19 ديسمبر، 2024 12:11 م

خففوا الوطئ فالرجل جاء بصفقة ..

خففوا الوطئ فالرجل جاء بصفقة ..

كلنا يعلم أن السيد العبادي كان أخر منصب له هو رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب وقبلها كان وزيرا للاتصالات في الحكومة الانتقالية برئاسة أياد علاوي وفي العام 2005 كان رئيسا للجنة الاقتصاد والاستثمار كما كانت تسمى آنذاك ورئيسا للجنة المالية منذ العام 2010 حتى توليه منصب رئيسا للوزراء ,, كلف الرجل من قبل فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق الكردي القومية بتشكيل حكومة جديدة وقبل يومين من انتهاء المدة صادق مجلس النواب على حكومة العبادي اي في 8 اب 2014 ,, الرجل يحمل الجنسية البريطانية ومنذ سبعينات القرن الماضي عندما هاجر الى بريطانيا للدراسة ,, في الانتخابات الاخيرة لم يحصل السيد العبادي على العدد الكافي من الاصوات تؤهله ليكون عضو في برلمان العراق ولم يحصل من الاصوات في بغداد الا على 6000 آلاف صوت فقط وصعد بقوة وعدد القائمة التي كان يترأسها المالكي في بغداد وبالتالي رغم كل ذالك صار الرجل رئيسا للوزراء ..المتتبع لسيرة السيد العبادي يكتشف انه جاء بمساومات وصفقات بين الكتل السياسية لابعاد المالكي وكان العبادي الاقرب لتنفيذ تلك الصفقة التي ناضل من أجلها الاكراد والقائمة السنية بكل الطرق لإبعاد العدو اللدود لهما وهو نوري المالكي الذي تجاوزت اصواته المليون وحصلت قائمته على اعلى عدد من الاعضاء في البرلمان ..ربما يعتقد الكثير من العراقيين انهم سينالون من السيد العبادي التغيير المنشود وفتح الملفات المشبوهة والقضاء على الكثير من الدرن الذي شاب العملية السياسية والتي اوصلت العراق الى حال لا يستطيع أن يوفر رواتب موظفيه وهو البلد النفطي الاكبر من ناحية الاحتياط والمتسيد بالمراتب الاولى في الانتاج النفطي ناسين ان الرجل جاء ومنذ الايام الاولى لتغيير النظام مع من جاء من هؤلاء السياسيين اللذين هم لم يفقهوا من السياسة الفها من ياءها وبالتالي ربما البعض يعتقد أن كل شيء كان طبيعيا لتبوأ المنصب العراقي الاول أو قد يضن الناس أنها الصدفة فقط وهذا محض من الهراء ,, فمن جاء بهذه الحركة الدراماتيكية السريعة والغير متوقعة وأصبح بمنصب لا يستحقه اصلا وليس مؤهلا له ولم يكن حتى بحساباته او من أحلامه نتيجة لما جناه من اصوات في الانتخابات او الفشل الذي شاب مسؤوليته كرئيس للجنة مهمة بالبرلمان العراقي فلا يمكن أن يكون بهذا المكان دون ان يوقع على صفقة مع جميع من اتى به او وافق عليه او سعى لأجله والا لما جاء اصلا وهناك من هو أجدر منه خاصة لو عدنا لأصوات الانتخابات الاخيرة البرلمانية التي حصل عليها بعض نواب دولة القانون ما عدا السيد المالكي لوجدنا من هم احق وأجدر على الاقل بمقبولية الناخبين اللذين انتخبوهم لكن هؤلاء غير مستعدين للتوقيع على ورقة الصفقة فمثلا حصل النائب خلف عبد الصمد على 125 الف صوت وهادي العامري على 50 الف صوت وحسين المالكي على 65 الف صوت وهؤلاء هم من دولة القانون وبعضهم من حزب الدعوة لكن لم يحصل الاختيار لهم لتبوأ المنصب الذي تبوأه حيدر العبادي الذي حصل على 6000 آلاف صوت فقط ..