سياسة بلا اخلاق، ونظام بلا شرعية، وقوات مجنسة، ثلاثة أركان مهمة تقوم عليها مملكة البحرين، وتحارب من خلالها كل من تسول له نفسة، بأن يستنشق رياح الحرية، ويحلم بواقع يختلف عن ماهو موجود على ارض الواقع.
منذ انطلاق الثورة السلمية في البحرين، والتي بدأت احتجاجاتها المؤيدة للديمقراطية كجزء من الربيع العربي في يوم الاثنين 14 فبراير 2011، والتي كان هدفها منذ البداية(إصلاح النظام)، والشعب يعيش تحت طائلة المجازر، والقمع، والتنكيل، بأساليب قل نظيرها في العالم، ولأول مرة من ينادي بالاصلاح، ومحاربة الفساد، يصبح هدفاً سهلا، من دون أن يدافع عنه من قبل دعاة الانسانية، والمساواة في العالم .
القضية باتت واضحة، ولا تحتاج الى من يفسرها، أو يوضحها، كل ما يدور بالمنطقة هي عبارة عن حرب ضروس، أكلت وستأكل الأخضر واليابس، حرباً أعلنت ضد الشيعة، بأتفاق أغلب أنظمة الدول العربية، وباتت أذرعها الإعلامية هي الموجه للرأي العام، وهوالمحرك الرئيسي لهذه الحرب .
في البحرين نسبة المواطنين الذين هم من الشيعة 70%، ونسبة من هم في الحكومة لا تتجاوز 13%، من بين 20000 عنصر من قوات الأمن البحرينية الخاصة، نسبة الشيعة فيها 0%، اما عن الذين خرجوا الى الشوارع فقد تجاوزت أعدادهم 300000، أو أكثر بما نسبته 56% من الشعب البحريني، وهو ما يعادل من المصريين لو أخذناها بالنسبة 40000000أربعين مليوناً، بينما كان أكبر تجمع للمصريين 8 ملايين أي 10 % فقط ؟؟!!
كان الهدف العام للحكومة البحرينية أثناء وقبل الثورة، هو منع دخول الشيعة إلي بنية سلطتها غير الديمقراطية، والقائمة علي النسب، وبما أن الشيعة يشكلون الأغلبية في البحرين، فإن أي تطور ديمقراطي سيؤدي من وجهة نظر آل خليفة إلي ترك جزء من السلطة للجماعات الشيعية.
وفي الوقت نفسه هناك جناحان مختلفان في حكم آل خليفة: أحدهما هو الجناح المتطرف والداعم للقمع والمعارض لأي إصلاح وحوار مع المعارضة، والذي يقوده رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة. وأما الجناح الآخر فهو أكثر اعتدالاً، ويرأسه ولي العهد الأمير سلمان بن حمد، الذي يوافق علي مستوى من الإصلاح والحوار مع المعارضة.
دعم أغلب الأنظمة الخليجية لداعش في العراق، ومحاولة تصديرها للعالم على أنها حرب تشن من قبل أيران لإبادة أهل السنة، دعمها المطلق للحركات السنية المتطرفة في سوريا، والتي أبادت الصغار قبل الكبار، بحجة نظام بشار الأسد القمعي، تدميرها للبنى التحتية في اليمن، وعاصفة الحزم التي لم تدع شبراً واحدا الا ودكته صواريخها اللعينة، جميعها أسلحة طائفية شرعت ضد الشيعة في المنطقة، وها هي اليوم قد أوجدت سلاح جديد، يعرف بأسقاط الجنسية .!؟
شرع النظام في البحرين بأسقاط الجنسية عن الزعيم الشيعي الشيخ عيسى قاسم، كإجراء قمعي جديد، ذاك الرجل صاحب التأثير البارز في إدخال كثير من المواد الإسلامية في الدستور البحريني عام ١٩٧٣، وفي المقابل تقوم بتجنيس الأفارقة والباكستانيين، لأنهم من السنة، والشيخ عيسى من الشيعة .
الجناح المتطرف في حكومة البحرين له القوة والهيمنة الأكثر، والأهم من ذلك إنه مدعوم من السعودية، وبالتالي فإن نهج حكومة البحرين يميل إلى النهج المتصلب مقابل المعارضين وعدم القبول بأي إصلاح حقيقي، لذلك على منظمة الامم المتحدة، ومنظمات حقوق الانسان، والعالم، أن يتدخل من أجل أنقاذ الشعب البحريني، من هكذا أجراءات تعسفية، والتي قد تشعل دول المنطقة بحربً مذهبية جديدة، فليس من المعقول أن يكون الباكستاني، والإفريقي، بحريني، والشيخ عيسى قاسم فضائي .!!