بعدما حسمت المملكة المتحدة أمرها وانسحبت من عضوية الأتحاد الأوربي التي استمرّت 43 عاماً , يبدو أنّ انسام هذه العدوى ! قد انتقلت الى بعض الآخرين لغاية الآن .! , فقد أيّدت رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد واكّدت أنّ باريس تمتلك اسباباً اكثر من بريطانيا للخروج من الاتحاد , ودعت لأجراء تصويتٍ مماثل لفرنسا بهذا الشأن .ايضاً , فزعيم حزب الحرية الهولندي ” غييرت فيلدرز ” دعا الى اجراء استفتاءٍ مشابه للأنسحاب من عضوية الاتحاد الاوربي , وهنالك احتمالات غير قليلة ان تحذو احزاب سياسية اخرى في اوربا حذو الطرفين الفرنسي والهولندي . أمّا نحنُ , فهل تنتقل الينا هذه العدوى أمْ قد نسعى اليها ! ومن ايّ اتحادٍ ننسحب .! فقيادة اقليم كردستان الموقّرة ما فتئت وما انفكّت تنادي وتصدح بالأنفصال والأنشقاق عن العراق واعلان الأستقلال , ونحن لدينا محكمة اتحادية وشرطة اتحادية وغير مسموحٍ لنا بدخول الأقليم إلاّ ” جوّاً ” , وبهذا وغيره فأنّ فدرالية البلد متأرجحة من غير ارجوحة , والى ذلك ايضاً , فهل من معنىً عمليٍّ ومفيدٍ من بقاء العراق في عضوية الجامعة العربية التي لا تربط ولا تحلّ , ودستورية بقاء امينها العام من مصر الشقيقة فقط , والذي ليس بوسعه معارضة اي نظام حكمٍ في مصر على ضوء سياستها الخارجية , عدا تحكّم بعض دول الخليج في هذه الجامعة , ثمّ ما موقف الجامعة العربية ودورها في الإضطرابات الجارية في اليمن وليبيا والعراق وسوريا وغيرها ايضا .وبعيداً او قريباً عن كلِّ هذا وذاك , فالسياسة الخارجية للعراق هي في الأتجاه المعاكس للتوجهات القومية او العربية , فعَلامَ إذن البقاء في الجامعة العربية التي تطرح ولا تجمع , كما أنّ استمرارية عضويتنا لم تعد سوى صورة تخطيطية غير واضحة المعالم .!