هذه المنصب المهم لا يمكن ان يسلم لشخص غير مناسب له لم يتم أختياره دون ان يقدم شيء لمن جاء به سواء من كتلته او مكونه او حزبه او اثنتيه والعبادي ليس استثناء بالتأكيد ولا هو خارج سرب هؤلاء ولابد ان يكون واحدا وشخصا فاعلا من قبل هذه الكابينة في حزبه حزب الدعوة الموافق لمجيئه على حساب السيد المالكي او من قبل اللذين جاءوا به الى منصب رئيس الوزراء من قبل الكتل الاخرى ..عندما ازيح المالكي من منصب رئيس الوزراء واستبداله بالعبادي من قبل بعض الاتفاقات للكتل السياسية السنية والكردية وبعض مكونات التحالف الوطني الشيعي كانت هناك ورقة اتفاق موقعة من قبل السيد العبادي لهؤلاء المتفقين على مجيئة واللذين نصبوه رئيسا للوزراء وهكذا عليه أن يلتزم بورقة الاتفاق هذه دون اي تأخير ولا اي مماطلة ولا اي تراجع لان ذالك يعني اخلال بهذا الاتفاق ويعني ما يعني ايضا مغادرة الرجل لمنصبه والامر هذا لم تكن السفارة الامريكية بعيدة عنه ولعلها هي العراب الاول لكل ما يجري والمخطط الاساس له دون شك لم يأتي الرجل والعراق كما يقولون صافي ومصفى دون اي مشكلة بل جاء والبلد محاطا بالمشاكل ومثقل بالحرب مع داعش والانقسامات والفساد والسرقة وتفشي الرشوة والتجاوز وعشرات بل مئاة من تلك التي اودت بالعراق وقتلته شر قتله ولايمكن لشخص يتقبل هذا المنصب وبهذا الوضع الصعب الغير مطمئن والذي يحتاج لشخصية قوية قادرة على التغيير بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني وحتى المناصب هي تسلم بالمحاصصة والنسب السكانية لمكونات الشعب ..اليوم العبادي يعيش بوضع لايحسد عليه بعد أن آلت الامور الى مآلها الاخير وحصل الاعتصام على ابواب المنطقة الخضراء وبضغط جماهيري لم يكن يتوقعه لا هو ولا من جاء به ولو كلن المتظاهرين او المعتصمين غير اتباع السيد مقتدى من التيار الصدري لكان الامر جدا هين ورأينا ما حصل من دعوات للمرجعية الرشيدة من أجل التغيير او المظاهرات التي حصلت منذ اكثر من ستة اشهر ولم يتحرك العبادي ولا غيره لأنهم على يقين أن هؤلاء سينتهون والوقت كفيل بأنهائم وعودتهم الى بيوتهم بخفي حنين وما حصل كان صحيحا ومتوقعا فلقد ذابت المظاهرات في ساحة التحرير وسكت صوت المرجعية بعد أن بح من الدعوات والنصائح لكن الذي يحصل اليوم هو مغاير لكل التوقعات وبالتالي فان العبادي لايستطيع ن يركب هذه الموجة الصاخبة ولا يستطيع أن يذوبها وما عليه الا ان يبحث عن مخرج جديد للخروج من مأزقه وأفضل هذه المخارج هو الاستقالة او الذهاب الى البرلمان لأتخاذ قرار اسهله صعب التفكير به خشية الفراغ السياسي خاصة وأن العراق يعيش حربا وهناك من يترقب بجدية لما يحصل لينقض على العملية السياسية العراقية ولعل الحدود ومن كل جهاتها شاهدا واضحا وملموسا ..فالى ان يجد العبادي مخرجا سيكون الوقت كالحسام الناصل لا يتوقف على قطع الجسد العراقي وتدمير الداخل العراقي قبل ان تبنى العملية السياسية بأسس وأطر وقواعد قوية جديدة وعصرية لدولة لها اهمية على الساحة العالمية [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات