جريمة أخرى تضاف لسجل داعش الدموي، شباب بعمر الزهور لا يشغل بالهم فساد الساسة وباقي هموم السياسة، اجتمعوا محاولين نسيان المصائب المتعاقبة التي مرت ببلدهم، فوجد فيهم تنظيم الذل والعار فرصة سهلة لزيادة معنويات شياطينه، بعد الانتصارات المتتالية لقواتنا الأمنية البطلة ومتطوعي المرجعية.
أرسل أبن زنا ليسرق ابتسامات الصبية، ففجر نفسه وسط جمع من الفرق الشعبية ولم يبق فيهم ألا كرة مضرجة بالدماء، ففي أرض السواد الفرح ممنوع ولا أمل للشباب.
لم يكن هذا التفجير الأول، فمنذ سقوط الطاغية نفذت مئات العمليات الإرهابية في العراق راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء، وبعد تدنيس جرذان داعش لجزء كبير من ارض العراق، ارتكبوا جرائم يندى لها الجبين لم يذكر التاريخ بين طياته ما يماثلها، فبادوا القرى، وأحرقوا الأحياء، وقطعوا الأطراف، واغتصبوا وسبوا الحرائر حتى أعادوا سوق الرقيق، ولم نسمع كلمة استنكار.
أكانت صرخاتنا كصرخة نملة نحتاج إلى من عُلم منطق الطير كي يفهمها لبقية العالم؟ أم هنالك مآرب أخرى كانت أهم من دماء العراق وأهله؟
قد يكون السبب تزامن انفجار بابل مع انفجار بروكسل، أم أنها خطة جديدة لأمريكا خاصة بعد أن هبت رياح الإصلاح محاولة أبعاد سفن الفساد عن خيرات العراق، أسئلة كثيرة تشير أجوبتها الى مستقبل مجهول، والسؤال المهم هل ستجلب الكرة الشهيدة السلام ثانية الى ارض العراق؟