” الكلام عن جهة والمقصود جهة غيرها يفهمها المتلقي . لكن من يجرؤ على البوح والادانة .. من . ؟
*1 ويكيبديا الحرة