بعد أكثر من ثلاثة عشر سنة من الفساد، وفي فساد، وإلى فساد وعلى فساد، ، نجد الجميع، اليوم، يتحدث عن الفساد، ويطالب بمكافحته، ويبارك الجهود المبذولة لمكافحته، ويفصح عن ملفات فساد، ويدعو إلى الضرب بيد من (حديد) على الفساد والتي سمعناه سابقاً مراراً وتكراراً من رجل الفساد الأول وحاميه وحاضنه وراعيه المالكي، فمَن دعم الفساد وأمر بانتخاب أهله يحكي اليوم عن الفساد، مَن حرم الزوجات على أزواجهن إن لم ينتخبوا الفساد يحكي اليوم عن الفساد، مَن أمر بانتخاب الفساد تحت شماعة المذهب يحكي اليوم عن الفساد، مَن قال: “الحرامي القديم أفضل من الحرامي الجديد، لأن الأول شبع بعد ما يسرق”، يحكي اليوم عن الفساد، مَن أجهض التظاهرات السلمية التي كادت أن تطيح بالفساد يحكي اليوم عن الفساد، مَن روج للفساد خطابياً وإعلامياً يحكي عن الفساد، مَن روج للفساد بقلمه يكتب اليوم عن الفساد، مَن يُعشعش الفساد في مواقفه وسلوكه يحكي اليوم عن الفساد ، مَن حارب، الذي رفض الفساد قولاً وفعلاً منذ ولادته، ولم تتلطخ يده بالفساد يحكي اليوم عن الفساد، مَن همش وأقصى وغيَّب مَن حارب الفساد يحكي اليوم عن الفساد، مَن …مَن… ، إذن من هو الفساد ومن هو الفاسد؟! ومن هو المسبب والداعم والمروج والمسبب له والمحامي والمدافع عنه؟!، ومن أين أتى؟!، ومن أين نزل؟!، هل نزل من المريخ ومعه منظومته المُشرعة والداعمة والمروجة والمطبلة له؟!!.إن مكافحة الفساد والقضاء عليه إذا كانت مرحلة آنية، تكتيكية، أو ضرورة انتهازية نفعية، لذر الرماد على العيون،أو استراتيجية إعلامية،أو هروب من دائرة الاتهام والتلبس بالفساد، أو خطوة تنصلية، فهو الفساد المقنع، فهو أخطر أنواع الفساد، فى تقرير بعنوان “هكذا اشترى الغرب العراق”، كشف موقع فيرفاكس ميديا وهافينجتون بوست الأميركي عن ما أطلقت عليه أكبر فضيحة رشوة فى العالم، متورط بها كبار مسؤولين عراقيين وأسماء بارزة فى الدولة بتسهيل بيع حصص من النفط لدول غربية عن طريق شركة “Unaoil” أو “أونا أويل”، المملوكة لرجل أعمال إيرانى يدعى عطا إحسانى بمقرها فى دولة موناكو بأوروبا.وعرض التحقيق الصحفي الحصري ل”فير فاكس”، أسماء المتورطين بفضيحة الفساد، وعلى رأسهم وزير التعليم العالي حسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، وعدي القرشي أحد المسؤولين الكبار في شركة نفط الجنوب، وباسل الجراح الذي يعتبر حلقة الوصل بين المسؤولين العراقيين وشركة “unaoil” النفطية.ومن الأسماء البارزة أيضاً التى وردت بالتحقيق، اسم كل من: عبد الكريم لعيبي، وزير النفط العراقي في الحكومة السابقة، وضياء جعفر الموسوي، مدير شركة نفط الجنوب، وكفاح نعمان الذي تولى منصب مدير نفط الجنوب أبان حقبة وزير النفط ثامر الغضبان. وانتهى التحقيق إلى أن مبلغ الرشاوى التى دفعت للمسؤولين العراقيين وصلت إلى 40 مليون دولار، حصل حسين الشهرستانى على 16 مليون دولار منها لكسب تأييده من أجل الحصول على عقد خط أنابيب تقدر قيمته بنحو 600 مليون دولار.هذه واحدة من فضائح الفساد والمفسدين الذين سلطهم السيستاني على الرقاب والأموال طيلة هذه الفترة، وهذه واحدة من فضائح الفساد التي أنجبتها كتل وقوائم وأحزاب السيستاني التي يتشكل منها البرلمان والحكومة العراقية بكل مفاصلها وقنواتها، وما خفي كان أعظم وأخطر، فهل يترجي إصلاحاً من هذه الكتل وممن دعمها وسلطها على البلاد والعباد؟!!!، وسيستمر تسلط الفساد والمفسدين ولو بثوب جديد مادام المتسلط والداعم والمؤمن والمشرعن والمنتج هو هو، ومادام العراق يسير في نفس فلك الفساد والمفسدين وكأنه خلي إلا من هؤلاء، وهذا ما حذر منه المرجع العراقي الصرخي الحسني لأكثر من مرة ومنذ اللحظة الأولى لدخول الإحتلال فكان مما قاله:((منذ دخول الإحتلال قلت وكررت مراراً معنى أن العراق وشعبه وثرواته وتأريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات … وأقسم لكم وأقسم وأقسم بأن الوضع سيؤول وينحدر إلى أسوأ وأسوأ وأسوأ… وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار ..ولا خلاص ولا خلاص ولا خلاص إلا بالتغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي لكل الموجودين ( منذ دخول الإحتلال ) ومن كل القوميات والأديان والأحزاب …..)).