كشف النقاب، الجمعة 21 نيسان/ابريل 2017، عن قرب الإفراج عن الصيادين القطريين بعد أكثر من عام ونصف العام من اختطافهم في العراق، مقابل صفقة ضخمة تمت بين الخاطفين ومسؤولين قطريين.
وأكدت صحف بحرينية محلية، نقلاً عن مصادر أمنية عراقية، إن “الصيادين القطريين المختطفين نقلوا إلى منطقة قريبة من مطار بغداد تمهيداً لنقلهم إلى الدوحة على متن طائرة قطرية خاصة”. مضيفة أن “رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أحيط علماً من مستشارية الأمن الوطني التي اطلعت على تفاصيل المفاوضات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين أطراف إيرانية ومليشيا عراقية مرتبطة بإيران وممثلين عن حزب الله اللبناني ومسؤولين قطريين”.
موضحة وسائل الإعلام المحلية، أن “الصفقة شملت عنصرين أساسيين، وهما أن تدفع الدوحة فدية خفضت من 100 إلى 90 مليون دولار، أما العنصر الثاني فهو أن تتعهد الدوحة بالضغط على فصائل مسلحة معارضة في سوريا إلى إطلاق أسرى من حزب الله ومن فصائل مسلحة عراقية أسروا داخل سوريا”.
غير أن المسؤولين القطريين لم يقدموا إلى إيران وحلفائها ضمانات مؤكدة حول استجابة الفصائل المسلحة السورية لإطلاق الأسرى المحسوبين على إيران، وفقا للصحف البحرينية.
خاطف الصيادين احد فصائل الحرس الثوري وإيران كانت على علم..
أفادت المصادر أيضاً بأن الصيادين المختطفين في وضع صحي جيد وكانوا خلال 13 شهراً محتجزين لدى فصيل مسلح على صلة بالحرس الثوري الإيراني، وأن إيران على اطلاع كامل على خطة الخطف وتفاصيلها.
وبحسب المصادر، فإن فريقاً أمنياً إيرانياً كان مشاركاً في عمليات الإشراف على احتجاز الصيادين القطريين والحفاظ عليهم والتكتم على وجودهم، وإن هناك خطاً ساخناً بين الخاطفين وأجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية.
وكان رئيس الحكومة العراقية “حيدر العبادي” قد انتقد بقسوة، الجهة التي نفذت عملية الخطف، واصفاً الصيادين المختطفين بأنهم “ضيوف على العراق”، وأنهم دخلوا وفق موافقات وتأشيرات أصولية منحهم إياها وزير الداخلية العراقي السابق “محمد الغبان” – قيادي في مليشيا بدر بزعامة هادي العامري -.
وأقر العبادي خلال مؤتمر صحافي ببغداد، أمس الأول، بأن الحكومة العراقية على علم بالصفقة التي وصلت إلى مراحلها الأخيرة، لكنه وصف عملية الاختطاف بأنها تشكل إساءة إلى جميع العراقيين.
وساطة قطرية بإستبدال الصيادين بعائلات سورية..
من جهته، أعلن النائب في البرلمان العراقي “حامد المطلك”، الأربعاء الماضي، عن وساطة قطرية لنقل عائلات سورية مقابل إطلاق سراح صياديها المختطفين في العراق.
وقال “المطلك”، في تصريح صحافي، إن هناك اتفاقاً بنقل عائلات في سوريا من مكان إلى آخر واستبدال عائلات آخرى بها، بتأثير من دولة قطر. لافتاً إلى أنه غير متأكد من أن المبلغ الذي يقدر بـ”مليار دولار” مقابل إطلاق سراحهم قد دفع لإطلاق سراح الصيادين.
وأشار إلى أنه “من المتوقع التوصل إلى صيغة للتفاهم في غضون 48 ساعة”، حسبما نقلت مواقع محلية عراقية.
وكانت السلطات القطرية قد نفت، السبت الماضي، الآنباء التي تحدثت عن إطلاق سراح مواطنيها المختطفين بالعراق منذ كانون أول/ديسمبر 2015، مؤكدة على أنها “تواصل سعيها للإفراج عنهم وعودتهم بأسرع وقت”.
في الوقت الذي نقلت فيه “وكالة الآنباء القطرية” الرسمية، عن مصدر مسؤول بمكتب الاتصال الحكومي برئاسة الوزراء، دعوته إلى “عدم الانجرار وراء الشائعات التي يتداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حول إطلاق سراح القطريين المحتجزين بالعراق”.