الترقب والحذر .. إيران تتحسس خطواتها الدبلوماسية نحو ترامب

الترقب والحذر .. إيران تتحسس خطواتها الدبلوماسية نحو ترامب

كتب – محمد بناية :

الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة الـ”1+5″ هو أحد أهم التحالفات الدولية التعددية، والذي بات مجهول المصير بعد استلام “دونالد ترامب” السلطة في الولايات المتحدة الأميركية. ولطالما وصف ترامب الاتفاق النووي أثنار حملته الانتخابية بالخاطئ ووعد أنصاره بتقطيع الاتفاق حال وصوله إلى السلطة. ومنذ إعلان فوزه في 8 تشرين ثان/نوفمبر الماضي تراجع ترامب عن مواقفه قليلاً، لكنه أصر على وصف الاتفاق النووي بالأسوأ على مدى تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وأن بنود هذا الاتفاق تحتاج إلى مراجعة. ولقد مُنيت استراتيجية تغيير بعض بنود الاتفاق النووي بالرفض منذ الخطوة الأولى. وطبقاً لما ذكر الكاتب الصحافي “محمد بادامي”، في مقالة “دبلوماسية إيران الفعالة حيال الولايات المتحدة الأميركية” التي نشرتها صحيفة “نجمة الصباح” المحسوبة على التيار الإصلاحي الإيرتي، فلم يقتصر الأمر على المسؤولين الإيرانيين وإنما أيضاً رفض الأوربيون والروس تلك الاستراتيجية، وأعلنوا أن ترامب لا يستطيع إلغاء أو تغيير بنود الاتفاق النووي من جانب واحد ودون مراعاة الحقائق القائمة.

ركس تيلرسون

رغم نجاح إيران في تمديد قرار تعليق العقوبات يجب الحذر..

يتعين على الرئيس الأميركي – بحسب الاتفاق – اصدار قرار رسمي يوقف بمقتضاها بعض بنود قانون “العقوبات على إيران”، المعروف باسم (Isa). وطبقاً للدستور الأميركي تحظى قرارات رئاسة الجمهورية بالثقة مدة 90 يوماً فقط. وكان الرئيس السابق “باراك أوباما” قد مدد القرار مدة 90 يوماً قبيل انتهاء فترته الرئاسية. واعتقد الكثيرون في احتمالات امتناع الرئيس الحالي “ترامب” عن التصديق مجدداً على القرار ووقع العراقيل أما تنفيذ الاتفاق النووي. لكن ترامب أقر الثلاثاء الماضي بإلتزام إيران بتعهداته المذكور في الاتفاق النووي، ووقع قرار “تمديد تعليق العقوبات النووية مدة 90 يوماً”. وتلك القضية تمثل انتصاراً للدبلوماسية الإيرانية بحسب “محمد بادامي”. واستناداً إلى تقرير وكالة آنباء “آسوشیتدپرس”، فقد أعلن “ركس تيلرسون” وزير الخارجية الأميركي هذا الأمر في رسالة إلى “بيل رايان” رئيس مجلس النواب الأميركي. ورغم تأكيد تيلرسون في الرسالة استمرار حكومة الولايات الأميركية في دراسة الاتفاق النووي وتقييم مسألة ما إذا كان استمرار تعليق العقوبات يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية من عدمه. وقبل ذلك كان المفكرين السياسيين والمسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين السابقين قد حذروا ترامب من التبعات السلبية على الأمن القومي الأميركي حال المساس بالاتفاق النووي. والإجراء الذي اتخذه ترامب الثلاثاء الماضي يعكس عودة جهود الدبلوماسية الأميركية إلى مضمار الواقع تدريجياً. مع هذا لابد من انتظار ما سيحدث بنهاية المائة يوم الأولي من رئاسة ترامب.

انتصار الدبلوماسية الإيرانية..

عابدة حسین

يضيف محمد بادامي: “في السياق ذاته أعربت السفير الباكستانية السابقة في الولايات المتحدة عن اعتقادها في اعتراف دونالد ترامب الصريح بإلتزام طهران بالاتفاق النووي، وأن تمديد تعليق العقوبات النووية هو بمثابة امتياز ونصر ديبلوماسي آخر على الصعيد الدولي والاتفاق النووي الإيراني. وقالت “عابدة حسین”: “إجراء ترامب الأخير أثبت مجدداً إلتزام إيران بتعهداتها حيال الاتفاقيات الدولية، والإلتزام بالاتفاق النووي نموذج واضح على ذلك”. وأكدت الدبلوماسية الباكستانية المتقاعدة على أن إلغاء العقوبات النووية على إيران هو نتيجة الاتفاق النووي، وأن الاقتصاد الإيراني سوف يتحسن بعد إلغاء هذه العقوبات. وأفضل شئ بالنسبة للاتفاق النووي هو إلتزام كافة الأطراف الموقعة عليه، لأن المحافظة على هذا الإتفاق واحترام بنوده يصب في صالح الجميع. وأضافت عابدة: “في رأيي أفضل خيار بالنسبة لحكومة ترامب هو الإلتزام بالتعهدات التي وقعتها حكومة أوباما مع إيران، لأن هذا الاتفاق سيحافظ على مصالح البلدين. ورغم تصريحات ترامب العدائية ضد إيران منذ حملته الانتخابية، لكن هذه التصريحات لم تدخل حيز التنفيذ. وتواجه حكومة ترامب حالياً الكثير من القضايا على رأسها الأوضاع في أفغانستان وسوريا، ولذا يعي المسؤولون الأميركيون أنه لا يجدر بهم الدخول في مشاكل أخرى. وما استخدام الولايات المتحدة من أكبر قنابلها غير النووية في أفغانستان وكذا قصف مواقع الحكومة السورية مؤخراً إلا دليلاً على تورط الإدارة الأميركية بكل قوتها في قضايا الشرق الأوسط ولا تريد إضافة المزيد من المشاكل”.

العقوبات غير السياسية..

وأردف بادامي: “أكد وزير الخارجية الأميركي إلتزام إيران بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، ومع هذا كشف ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأميركية في حوار مع صحيفة “فايننشال تايمز” عن تشديد العقوبات غير النووية على إيران. وأكد خلال اللقاء على زيادة العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية وقال: “لهذه العقوبات أهمية بالغة وهي جزء مهم من مهمتنا.. لقد طبقنا المزيد من العقوبات على إيران الأسبوع الماضي على خلفية انتهاكها حقوق الإنسان. وسوف نضاعف من العقوبات غير النووية على إيران. نحن نراقب إيران جيداً”. في السياق ذاته كشف مسؤول رفيع بالبيت الأبيض في حوار مع “الفورين بولسي”، عن عزم ترامب فرض المزيد من العقوبات الصارمة ضد إيران، وقال: “تميل الإدارة الأميركية إلى استخدام أدوات أكثر تأثير ضد إيران. وستشمل العقوبات القطاعات الاقتصادية للحرس الثوري. صحيح ان الرئيس لم يتخذ قراراً مؤكداً حتى اللحظة، لكن المتوقع أن يتخذ القرار في أقرب فرصة. وكانت وزير الخزانة الأميركية قد صرحت الأسبوع الماضي أن واشنطن سوف تستمر في عقوباتها ضد إيران على خلفية انتهاك حقوق الإنسان، والصواريخ البالستية، ودعم الإرهاب في المنطقة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة