23 نوفمبر، 2024 6:47 ص
Search
Close this search box.

وزارة التربية وثقافة الشهادة!

وزارة التربية وثقافة الشهادة!

الشهادة درجة إختارتها السماء لخواص العباد الصالحين ممَنْ وصلوا لمرحلة قريبة من الكمال الإنساني بعد أن توفرت لديهم كل معاني الإنسانية والقيم النبيلة وتعاملوا بها مع محيطهم فتميزوا وكانت الجائزة الكبرى منزلة الشهيد لذا الشهادة رسالة حياة وليس موت كما يفهمها أنصاف المتعلمين والمتمنطقين ممَنْ تعلموا حرفين وكتبوا أربعة حروف ويتناسون أنهم يمارسون حياتهم الطبيعية بفضل الشهداء وجسدوها في حلهم وترحالهم فأحد أسباب تخلفنا وتكالب العدو علينا هو وجود المعترضين على نشر ثقافة الكرامة والحرية.  عندما يتربى النشئ على مفردات أهل البيت عليهم السلام،(القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة)، فمن الطبيعي أن يكون أبناء العقيدة الحسينية الخالصة، من ذوي ثقافة الحياة المنتصرة، التي لا يدرك حجم فضلها ومنزلتها حيث وصل إليها أحباء الله، فالباريء عز وجل يقول بمحكم كتابه العزيز(ولا تقولوا لمَنْ يُقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون)،أوليس السيد السيستاني (دامت بركاته) يقول للمتطوعين الذين لبوا نداء الجهاد الكفائي:(يا ليتنا كنا معكم فأفوز فوزاً عظيماً).  
(حينما ترتقي الأمة لتجد في القتل حياة، تكون قد سحبت كل الذرائع، التي يمكن أن يتمسك بها الأعداء، فتحصل عندئذ على الحرية)،أي رقيٍّ وإرتقاء وحياة وإحياء؟! فإنظر أيها الكاتب المثقف، المتميز بالعقل والعقلانية! ( الإعلامي المعترض) لمقالك المنشور، يوم الثلاثاء التاسع من آب 2016، لتوجيه السيد عمار الحكيم وزارة التربية، بإدخال ثقافة الشهادة في المناهج الدراسية، فتوجه خطابك لسماحته: (تأريخ التشيع أحمر، فلا تستخدم مفهوماً لامعاً ومقبولاً، في ذهنية الشعب العراقي) فبماذا تريد أن توجه؟!الأمة التي تنظر للشهادة على أنها حياة، أرعبت الأعداء، ولعبت دوراً كبيراً بتمزيق صفوفهم، ومنعتهم من التمدد، فما أكثر بركة ثقافة الشهادة، على الأرض، والعرض، والمقدسات، ومما لا شك فيه أن الشهادة ليست هدفاً، بل الهدف هو الإنتصار، فالمعنى الخاص أن يقتل المرء في مكان المعركة، للجهاد في سبيل الله، أما المعنى العام لها فهي أن يُقتل الإنسان في طريق تأدية الواجب الإلهي، فإن كل مَنْ يرحل عن الدنيا، وهو بحالة أداء الواجب يُعد شهيداً.
أيها الكاتب المتعلم: لا يحتاج السيد عمار الحكيم، الى مستشار فكري وثقافي ليوضح له معنى الشهادة، فهو أبن مرجعية الإمام الحكيم (قدس سره)، التي ضحت بالعشرات من أبنائها، ومرجعية السيد علي السيستاني(دامت بركاته)،عندما لبى رجالها نداء الجهاد، حيث كانوا وما زالوا يتحدثون، أن الحياة الإنسانية للتعقل والتدبير، وهي أرقى أنواع الحياة، لذا فإن الذين يستشهدون من أجل حرية أوطانهم، لا ينقطعون عن الأرض، وتظل أرواحهم ترفرف عليها، ومَنْ قُتِلَ وهو يمارس طاعة لله فهو شهيد! سنسأل حضرة الكاتب أسئلة، نتمنى أن يجيب عليها في قادم الأيام، ما مدى تأثير ثقافة الشهادة، على الطواغيت والجبابرة؟ وهل يمكن إزالة الفكر المتطرف، لدى هولاء المتلونين بإسم الدين، بخطوات أمنية وإجتماعية فقط؟ أم أن هناك ثقافة يجب نشرها؟ خاصة وأنك تناسيت أن الشيعة تجرعوا الألم والأسى، وقدموا القرابين لإصلاح الأمة وحفظ الدين، لأنهم يمثلون أدب الأئمة (عليهم السلام)ومنهجهم المستقيم، ثم ماذا سيصنع التكفيريون في العراق أكثر، لوأن المرجعية الرشيدة لم تطلق فتواها الشهيرة؟! حريتك الزائفة جعلتك تدعو لحياة أكثر زيفاً مما أنت عليها، فإستخدام مفهوم الشهادة اللامع الخالد، هو سر إنتصاراتنا على الأعداء بكافة أجناسهم، وأعظم دليل على أن الشهادة غاية نبيلة، وليست نتيجة، هو الخلود الكربلائي لقضية الإمام الحسين(عليه السلام)، لأن الأصل في الشهادة طلب النصر، والحرية، والكرامة، والإنتباه الى أن الإمام الحجة(عج) أولى بالعزاء، لأن شهادة هولاء البررة، تعني إحياء أمر آبائه وأجداده، وإحياء لأمره، كما أن أرواحهم تعرج مع الأرواح، التي حلت بفناء الحسين، وأناخت برحله!الباريء عز وجل يرى الشهادة بحقائقها لا بصورها، وكذلك الرسول، وأولي الأمر، فهو يقول:(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، لذا عليك أيها الكاتب العاقل: أن تنتبه للآية أعلاه، وقوله سبحانه وتعالى:(فكيف إن جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هولاء شهيداً)، أما طريقة القتل فهو مدان بكل المقاييس والموازين، وأن تتفحص منطق الشهيد، ومنشأ القدسية في الشهادة، لكي يندفع أحباء الله نحو الشهادة، لذا على وزارة التربية إبراز هذه الثقافة لأنها سبب للبقاء!

أحدث المقالات

أحدث المقالات