مرة اخرى تعجز السماء عن حماية الابرياء.
مرة اخرى تنشغل الملائكة عن صرخات الضعفاء.
مرة اخرى يتركنا الله في زاوية النسيان، لتتلون الكرادة بدماء الشهداء.
ماذا فعلنا يا الهي، كي يكون الحزن والدموع نصيبنا، وللاخرين الفرح والرخاء.
هل تعرف يا الهي من كان في الكرادة فجر يوم الاحد حين زارها وكيلك ملك الموت عزرائيل.
انهم المستضعفون من الرجال والنساء والاطفال ببراءتهم، الذين لا حول لهم ولا قوة.
اولئك الذين كانوا يبحثون عن هدايا للاحتفال بالعيد الذي اقررته انت لهم بعد صيام شهر رمضان، ذلك الشهر الذي انزلت فيه القران هدى ورحمة للعالمين.
اما قارون وفرعون وهامان الذين علوا في الارض.
فكانوا في الخضراء يتنعمون ويضحكون.
وباسمك يسرقون ويظلمون ويعصون ويفجرون ويزنون.
فهل هذا من العدل والانصاف في شئ يا الهي ؟!!…
هل هذه هي تهنئتك بالعيد لعبادك منهم المخلصين ؟!!…
هل هذه هي الرحمة التي وعدتنا بها على لسان نبيك ؟!!…
هل هذا هو اللطف الالهي الذي نرجوه منك، وايدينا مرفوعة الى السماء ؟!!…
الهي، ان لم تدفع الظلم والحيف عن عبادك الابرياء.
فعلى الاقل طالب بحقك، وحاسب من يتكلم بالنيابة عنك.
ابطش بمن يقطع الرقاب وهو يقول ( الله اكبر ).
احرق من يفجر نفسه بالابرياء، ويسبي النساء قربة اليك، وارجع كيده الى نحره.
فحتى في قوانيننا الوضعية، يلاحق قانونيا من يتكلم باسم شخص اخر دون اذنه.
فكل شياطين الارض هؤلاء يباركون افعالهم المشينة باسمك يا الهي.
يبررون جرائمهم بحق البشرية، باحكام وقوانين ينسبونها الى شريعتك السماوية.
وانت جالس على العرش لا تحرك ساكنا.
فكيف تتوقع منا يا الهي ان لا تهتز عقيدتنا وايماننا بك، وبلدنا يغرق بالدماء كل يوم ؟!!…
فحتى نبيك ابراهيم عليه السلام طلب منك دليلا على مدى قدرتك.
حيث جاء في سورة البقرة الاية (( ٢٦٠ )) :
( واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي … ).
ولا شك اننا لسنا بمنزلة الانبياء في الصبر والعقيدة.
افليس من حقنا اذن، ان نطالبك بما وعدتنا به ووعدك الحق ؟!!…
ونحن يحيط بنا شبح الموت من كل حدب وصوب، وصرخات اطفالنا تعانق عنان السماء.
ارنا شيئا من رحمتك وعدلك وقدرتك يا اله العالمين.
ارنا اثارا تدل على اسمائك الحسنى، وصفاتك المقدسة العليا.
ختاما، وبعد مذبحة الكرادة والارواح التي ازهقت فيها ظلما وعدوانا بغير حق.
فكما ان الامام علي عليه السلام قد اعلنها صراحة :
( الهي ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك، ولكن وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك ).
وحيث انك يا الهي تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، واقرب الينا من حبل الوريد.
فلسان حالي يناديك من القلب صادقا بلا خوف، ويقول :
( الهي، سوف لم ولن اتذكرك بعد اليوم ابدا، حتى اراك انت تتذكر الفقراء والمظلومين اولا ).