يقول رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الذي استقال قبل أيام ” اسعى إلى أن اوفر رواتب عالية لموظفي خدمة النظافة لاتقل عن الأطباء والمهندسين”، وفي الصين غيرت أسم موظفي خدمة النظافة (عمال الصحة ) ومنحهتهم رواتب وامتيازات موظفي الدرجة الأولى وفي اليابان وفي المانيا تمنح أولوية التعيين في المؤسسات الحكومية إلى ابناء عمال النظافة، لكن في العراق تظلم الحكومة موظفي أمانة بغداد العاملين في الشوارع ظلما لايوازيه ظلماً، ففي كل دول العالم يمنح لموظفي خدمة النظافة أمتيازات عالية وتعتبر وظيفة العمل في التنظيف وظيفة عظيمة ونبيلة، لكن حال موظفي الأمانة الذين يجلسون تحت سقف الشمس ويتجولون في الشوارع لايسر العدو ولا الصديق ولا الغريب ولاالقريب بل هذه الشريحة وأقصد الذين يعملون في الشوارع هم الأقل رواتبا والأكثر عملاً وأكثر الموظفين الذين ليس لهم امتيازات عالية.
القرارات الحكومية السيئة تؤدي إلى دلال موظفي الدوائر والمؤسسات الذين يعملون ساعة من مجموع ثمان ساعات عمل مطلوبة بينما تغض نظرها وبصرها ويدها وشكرها عن موظفي خدمة النظافة في أمانة بغداد فتجبرهم على العمل في الايام التي ترتفع فيها درجات الحرارة من دون أن توفر لهم مايشجعهم على الاستمرار بالعمل وعدم اعتبارهم موظفين من النوع السابع وشمولهم بالعطل والامتيازات لاسيما عطل درجات الحرارة ، فهولاء هم الذين يستحقون العطل لانهم ليسوا من طائفة الموظفين الذي يعملون داخل المؤسسات وأجهزة التبريد تطرب على خشومهم.
المرحلة مناسبة لتشريع قوانين تحمي العاملين في قطاع خدمة النظافة وتعطيهم امتيازات وحقوق لانهم يؤدون دورا عظيما في تخفيف النفايات عن البلاد. وليس من الانصاف ولا المنطق والا العدل أن يغبن العاملون في النظافة وتكرم الدولة الموظفين السراق والعابثين بالمال العام وبعض النواب الفاسدين وليس من الأنصاف أن ينظر الرأس الحكومي إلى أن موظف البلدية على أنه موظف غير مهم في الدولة العراقية الجديدة ، فهذه نظرة ظالمة تؤدي إلى مزلقة كما يقول رجال الدين. السؤال الاكثر حيرة هو متى تهتز شوارب الحكومة على العاملين في النظافة في أمانة بغداد والمحافظات وتعطيهم حقوقهم وتنظر إليهم بعين المسؤول لا عين الانتقام؟